«الاستقلال» المغربي يحذر من «حروب سياسية بالوكالة»

انتقد «إقصاء» السياسيين من هيئة ممثلي رجال الأعمال

TT

«الاستقلال» المغربي يحذر من «حروب سياسية بالوكالة»

حذرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المغربي المعارض، في بيان لها صدر أمس، من مغبة «الزج» بالاتحاد العام لمقاولات المغرب (منظمة مهنية تمثل رجال الأعمال في البلاد) لخوض «حروب سياسية بالوكالة لفائدة حزب معين»، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار (أغلبية)، منتقدة ما وصفته «تفصيل قوانينه لخدمة أغراض سياسية وانتخابوية»، ومعلنة أن الحزب سيتصدى لذلك «انطلاقاً من حرصه على الحياد، الذي تميزت به هذه المنظمة المهنية، قبل أن يتم اختراقها من الحزب المعلوم، وإقحامها في حسابات سياسية».
ويأتي ذلك بعد جدل أثاره قرار المجلس الإداري للاتحاد العام لمقاولات المغرب في 11 من فبراير (شباط) الجاري، يقضي بتعديل نظامه الداخلي لمنع كل عضو يشغل مسؤولية وطنية، أو جهوية، في أي حزب سياسي من الترشح لأي منصب في المنظمة المهنية. وجاء هذا القرار أيضاً كرد فعل على انسحاب عضوين من الفريق البرلماني للاتحاد العام لمقاولات المغرب في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، وانتقالهما لفريق حزب الاستقلال في المجلس، وهو ما أغضب ممثلي رجال الأعمال، الذين طلبوا إدخال تعديل في القانون التنظيمي لمجلس المستشارين يمنع ترحال أعضاء المجلس من فريق إلى فريق، وهو ما تمت الاستجابة له في تعديلات القوانين الانتخابية، التي صادق عليها المجلس الوزاري في 11 فبراير.
وأثار هذا الموقف غضب حزب الاستقلال، الذي نبه في بيان لجنته التنفيذية من «خطورة سعي الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى تعديل القوانين، بهدف حرمان أعضائها الراغبين في الترشح من حقهم الدستوري في الانتماء السياسي، الذي يكفله الدستور، وذلك تحت ذريعة الحياد»، معتبراً ذلك «خرقاً لمبادئ الدستور، وعملاً تمييزياً مخالفاً للقوانين».
في سياق ذلك، قال مصدر قيادي في حزب الاستقلال لـ«الشرق الأوسط» إنه مقابل السعي لإقصاء رجال الأعمال المنتمين للحزب فإن الاتحاد العام لمقاولات المغرب «يتقرب من حزب التجمع الوطني للأحرار»، الذي يتزعمه الوزير ورجل الأعمال عزيز أخنوش. وحذر بيان الحزب مما وصفه «خطورة تحالف المال والسياسة في البرلمان» من أجل ممارسة الضغط «لتمرير تعديلات على القوانين، قصد خدمة المصالح الخاصة لبعض الشركات بعينها، وتعزيز هيمنتها واحتكارها للسوق».
لكن مصدراً في الاتحاد العام لمقاولات المغرب قال لـ«الشرق الأوسط» إن السبب الأساسي للخلاف هو انتقال عضوين من فريق الاتحاد في الغرفة الثانية بالبرلمان إلى الفريق البرلماني لحزب الاستقلال، الذي ينتمون إليه. مضيفاً أنه «من غير المنطقي أن يترشح عضو للبرلمان باسم منظمة مهنية، ثم يتركها ليلتحق بحزب سياسي خلال الولاية التشريعية».
يذكر أن المجلس الوزاري، المنعقد في 11 فبراير الحالي، صادق على تعديل في القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين، يقضي بتجريد كل برلماني تخلى خلال مدة انتدابه عن الانتماء إلى الحزب السياسي، أو المنظمة النقابية، أو المنظمة المهنية للمشغلين، التي ترشح باسمها لعضوية مجلس المستشارين، أو عن الفريق أو المجموعة البرلمانية التي ينتمي إليها، من صفة عضو في مجلس المستشارين.
كما نص على عدم قبول الترشح لانتخابات ممثلي هذه المنظمات «بتزكية من حزب سياسي»، معتبراً أن هذا الإجراء يهدف إلى «الحفاظ على الفريق البرلماني للهيئة التي تمثل رجال الأعمال في مجلس المستشارين، وضمان استقلاليتها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.