فوز المعارضة اليسارية بالانتخابات التشريعية في كوسوفو

تأمل في تشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب تمثل الأقليات

كورتي احتجز سابقاً في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش (رويترز)
كورتي احتجز سابقاً في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش (رويترز)
TT

فوز المعارضة اليسارية بالانتخابات التشريعية في كوسوفو

كورتي احتجز سابقاً في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش (رويترز)
كورتي احتجز سابقاً في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش (رويترز)

فازت «حركة تقرير المصير» (فيتيفيندوسيي) اليسارية بزعامة ألبين كورتي في كوسوفو، بنحو 48 في المائة من الأصوات، وفق نتائج جزئية أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. وقالت اللجنة الانتخابية في بريشتينا في وقت مبكر من أمس الاثنين، إنه بعد فرز 89 في المائة من الأصوات، حصل الحزب اليساري على أكبر حصة من الأصوات بنسبة 48 في المائة. ومن المتوقع أن يحصل الحزب الحاكم منذ فترة طويلة (الحزب الديمقراطي لكوسوفو) على 17 في المائة من الأصوات، وحزب الرابطة الديمقراطية لكوسوفو المحافظ على 13 في المائة، وهي أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب. وعام 2020، صمدت حكومة كورتي حوالي 50 يوماً فقط قبل أن تسقط. لكن هذه المرة، يأمل كورتي في تشكيل ائتلاف حكومي بتحالفه مع الأحزاب التي تمثل الأقليات المخصص لها 20 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 نائباً. وهذه خامس انتخابات تشريعية مبكرة منذ إعلان كوسوفو استقلالها عام 2008. وستكون الحكومة التي تنبثق من الانتخابات الثالثة منذ بدء تفشي فيروس كورونا قبل عام. ويقول محللون إن برنامج الحزب الذي عُرف في السابق بتظاهراته العنيفة، لا يحظى بإجماع، إلا أن الناخبين سئموا ويريدون وجوهاً جديدة في الحكم. ويتهم خصوم كورتي زعيم حركة «تقرير المصير» بأن لديه أهدافاً سلطوية، ويمثل تهديداً للعلاقة المميزة التي تجمع كوسوفو والولايات المتحدة. ومنعته السلطات الانتخابية من الترشح شخصياً للانتخابات بسبب إدانته بإلقاء غاز مسيل للدموع في البرلمان. لكن ذلك لن يمنعه من تشكيل حكومة في حال فاز حزبه في الانتخابات.
نسبة إقبال الناخبين بلغت 5.‏45 في المائة من بين قرابة 8.‏1 مليون ناخب يحق لهم التصويت. وجرت الانتخابات المبكرة بعد أن قضت المحكمة الدستورية بأن تشكيل الحكومة الأخيرة جاء من خلال تصويت غير شرعي في البرلمان.
ورفع الحزب اليساري المعارض خلال الانتخابات التشريعية شعار مكافحة الفساد في بلد ينهشه الفقر والاضطرابات السياسية. وكوسوفو التي كانت إقليماً تابعاً لجمهورية صربيا، لا تزال تسعى إلى الاعتراف بها بشكل كامل على الساحة الدولية.
وفاقم وباء «كوفيد - 19» الصعوبات الاقتصادية في البلد الفقير، وأودى بحياة أكثر من 1500 شخص. واستفادت «حركة تقرير المصير» (فيتيفيندوسيي) من النقمة الشعبية على السلطات. وقال المحلل السياسي وهبه كايتازي، «إنه مد انتخابي. بالنسبة إلى حزب بدأ في الشارع، حقق (فيتيفيندوسيي) نتيجة خارقة».
وقبيل إدلائه بصوته، قال الطبيب صادق كيليميندي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الناس ينتظرون التغيير، ينتظرون انتهاء مشاكل تزعجهم مثل الفساد والمحسوبية». وأضاف: «يجب أيضاً أن نكرس أنفسنا لمكافحة» فيروس كورونا. وخاض المتمردون السابقون المعركة الانتخابية في غياب عدد من شخصياتهم الرئيسية، بينهم الرئيس السابق هاشم تاجي، الذي وجه إليه القضاء الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) تهمة ارتكاب جرائم حرب.
في المقابل، تعززت فرص فوز «حركة تقرير المصير» بعدما انضمت إليها الرئيسة بالإنابة فيوسا عثماني (38 عاماً)، وهي رمز الجيل الجديد من الطبقة السياسية، بعدما انسحبت من حزب «رابطة كوسوفو الديمقراطية» اليميني الوسطي، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته عبد الله هوتي. وحل حزب «حركة تقرير المصير» في المرتبة الأولى بفارق ضئيل جداً في آخر استحقاقين انتخابيين، إلا أنه استبعد من الحكم من جانب ائتلافات شكلتها أحزاب أخرى.
وبغض النظر عن النتائج، سيتعين على الحكومة الجديدة مواصلة حوار صعب مع صربيا يُجرى برعاية الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تطبيع العلاقات مع بلغراد، التي لا تزال ترفض الاعتراف باستقلال الإقليم الذي كان تابعاً لها.
ورغم مرور 20 عاما على الحرب، لا تزال هذه القضية التي لم تحل بعد تثير توترات في المنطقة، وتشكل عائقاً أمام حلم كل من بلغراد وبريشتينا بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
قال كورتي (45 عاماً) الذي احتجز في سجون الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، بعد الإدلاء بصوته، إن «المواطنين يحتاجون إلى ديمقراطية ومؤسسات الشرعية». وهو يؤكد أنه يريد أن يصبح «رئيس وزراء للجميع». ويبحث الشباب في كوسوفو التي يبلغ معدل البطالة فيها 50 في المائة، عن خلاصهم عبر الهجرة الجماعية إلى سويسرا وألمانيا. وتقول هانمية لوهاي الطالبة البالغة 17 عاماً، «ليس لدي أمل بالعثور على وظيفة هنا بعد تخرجي من الجامعة، حتى بعد حصولي على شهادة ماجستير». وتقول مديرة «منصة سيفيكوس» دونيكا إيميني، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الناخبين ليسوا بالضرورة موافقين مع الحزب، إلا أنهم يريدون تغيير النخب السياسية». لكنها توضح أن هذا الحزب «هو الملاذ الأخير بالنسبة لكثيرين».



أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.