البشير غير نادم على أي شيء قام به

المحكمة العليا تثبت أحكاماً بالإعدام بحق 29 ضابطاً لقتل متظاهر

صورة أرشيفية لمحاكمة عمر البشير في يناير الماضي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمحاكمة عمر البشير في يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

البشير غير نادم على أي شيء قام به

صورة أرشيفية لمحاكمة عمر البشير في يناير الماضي (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمحاكمة عمر البشير في يناير الماضي (أ.ف.ب)

قال الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، خلال جلسة محاكمته بانقلاب 1989 التي عقدت أمس بالخرطوم، إنه رفض الإدلاء بأي أقوال أمام لجنة التحقيق التي شكلتها النيابة العامة للتحري في بلاغ الانقلاب، بيد أن ممثل لجنة التحري ذكر في جلسة المحكمة، عن المتهم قوله إنه «غير نادم على أي شيء قام به». وبرر البشير رفضه الإدلاء بأقواله بأنه طلب مقابلة محاميه قبل المثول أمامها، وأنه قدم طعنا في النائب العام بعدم الحياد لدى المحكمة الدستورية. فيما ذكر ممثل لجنة التحريات في جلسة المحكمة أن اللجنة عرضت على البشير فيديو لمقابلة تلفزيونية، يذكر فيها تفاصيل انقلاب الإنقاذ، لكنه رفض التعليق.
وقال البشير أمام قاضي المحكمة إن اللجنة طلبت منه الإدلاء بأقواله، لكنه أصر على حضور محاميه حتى لا يرتكب خطأ، مثلما حدث في التهمة التي حوكم بها في السابق. وتلا عضو لجنة التحقيقات أمام المحكمة أقوال المتهم يوسف عبد الفتاح، الشهير باسم (رامبو) في محضر التحقيقات، كشف فيها تفاصيل اجتماعات التخطيط لانقلاب الإنقاذ، التي كان وراءها عراب الحركة الإسلامية، حسن الترابي، ونائبه علي عثمان محمد طه، وذكر من منفذي الانقلاب إبراهيم شمس الدين، والطيب إبراهيم محمد خير، وعبد الرحيم محمد حسين، وبكري حسن صالح، إلا أن المتهم أنكر أقواله وقال إنها ملفقة.
واعترف عبد الفتاح، بحسب إفادات لجنة التحقيق، بأنه كان أحد منفذي الانقلاب، بالإضافة إلى عدد من قيادات الحركة الإسلامية من المدنيين، وهم مجذوب الخليفة، وعلي عثمان محمد طه، ونافع علي نافع، إضافة إلى عبد الجليل الكاروري، وإبراهيم السنوسي وآخرين.
وأضاف عبد الفتاح موضحا أنه كان يعلم بتمويه ذهاب الترابي إلى سجن كوبر، وعمر البشير لرئاسة البلاد، كما أنه علم بأن بعض المدنيين من منسوبي الجبهة الإسلامية شاركوا في تأمين بعض المواقع ليلة الانقلاب في 30 من يونيو (حزيران) 1989.
وأقر عبد الفتاح، بحسب محضر التحقيق، بأنه «كان يعلم أن الانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة جريمة، ورغم ذلك قمنا بالانقلاب».
وقال عبد الفتاح أمام قاضي المحكمة إنه لم يدل بهذه المعلومات الملفقة، وإن «أغلبها غير صحيح»، حيث إنه لم يأت على ذكر سيرة أي من الأسماء التي وردت في محضر الأقوال.
من جهة ثانية، ثبتت المحكمة العليا السودانية، أمس، أحكام الإعدام بحق 29 ضابط مخابرات لقتلهم مدرسا شارك في المظاهرات الشعبية ضد حكومة الرئيس السابق عمر البشير، بحسب ما قال أمس أحد المحامين لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت المحكمة رفضت في الجلسة السابقة طلبات بإيقاف الدعاوى في مواجهة البشير، و28 من قادة الجبهة الإسلامية، المتهمين بتدبير انقلاب عام 1989.
ومن أبرز المتهمين في هذه القضية عمر البشير، ونائبه علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون مساعد البشير، ووزير الداخلية الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، ونافع علي نافع، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج، ونائبه إبراهيم السنوسي، وعدد من العسكريين.
وأدين البشير في قضية فساد مالي، وحيازة نقد أجنبي، بالسجن عامين وإيداعه مؤسسة الإصلاح الاجتماعي بسجن كوبر المركزي بالخرطوم بحري.
واستولى البشير على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1989 خطط ودبر له حسن الترابي، وشارك في تنفيذه العشرات من منسوبي الحركة الإسلامية السودانية من العسكريين والمدنيين، والذين يمثلون حاليا أمام المحكمة الخاصة بقضية الانقلاب.
وكان أحمد الخير (36 عاما) قد توفي في السجن في فبراير (شباط) 2019 بعد اعتقاله لمشاركته في مظاهرات مناهضة لنظام البشير في ولاية كسلا بشرق السودان. وأثار مقتله غضبا شعبيا واسعا أدى إلى اندلاع مظاهرات شعبية، قادت إلى إطاحة البشير في أبريل (نيسان) 2019.
وقال المحامي عادل عبد الغني إن «حكم المحكمة العليا هذا الأسبوع ثبت الحكم الصادر من محكمة أدنى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ضد 29 ضابط مخابرات».
كما ثبتت المحكمة العليا، التي أدانت المتهمين بالتعذيب والقتل، أحكاما بالسجن ثلاث سنوات على ثلاثة متهمين، وبرأت خمسة آخرين، وفق عبد الغني، الذي أوضح أن «هذا الحكم ليس نهائيا، إذ يستطيع المتهمون الطعن عليه أمام المحكمة الدستورية».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.