إسرائيل تهدم مساكن العراقيب للمرة 183

واحدة من قرى بدوية في النقب لا تعترف بها إسرائيل

صورة أرشيفية لفعالية تطالب بوقف هدم قرية العراقيب البدوية في النقب (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لفعالية تطالب بوقف هدم قرية العراقيب البدوية في النقب (الشرق الأوسط)
TT

إسرائيل تهدم مساكن العراقيب للمرة 183

صورة أرشيفية لفعالية تطالب بوقف هدم قرية العراقيب البدوية في النقب (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية لفعالية تطالب بوقف هدم قرية العراقيب البدوية في النقب (الشرق الأوسط)

هدمت جرافات إسرائيلية أمس (الأربعاء) مساكن أهالي قرية العراقيب للمرة 183 على التوالي.
وداهمت السلطات الإسرائيلية القرية، رغم العواصف الماطرة والثلجية التي تضرب المنطقة، وهدمت مساكن أهلها وشرّدتهم في العراء.
وهذه هي المرة الثانية التي تهدم فيها إسرائيل القرية، منذ مطلع العام الحالي، بعدما قامت بذلك في 20 يناير (كانون الثاني) 2021.
وتحولت العراقيب غير المعترف بها، وهي تناضل من أجل البقاء، ويسكنها نحو 300 شخص يعملون في الزراعة ورعي الماشية، إلى رمز للصمود الفلسطيني في وجه حملة التهجير الإسرائيلية في منطقة النقب.
وبدأت رحلة هدم القرية مبكراً في خمسينات القرن الماضي، لكنها تكثفت بشكل منهجي منذ العام 2000 في محاولة لدفع أهالي القرية لهجرها. والعراقيب واحدة من بين نحو 35 قرية عربية في النقب لا تعترف بها إسرائيل وتحرمها من الخدمات الأساسية بصفتها قرية غير قانونية.
ووضعت إسرائيل كثيراً من الخطط من أجل تهجير السكان البدو من المنطقة، آخرها خطة وضعها قبل عامين وزير الزراعة آنذاك، أوري أريئيل، عرفت باسم «إعادة توطين البدو في النقب».
وجاءت الخطة بعد نحو 6 سنوات من صدور قانون «برافر» الذي اقترح تعويض البدو بالأموال، أو أراضٍ في مناطق أخرى، لكنهم رفضوه واعتبروه «مشروع تهجير قسرياً ونكبة جديدة» قبل أن تلغيه الحكومة الإسرائيلية بعد سلسلة مظاهرات في إسرائيل، وردود فعل دولية رافضة لهذا المشروع.
وتريد إسرائيل إعادة توطين عشرات آلاف العرب من البدو الذين يسكنون في النقب في قرى وبلدات لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية، في بلدات أو مدن عربية معترف بها. وهذه الخطة، تتضمن عدة مراحل، «وتهدف في النهاية إلى بسط اليد على 260 ألف دونم».
واستنكرت الجبهة الديمقراطية، أمس، هدم جرافات الاحتلال الإسرائيلية مساكن أهالي قرية العراقيب في النقب، للمرة الـ183 على التوالي. وأوضحت الجبهة أن الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لقرية العراقيب، جريمة إسرائيلية ممنهجة لم تتوقف منذ نكبة 48. وهي أحد تطبيقات قانون «القومية العنصري» الهادف إلى تضييق الخناق على أهالي النقب، لاقتلاعهم وتهجيرهم وتجريدهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
وطالبت الجبهة المنظمات الحقوقية الدولية، والمجلس العالمي لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه جرائم الأبارتهايد العنصري بحق الفلسطينيين في النقب، بنزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس سياسة الاضطهاد ضد الأقلية القومية داخل أراضي 48.



العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
TT

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)

احتفل اليمنيون رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962، وبهذه المناسبة أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أنه «لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني» والمتمثل في الجماعة الحوثية.

ورغم أعمال القمع والاعتقالات الواسعة التي شنتها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والاستنفار الأمني فإن السكان في مناطق متفرقة احتفلوا بشكل فردي بذكرى الثورة التي ترى فيها الجماعة خطراً يمكن أن يستغل لتفجير انتفاضة عارمة للقضاء على انقلابها.

احتفالات بذكرى الثورة اليمنية في مدينة الخوخة المحررة جنوب محافظة الحديدة (سبأ)

وفي المناطق المحررة، لا سيما في مأرب وتعز وبعض مناطق الحديدة الخاضعة للحكومة الشرعية، نظمت احتفالات رسمية وشعبية على نحو غير مسبوق بحضور كبار المسؤولين اليمنيين، الذين حضروا حفل «إيقاد شعلة الثورة».

وحضر الاحتفال الرسمي في مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومعه وزراء: الداخلية، والتجارة والصناعة، والمالية، والكهرباء، والمياه والبيئة، والإعلام والثقافة والسياحة.

وفي حين أقامت العديد من السفارات اليمنية في الخارج الاحتفالات بذكرى الثورة «26 سبتمبر» شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) حشوداً غير مسبوقة في سياق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمناسبة.

وكان اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين بدأوا دعواتهم للاحتفال بالثورة هذا العام منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما جعل الجماعة تستنفر قواتها في صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهدد الداعين للاحتفال قبل أن تشن حملات اعتقال شملت المئات، بينهم سياسيون ووجهاء قبليون وصحافيون وحزبيون.

حشود كبيرة تحتفل في مدينة تعز اليمنية عشية ذكرى الثورة التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962 (سبأ)

وعلى وقع الاعتقالات الحوثية رأى «التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» المؤيدة للحكومة الشرعية أن الجماعة الحوثية تحاول «طمس الهوية اليمنية الثورية، وتكرار ممارسات الحكم الإمامي ومحو آثار الثورة السبتمبرية العظيمة».

ودعت الأحزاب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى «إدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية، والوقوف بحزم ضد هذه الجماعة التي تمثل تهديداً ليس فقط لليمن، بل لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».

هجوم رئاسي

بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحوثيين، في خطاب وجهه من نيويورك حيث يشارك في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، وأشاد بالتمسك بالاحتفال بالمناسبات الوطنية.

وحض العليمي على جعل الاحتفال «دعوة للفعل والتماسك والثبات ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة استعادة مؤسسات الدولة بالسلاح، والمال، والكلمة».

ورأى أن الاحتفالات المبكرة كل عام «تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة أبداً في النفوس». وأضاف «هذا الاحتشاد، والابتهاج الكبير بأعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يشير إلى عظمة مبادئ سبتمبر الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين الأحرار، ورفضهم الصريح للإماميين الجدد، وانقلابهم الآثم». في إشارة إلى الحوثيين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وهاجم العليمي الحوثيين وقال إنهم «اختاروا الفوضى حين ساد الاستقرار، واقترفوا جريمة الانقلاب حين توافق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم جنح الجميع إلى السلام، وقاموا بنهب المؤسسات وتخريبها واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالجبايات».

وأشار رئيس مجلس الحكم اليمني إلى أن الجماعة الموالية لإيران اجتاحت المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفت الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وعبثت باستقلال القضاء وأفرغت القوانين من قيمتها، وحرفت التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولته إلى منبر طائفي وسلالي متخلف.

وشدد في خطابه على أنه «لا خيار - في بلاده - سوى النصر على المشروع الإيراني». وقال «إن حريتنا وكرامتنا، تتوقف على نتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها إلا الانتصار».

وأكد العليمي على أنه لا يوجد مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن الدول العربية وفي مقدمها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات. وقال «هذا المصير لا يتعلق فقط بهذه المرحلة، ولكن بحقائق التاريخ، والجغرافيا التي تتجاوز أوهام الأفراد وطموحاتهم، وأزماتهم».