باتريك بامفورد... مهاجم تألق عندما وجد «الأستاذ» المناسب

ثراء أسرته كاد يقف عقبة أمام نجاح مسيرته الكروية حتى اكتشف بيلسا موهبته

بامفورد يحتفل بهدف من الأهداف الـ12 التي سجلها مع ليدز هذا الموسم (إ.ب.أ)
بامفورد يحتفل بهدف من الأهداف الـ12 التي سجلها مع ليدز هذا الموسم (إ.ب.أ)
TT

باتريك بامفورد... مهاجم تألق عندما وجد «الأستاذ» المناسب

بامفورد يحتفل بهدف من الأهداف الـ12 التي سجلها مع ليدز هذا الموسم (إ.ب.أ)
بامفورد يحتفل بهدف من الأهداف الـ12 التي سجلها مع ليدز هذا الموسم (إ.ب.أ)

تبدو الرسالة الموجودة أسفل الصورة الرمزية لباتريك بامفورد، على حسابه الخاص على «تويتر»، مؤثرة للغاية، حيث تقول: «العشب ليس دائماً أكثر خضرة في الجانب الآخر، لكنه أكثر خضرة في الأماكن التي ترويها باستمرار». ومن المؤكد أن شون دايك، وآلان بارديو، وأليكس نيل، وغاري مونك، وغيرهم من المديرين الفنيين الذين قللوا من موهبة وإمكانيات مهاجم ليدز يونايتد، يعرفون جيداً ما تعنيه هذه الرسالة.
وعندما سجل بامفورد الهدف رقم 100 في مسيرته الكروية في المباراة التي فاز فيها ليدز يونايتد على كريستال بالاس في المرحلة الـ23 من بطولة الدوي الإنجليزي، كانت هذه أبلغ رسالة للنقاد الذين شككوا في قدرات بامفورد، وقالوا إنه لا يمتلك المقومات التي تساعده على اللعب مهاجماً في الدوري الإنجليزي الممتاز. وكان هذا هو الهدف رقم 12 في 22 مباراة لعبها بامفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، مع العلم بأن نجم توتنهام هاري كين قد سجل 13 هدفاً، ومهاجم ليستر سيتي جيمي فاردي 12 هدفاً، وهو الأمر الذي يجعل بامفورد ينافس بقوة على الانضمام لقائمة المنتخب الإنجليزي.
ويعود الفضل في هذا التحول الكبير في أداء بامفورد إلى المدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، وإلى قدرة بامفورد على التأقلم مع طريقة (4-1-4-1) التي يلعب بها الفريق. ومع ذلك، يجب الإشارة أيضاً إلى أن المدير الفني الويلزي توني بوليس قد لعب دوراً كبيراً في إحياء المسيرة الكروية لبامفورد الذي كان قد سجل هدفاً واحداً في 27 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز قبل الموسم الحالي.
يقول بامفورد، البالغ من العمر 27 عاماً، عن المدير الفني الويلزي الذي باعه إلى ليدز يونايتد من ميدلسبره مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني في عام 2018: «لا يمكنني أن أجد الكلمات التي تعطي توني حقه؛ العمل تحت قيادة توني ساعدني كثيراً، وغير طريقة تعاملي مع المباريات، وجعلني أدرك أنه يتعين عليّ أن أكون أكثر قوة وشراسة».
وعندما تولي بوليس القيادة الفنية لميدلسبره، خلفاً لمونك، تم تهميش بامفورد في النادي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الأولى. وبعد مسيرة استمرت 5 سنوات مع تشيلسي من دون أن يلعب أي مباراة مع الفريق الأول، وتجربة شهدت توتر كبير في العلاقات مع بارديو ونيل ودايك خلال فترات الإعارة إلى كريستال بالاس ونوريتش سيتي وبيرنلي، بدا أن مسيرة اللاعب الشاب مع كرة القدم في طريقها للنهاية.
لقد كان بوليس يعرف أن بامفورد خريج أكاديمية عريقة للعبة الرغبي، وأنه رفض الحصول على منحة دراسية لدراسة الأعمال في جامعة هارفارد من أجل اللعب على المستوى الاحترافي مع ناديه المحلي نوتنغهام فورست. لكن بوليس رأى ما هو أكثر من مجرد لاعب خجول مدلل من عائلة «غنية جداً». وقبل كل شيء، أدرك بوليس أن هذا اللاعب يمتلك إمكانيات هائلة، خاصة فيما يتعلق بالتحرك من دون كرة، والقدرة على إحراز الأهداف من أنصاف الفرص. لقد أشار بوليس إلى أن بامفورد يبدو ضعيفاً من الناحية البدنية، لكنه يتفوق في الألعاب الهوائية بفضل طوله الذي يصل إلى 1.85 متر، كما أنه أسرع مما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى.
علاوة على ذلك، يمتاز بامفورد بالقدرة على ربط خطوط الفريق، والركض بسرعة في المساحات الخالية، والاستحواذ الجيد على الكرة، حسب تعبير بوليس الذي يضيف: «إنه يمتلك كل الصفات التي يحتاج إليها أي مهاجم، بما في ذلك قوة الشخصية. باتريك شخص جيد للغاية، لكن نشأ في أسرة غنية، وتعرض للانتقادات بسبب ذلك، لذلك كان بحاجة لأن يعرف كيف يتعامل مع هذه الانتقادات بشكل من اللامبالاة».
وبدأت مسيرة بامفورد في الصعود عندما انتقل من نوتنغهام فورست إلى تشيلسي الذي أعاره لعدد من الأندية التي حقق معها نجاحاً متفاوتاً، لكنه كان أكثر سعادة وأكثر تحقيقاً للنجاح مع نادي ميدلسبره الذي عاد إليه مرة أخرى في عام 2017 مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني لكي يعمل تحت قيادة آيتور كارانكا. وعندما هبط ميدلسبره من الدوري الإنجليزي الممتاز، أقيل كارانكا من منصبه، وتولى مونك القيادة الفنية للفريق بدلاً منه، وهو الأمر الذي لم يكن جيداً لبامفورد.
وبحلول الوقت الذي تولى فيه بوليس قيادة الفريق، كان بامفورد يلعب في مركز الجناح منذ فترة طويلة، لكنه لم يضيع وقتاً وشرح للمدير الفني الجديد الأسباب التي تجعله يرغب في اللعب رأس حربة. وأثبت بامفورد وجهة نظره عندما أحرز 3 أهداف في أول مباراة يلعب فيها في قلب الهجوم. لقد تعامل بوليس مع الأمر بمنتهى الهدوء، على عكس سابقيه من المديرين الفنيين الذين لم يقدروا آراء بامفورد، وكانوا يشعرون بالانزعاج بسبب رده الدائم عليهم، رغم أن ذلك كان يحدث بمنتهى الأدب والهدوء. لقد انتقد دايك الطريقة التي نشأ بها بامفورد. يقول بامفورد ابن المهندس المعماري ومتخصصة التجميل: «لقد أخبرني أنني ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب».
ومن حظ بامفورد الجيد أن بيلسا لا يهتم كثيراً بخلفيات اللاعبين، لكنه سرعان ما اكتشف أن بامفورد المنضم حديثاً للفريق لم يكن محبوباً من قبل كثيرين على مدار فترة طويلة. وعندما عاد بامفورد إلى التدريبات، بعد أن غاب لمدة 4 أشهر في بداية موسمه الأول مع ليدز يونايتد بسبب إصابته في أربطة الركبة، كان يسجل من كل الكرات العالية تقريباً خلال التدريبات. وعندما أحرز بامفورد هدفاً من إحدى هذه الكرات، فاجأ بيلسا الجميع برفع ذراعيه احتفالاً والركض لمسافة 40 ياردة لاحتضان هذا المهاجم المذهل. وكانت هذه بداية علاقة مبنية على الثقة المتبادلة، ساعدت ليدز يونايتد في نهاية المطاف على العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول بامفورد: «لقد رأى في شيئاً لم يره كثير من المديرين الفنيين الآخرين». وقبل المباراة التي خسرها ليدز يونايتد أمام آرسنال بـ4 أهداف مقابل هدفين في المرحلة الـ24 من الدوري الإنجليزي، قال بيلسا: «بامفورد محترف ناضج بالكامل، وهو الأمر الذي ينعكس على اهتمامه بكل شيء عندما يلعب. من الصعب للغاية أن تفاجئه بأي شيء لأنه شديد التركيز، وهو يتحلى بهذه الصفة منذ أن قابلته للمرة الأولى».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.