القضاء الشرعي في غزة لإعادة النظر في منع سفر النساء

أحدث القرار ضجة على المستويين الرسمي والشعبي

وقفة أمام المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة احتجاجاً على منع النساء من السفر دون موافقة ولي أمر (أ.ب)
وقفة أمام المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة احتجاجاً على منع النساء من السفر دون موافقة ولي أمر (أ.ب)
TT

القضاء الشرعي في غزة لإعادة النظر في منع سفر النساء

وقفة أمام المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة احتجاجاً على منع النساء من السفر دون موافقة ولي أمر (أ.ب)
وقفة أمام المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة احتجاجاً على منع النساء من السفر دون موافقة ولي أمر (أ.ب)

وافق رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة، حسن جوجو، أمس الثلاثاء، على إعادة النظر في تعميم قضائي صدر في الآونة الأخيرة يمنع النساء من السفر دون موافقة ولي أمر، مثل الزوج أو الأب.
وأثارت القيود التي فرضها المجلس، يوم الأحد، في القطاع الذي تديره حركة حماس، انتقادات من جماعات حقوقية، قالت إنه ينتهك القوانين الفلسطينية المناهضة للتمييز على أساس الجنس.
ونصت المادة الثالثة للقرار الذي تم تعميمه الأحد: «يجوز لأحد الأبوين والجد للأب منع الولد الذي تجاوز الثامنة عشرة سنة ميلادية من السفر إذا كان يترتب على سفره ضرر محض بإقامة دعوى قضائية لدى المحكمة المختصة» دون توضيح ماهية الضرر. أما المادة الرابعة من القرار، فنصت على «منع سفر الأنثى غير المتزوجة بكراً كانت أو ثيباً دون الحصول على إذن من وليها العاصب، ولوليها أن يمنعها من السفر إذا كان في سفرها ضرر محض أو وجدت دعوى قضائية بينهما تستلزم المنع من السفر».
ونُظمت احتجاجات أيضاً أمام مكتب رئيس المجلس المعين من قبل حماس، حسن جوجو، الذي وقع هذا التعميم القضائي. وقال جوجو للصحافيين، أمس: «لقد توافقنا على إعادة صياغة هذا التعميم». ولم يقل ما إذا كان سيتم إلغاء النص الذي يمنع المرأة من السفر دون موافقة ولي الأمر، بحسب «رويترز».
وأحدث بيان المجلس ضجة على المستوى الحقوقي والمستويين الرسمي والشعبي، إذ طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في جنيف، المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في غزة بالتراجع عن التعميم القضائي.
واعتبر المرصد أن القرارات التي اتخذها المجلس تشكل «مخالفة صريحة للقانون الأساسي الفلسطيني». وأوضح المرصد أن «القانون الأساسي يسمو على التعميمات القضائية، فلا يجوز إصدار تعميم قضائي يحمل في طياته مخالفات صريحة للقانون الأعلى في البلاد».
واعتبر المرصد الحقوقي أن «القانون الأساسي الفلسطيني، والمواثيق الدولية التي نصت على أنّ الأشخاص الذين تجاوزوا هذه السن (18 عاماً) أشخاص راشدون يتمتعون بالأهلية الكاملة، وبالتالي لا يجوز تقييد حريتهم وحقوقهم بما في ذلك الحق في السفر». وشدد بيان المرصد على أن المادة الرابعة للقرار والمتعلقة بسفر النساء «تنطوي على تمييز واضح ضد المرأة (...) وتقييد حقها المكفول قانوناً في حرية السفر». وانتقد المرصد تضمن القرار «مصطلحات فضفاضة ومبهمة يمكن تفسيرها لمصلحة تقييد هذا الحق».
ونفى زعماء حماس مراراً أي نية لفرض الشريعة الإسلامية على سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة. وقالت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وهي هيئة حقوقية فلسطينية لها مكاتب في غزة والضفة الغربية، إن التعميم القضائي الصادر الأحد الماضي، يحتوي مضامين «تنتهك كرامة وحقوق المرأة وتضعها في درجة دونية». وأشارت إلى أن القانون الفلسطيني يحظر التمييز «بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو الدين أو الرأي السياسي أو الإعاقة».
وقالت المحللة السياسية والخبيرة في حقوق المرأة، ريهام عودة، إن التعميم القضائي ربما يهدف إلى وقف زيادة سعي النساء من غزة للعمل خارج القطاع الصغير، في الآونة الأخيرة، حيث يبلغ معدل البطالة 49 في المائة. وتابعت: «يبدو أن الحكومة في غزة أرادت تقنين هذه الظاهرة، وتقييد حركة النساء الطامحات في السفر من أجل التعليم أو البحث عن وظيفة والتخلص من الحصار الإسرائيلي».
ويعيش في قطاع غزة الفقير والمحاصر نحو مليوني نسمة وسط بطالة تزيد نسبتها على 50 في المائة.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».