«صفقة التبادل» تصطدم برفض سوريين في إسرائيل الترحيل

TT

«صفقة التبادل» تصطدم برفض سوريين في إسرائيل الترحيل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل بشكل حثيث من أجل إعادة كل مفقود إسرائيلي، مضيفاً، خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا أثناء الحروب الإسرائيلية: «يتم استنفاد كل احتمال حقيقي من أجل إعادة أبنائنا، ونحن لا نتنازل عن أي أحد، جميعهم على درجة من الأهمية، ولن نتوانى عن إعادتهم للبلاد».
جاء حديث نتنياهو بعد ساعات من تأكيده أنه يستخدم علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل «إنقاذ الأرواح» في أول تعليق منه على المفاوضات الإسرائيلية – السورية التي تجري بوساطة روسية لإعادة فتاة إسرائيلية تسللت إلى سوريا قبل نحو أسبوعين مقابل الإفراج عن أسيرين من هضبة الجولان. وأضاف: «نعمل على إنقاذ الأرواح. نحن في خضم اتصالات حساسة. آمل أن نكون قريبين من إنهاء هذه القضية».
وتجري إسرائيل وسوريا مفاوضات، منذ الأسبوع الماضي، عبر روسيا من أجل إتمام صفقة تبادل، تتضمن على الأقل إعادة الإسرائيلية التي تسللت إلى سوريا مقابل الأسيرين السوريين نهال المقت وذياب قهموز، وربما الحد من الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
وكانت الفتاة الإسرائيلية اعتقلت في سوريا بعد عبورها الحدود بشكل طوعي. وأوعزت الحكومة الإسرائيلية للجيش بالتحقيق في كيفية تجاوز الفتاة للسياج الحدودي، والدخول إلى الأراضي السورية.
وذكر موقع «واللا» أن الجيش يفحص إذا كانت الشابة تجاوزت السياج الحدودي من خلال منطقة محددة سهلة، أو تمكنت من تجاوز الحدود في منطقة القنيطرة بشكل مباشر. وتقول مصادر إسرائيلية إن الدوافع وراء فعلتها هي علاقة غرامية نسجتها عبر الإنترنت مع شاب سوري، وأرادت ملاقاته.
وكانت روسيا هي التي أخبرت إسرائيل عن اعتقال مواطنتها، ثم بدأت مفاوضات من أجل تلافي أي مواجهة، ويفترض أن تعود الفتاة الإسرائيلية إلى إسرائيل عبر روسيا.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، إن المفاوضات ناجحة وقريبة، لكن رفض الأسيرين المقت وقهموز الإبعاد إلى سوريا هو ما يعوق الصفقة (حتى نهار الخميس).
وأكد مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام عبرية أن عملية تبادل أسرى بوساطة روسية بين إسرائيل وسوريا تعثرت بسبب رفض المقت وقهموز ترحيلهما إلى دمشق. ورفض المقت وقهموز عرض الإبعاد إلى سوريا وأصرا على العودة إلى بيتيهما في الجولان.
ويقضي قهموز منذ 2016 محكومية مدتها 14 عاماً بينما تقضي المقت فترة اعتقال بقيود مشددة في بيتها في انتظار جلسات المحاكمة، وتتهم إسرائيل أحدهما بالعمل لصالح حزب الله اللبناني والآخر بالتحريض على إسرائيل.
والمقت هي سورية من مجدل شمس في هضبة الجولان، وتتحدر من عائلة كان عدد من أفرادها أسرى في السجون الإسرائيلية، ويعارضون جميعاً الحكم الإسرائيلي على المنطقة. وتم الإفراج عن شقيق المقت، صدقي، في صفقة تبادل أسرى بوساطة روسية أيضاً، والتي جاءت بعد أن أعادت سوريا رفات الجندي الإسرائيلي زاكري باومل، الذي قُتل خلال معركة في عام 1982، واستقر صدقي المقت فيما بعد في سوريا. ووجهت محكمة إسرائيلية إلى المقت لائحة اتهام في عام 2017 بتهمة التحريض.
أما قهموز، من سكان الغجر في مرتفعات الجولان، فحكم عليه بالسجن 16 عاماً بتهمة التخطيط لتفجير بالتنسيق مع حزب الله في لبنان.
وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عام 2016، اتصل قهموز بعناصر «حزب الله» في لبنان، الذين سلموه متفجرات من أجل تفجيرها في محطات حافلات في حيفا.
وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) إن سعد، والد قهموز، فر إلى لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) 2006، وبدأ العمل مع «حزب الله»، وتوسط لنجله مع الحزب اللبناني.
ولا يتوقع الإسرائيليون أن يحبط موقف المقت وقهموز الصفقة الجاري بلورتها، خصوصاً مع التقدم الكبير الذي رافق زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم إلى العاصمة الروسية. وعاد بن شابات وبلوم إلى إسرائيل، أمس، وقالت مصادر إسرائيلية إن الصفقة قريبة وستعقد في أي وقت.
وعقبت القناة 12 الإسرائيلية بقولها إن مسائل لوجيستية وبيروقراطية إضافية غير محددة أسهمت هي أيضا في تأخير الصفقة، مضيفة أن إسرائيل قد تحتاج إلى تقديم ضمانات لسوريا بعدم إعادة اعتقال الأسيرين إذا بقيا في الجولان فعلاً.



مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)