أفضل انطلاقة لمحترف مصري... مصطفى محمد على خطى صلاح

سجل 4 أهداف في أربع مشاركات مع غلطة سراي التركي

المهاجم المصري مصطفى محمد يحتفل بإحرازه هدفاً ضد قاسم باشا في الدوري التركي (إ.ب.أ)
المهاجم المصري مصطفى محمد يحتفل بإحرازه هدفاً ضد قاسم باشا في الدوري التركي (إ.ب.أ)
TT

أفضل انطلاقة لمحترف مصري... مصطفى محمد على خطى صلاح

المهاجم المصري مصطفى محمد يحتفل بإحرازه هدفاً ضد قاسم باشا في الدوري التركي (إ.ب.أ)
المهاجم المصري مصطفى محمد يحتفل بإحرازه هدفاً ضد قاسم باشا في الدوري التركي (إ.ب.أ)

رُبّ ضارَّةٍ نافِعَة. لم تثمر مساعي سانت إتيان الفرنسي لضم المهاجم المصري مصطفى محمد، فتحوّلت بوصلة هداف الزمالك إلى غلطة سراي التركي، ليحقق بداية رائعة دفعت كثيرين لتشبيه بداياته بالمسار الأوروبي لمواطنه النجم محمد صلاح. أربع مباريات، 314 دقيقة: 4 أهداف!
أصبح مصطفى محمد أوّل محترف مصري يسجّل في أربع مباريات متتالية في بداية مشواره الجديد بمختلف المسابقات، كاسراً رقم أسطورة الأهلي السابق صالح سليم موسم 62 - 63 مع فريقه النمساوي غراتسر، بحسب وسائل الإعلام المصرية.
بدأت المقارنات تنهال بين محمّد وصلاح.
استهلّ صلاح مسيرته في الدوري السويسري مع بازل قادماً من المقاولين العرب، قبل أن يشقّ طريقه نحو النجومية، ليصبح أفضل لاعب أفريقي ومنافساً على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بصفوف ليفربول الإنجليزي، بعد مراحل عدة قطعها مع تشيلسي الإنجليزي، وفيورنتينا وروما الإيطاليين.
مدٌّ وجزر في الأسابيع الماضية واتهامات من إدارة سانت إتيان لبعض مسؤولي الزمالك بطلب عمولة أغضبت إدارة القلعة البيضاء، فتحوّل مسار مصطفى من فريق احتضن النجم السابق ميشال بلاتيني إلى أسود إسطنبول الملوّنين بالأصفر والأحمر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكّد الزمالك بعدها أن وجهة محمد هي غلطة سراي، وأن عقده يتضمن الحصول على مليوني دولار نقداً بعد إتمام الصفقة. وسيحصل غلطة سراي على عقد اللاعب في حال تفعيل بند شرائه نهائياً مقابل 4 ملايين دولار، على أن يتم تفعيل هذا البند في وقت أقصاه يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) 2021.
ابن الثالثة والعشرين لم يتأخر في الانطلاق بعد فترة توتر عبّر فيها مراراً في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبته بالاحتراف في أوروبا.
سجّل من ركلة جزاء هدف فريقه الثالث ضد باشاك شهير (3 - صفر)، ثم هدف الفوز على أرض الغريم التاريخي فنربخشة (1 - صفر) بتسديدة زاحفة جميلة من حافة المنطقة بعد تلاعبه بالدفاع.
قلّص بعدها الفارق خلال الخسارة أمام ضيفه ألانيا سبور (2 - 3) في ربع نهائي الكأس، ثم سجّل هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة قبل الأخيرة الأحد ضد قاسم باشا، بعدما أسهم برأسية قوية في تسجيل الهدف الأول (2 - 1).
كانت لفتة زميله النيجيري هنري أونييكورو جميلة، فبعدما حصل على الركلة، قام بتنظيف نقطة الجزاء من الثلوج وغرّد بعد الفوز: «ماذا يمكنني أن أفعل أكثر لأجلك يا أخي، اشرب الشاي واستمتع»، فردّ عليه محمد: «شكراً يا صديقي! دمّ واحد، عائلة واحدة!».
أصبح أول لاعب يسجل في أول ثلاث مباريات متتالية في الدوري منذ الفرنسي بافيتيمبي غوميس، مهاجم الهلال السعودي راهناً، في عام 2017.
يحمل مدربه الجديد فاتح تيريم إرثا كروياً ثقيلاً في تركيا بعد عدة تجارب مع غلطة سراي والمنتخب الوطني. قال ابن السابعة والستين بعد الفوز الأخير: «مصطفى محمد يلعب بشكل جيد. من المهم أن تبقى الكرة بحوزتنا كي نتقدم ونهاجم، ومصطفى يقوم بهذا العمل بشكل جيد».
وتابع: «خاض معنا أربع - خمس مباريات في غضون أسبوعين أو ثلاثة. هو موهبة شابة وآمل في تقدّمه أكثر».
يأمل في تكرار بدايته الرائعة، عندما يواجه ألانيا سبور ليضرب عصفورين بحجر واحد ويثأر لفريقه المكنى «جيم بوم».
اصبح ابن الجيزة الذي أعاره الزمالك إلى الداخلية وطنطا والجيش، قبل وصوله إلى غلطة سراي منذ أسبوعين، النجم المنتظر ليحمل شعلة مواطنه صلاح.
قال مواطنه أحمد حسام ميدو مهاجم أياكس الهولندي ومرسيليا الفرنسي وتوتنهام الإنجليزي السابق: «من المهم جداً أن يتابع عمله بجدية وأن (يقتل) نفسه في كل يوم ولا يكتفي بما لديه. لديه كل الإمكانات ليحترف في أفضل أندية العالم».
وتابع ميدو الذي حمل أيضاً ألوان الزمالك: «بدأ ينقرض الرقم 9 الكلاسيكي الذي يلعب برأسه كمحطة مثل مصطفى ورأس حربة داخل المنطقة. لو بقي مركزاً ولائقاً بدنياً، بمقدوره أن يلعب في أفضل أندية العالم».
وأشاد ميدو بالقدرة الذهنية لتأقلمه مع الأجواء الجديدة: «يلعب تحت الثلج في أجواء ليس معتاداً عليها ويسجّل في آخر دقيقة، لقد أجبر منتقديه على تغيير رأيهم به».
ولمح إلى انتقاد مهاجم الأهلي الدولي السابق أحمد بلال حول أن محمد لا يصلح لقيادة هجوم المنتخب، لكن الدولي السابق تراجع وعلّق على هدف مواطنه الرابع: «مبروك مصطفى محمد... بداية رائعة، كل التوفيق».
أداء يعكسه شوقي غريب مدرب المنتخب الأولمبي: «مصطفى يعرف تماماً ماذا يريد من مسيرته. أراد دوماً اللعب في أوروبا وهو يلعب راهناً مع فريق كبير في تركيا تحت إشراف أحد أكثر المدربين خبرة في أوروبا، فاتح تيريم».
تابع المدرب الذي يأمل في بروز محمد مع تشكيلته بأولمبياد طوكيو المقبل: «أتوقع أن ينضم لأحد أبرز الأندية الأوروبية قريباً. يذكّرني بمحمد صلاح عندما بدأ في اللعب مع بازل السويسري».
ويتصدر غلطة سراي راهناً بفارق الأهداف عن فنربغشة بعد 24 مرحلة في الدوري، وذلك بعد تحقيقه ستة انتصارات توالياً.
ورأى الحارس الدولي السابق في مونديال 1990 أحمد شوبير أن «مصطفى محمد يقدّم أفضل انطلاقة لمحترف مصري عبر التاريخ، في ظل تسجيله وتألقه في جميع المباريات مع غلطة سراي بشكل مميز، وهذه الانطلاقة لم تحدث منذ احتراف صالح سليم».
وأضاف: «يُحسب لمصطفى الوجود في دوري أقل قوة في أوروبا من أجل اكتساب الخبرات، ومن ثم الانتقال للدوري الإنجليزي مستقبلاً والتألق به».
وقال صاحب البنية الصلبة بعد قدومه إلى إسطنبول: «أشكر دعم الجماهير، وجدت الحب نفسه تجاهي في نادي الزمالك. أحسست هنا منذ البداية كأني داخل عائلتي وأنا سعيد جداً في بيتي الثاني».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».