«جبيرة طبية» مستوحاة من حشرة اليعسوب

نموذج الجبائر التي ابتكرها الفريق البحثي
نموذج الجبائر التي ابتكرها الفريق البحثي
TT

«جبيرة طبية» مستوحاة من حشرة اليعسوب

نموذج الجبائر التي ابتكرها الفريق البحثي
نموذج الجبائر التي ابتكرها الفريق البحثي

بينما كان علي خهيشي، وستانيسلاف جورب، وحامد رجبي، الأساتذة في قسم الميكانيكا الحيوية بمعهد علم الحيوان في جامعة كيل الألمانية، مذهولين أثناء دراسة على حشرة اليعسوب، من قدرة أجنحتها على الجمع بين صفتي الثبات والتنقل، بما يمكنها من تحمل الأحمال الخارجية الكبيرة أثناء الطيران، كان زميل لهم في القسم يشتكي من الألم في معصمه أثناء ممارسة الرياضة، وعندها أدرك الباحثون أنّه يمكن أن يجدوا حلاً لهذه المشكلة مستوحى من أجنحة اليعسوب.
والمشكلة التي كان يعاني منها زميلهم تمثل نسبة 80 في المائة من الإصابات الرياضية، والتي يمكن أن تحدث بشكل خاص في الرياضات ذات الأحمال العالية على الرسغين، مثل كرة اليد أو كرة السلة أو رفع الأثقال، ولا توفر الدعامات التقليدية ثباتاً كافياً أو تقيد حركة المفصل أكثر من اللازم، وكان الحل الذي اهتدوا إليه ونُشر أول من أمس في دورية «أبلايد فيزيكس»، هو جبيرة طبية، تجمع مثل أجنحة اليعسوب بين كونها داعمة ومتحركة في الوقت نفسه.
وكانت البداية التي انطلق منها الباحثون هي معرفة كيفية تمكن اليعسوب من الجمع بين صفتي الثبات والتنقل في أجنحتها، بما يمكنها من تحمل تيارات الرياح المختلفة والاصطدامات بالأجسام الصلبة. ووجدوا أنّ «المفتاح الذي يمكنها من ذلك هو الروابط الشبيهة بالمفاصل في أجنحتها، وهي متشابكة مع رقع من بروتين الراتنج المرن، التي تسمح في البداية بحرية كبيرة في الحركة، ومع ذلك، إذا تم تجاوز زاوية معينة من الامتداد، فإنّ النتوءات الجلدية القاسية على الجناح تحجب حركة أخرى عن طريق التشابك، فهي تدعم المفصل وتمنح الأجنحة الثبات المطلوب لتحمل الأحمال العالية».
ومن أجل نقل المبدأ من الطبيعة إلى جبيرة معصم داعمة ومتحركة، فقد طوروا نوعاً من المفصلات المصنوعة من البلاستيك الخفيف والمرن المصنوع من (متعدد حمض اللاكتيك)، وبفضل تصميمه الخاص، يزن الهيكل المصنوع 23 غراماً فقط، هذا يعني أنّه يمكن ربطه بلفائف نسيج مرنة قياسية ولا يقيد الحركة الطبيعية لليد، وذلك مثل ما يحدث في أجنحة اليعسوب. وفحص فريق البحث كيف صمدت جبيرة المفصل في مقاومة الانحناء والقوة الخارجية، وأظهرت الاختبارات أن لها «قدرة تحمل تبلغ نحو 320 نيوتن، وهذا يعني نحو 32 كيلو غراماً أي أكثر من 1300 مرة من وزن الجبيرة».


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.