11 مدينة تشهد إطلاق أول بطولة كريكيت في السعودية

أكثر من 7 آلاف لاعب سيشاركون في المنافسات

بطولات الكريكيت باتت ضمن الأجندة الرياضية في السعودية (الشرق الأوسط)
بطولات الكريكيت باتت ضمن الأجندة الرياضية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT
20

11 مدينة تشهد إطلاق أول بطولة كريكيت في السعودية

بطولات الكريكيت باتت ضمن الأجندة الرياضية في السعودية (الشرق الأوسط)
بطولات الكريكيت باتت ضمن الأجندة الرياضية في السعودية (الشرق الأوسط)

أثمرت جهود اتحاد الرياضة للجميع والاتحاد السعودي للكريكيت، عن إطلاق أول بطولة دولية لهذه الرياضة في المملكة وتستمر حتى أبريل (نيسان) المقبل.
وتشهد المنافسات مشاركة أكثر من ستة آلاف و800 لاعب من 369 فريقاً، و15 رابطة للكريكيت، في مدن الرياض والدمام والجبيل وجدة والمدينة المنورة وينبع وتبوك وأبها وجيزان والقصيم ونجران، وسيكون لكل فريق دور واحد مع 20 جولة كحد أقصى.
وهذه البطولة هي الأولى من سلسلة فعاليات رياضة الكريكيت لعام 2021 التي يتم تنظيمها من قبل الاتحاد السعودي للرياضة للجميع بالتعاون مع الاتحاد السعودي للكريكيت وذلك بعد بطولة الكريكيت التي تم تنظيمها من قبل اتحاد الرياضة للجميع في بداية عام 2020، حيث تهدف هذه الفعاليات إلى توفير أنشطة رياضية تحظى بشعبية واسعة لدى المقيمين داخل المملكة، لا سيما الوافدين من الدول التي تحظى بها هذه اللعبة بشعبية كبيرة، كالهند، وباكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا. أما المسابقة الثانية، فهي بطولات الكريكيت للكرة اللينة، التي سيتم إطلاقها على مرحلتين، الأولى بين شهري فبراير (شباط) وأبريل 2021، ثم بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) من العام المقبل، التي ستستضيفها 11 مدينة، وهي كل من الرياض، والدمام، والجبيل، وجدة، وتبوك، ومكة، وينبع، وجيزان، وجزيرة فرسان، والطائف، وحائل، ومن المتوقع أن يشارك فيها حوالي 5 آلاف شخص.
وتنطلق فعاليات معسكرات التدريب في الاتحاد السعودي للكريكيت ابتداءً من شهر فبراير المقبل حتى ديسمبر (كانون الأول) نهاية هذا العام، وذلك في معسكرات تقام في كل من جدة، وينبع، والمدينة المنورة، وتبوك، والرياض، والدمام، والليث، والوجه، والقنفذة، وشرما، وتضم أنشطة ورياضة الكرة اللينة ومحاكاة لعبة الكريكيت. وأخيراً، سيقام برنامج الكريكيت المجتمعي في كل من جدة، والرياض، والدمام، وينبع بين شهري فبراير وأبريل من العام المقبل.
ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 22 ألف شخص في مختلف المبادرات والمسابقات، التي تدعمها وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية. والجدير بالذكر أنه سيتم تنظيم جميع المباريات والأنشطة وفقاً لتوصيات وإرشادات وزارة الصحة المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا.
من ناحيته، قال الأمير خالد بن الوليد رئيس الاتحاد السعودي للرياضة للجميع: «تنظيم بطولة الكريكيت التي تقام بالتعاون مع شركائنا في الاتحاد السعودي للكريكيت خطوة هامة بالنسبة لنا، وتمثل هذه البطولة عنصراً هاماً في المجال الرياضي للمملكة، حيث يمكن من خلالها مشاهدة مقاطع من الألعاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي ينشرها اللاعبون والمشجعون. نحن فخورون بتنظيم هذه البطولة، التي ستغطي العديد من المناطق المختلفة في المملكة، كما تحظى هذه الفعالية بمشاركة الآلاف من الأفراد، ولهذا نحن نتطلع لمشاركتكم وتشجيعكم».
واعتمد الاتحاد السعودي للرياضة للجميع مؤخراً لعبة الكريكيت، كوسيلة ممتعة لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية، وأبرزها بطولة ولي العهد للكريكيت، وهي مبادرة مشتركة تم تنظيمها من قبل الاتحاد السعودي للكريكيت، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ووزارة الرياضة، وبرنامج جودة الحياة، حيث تم تنظيم هذه البطولة خلال عامي 2019 و2020، وشهدت البطولة حينها مشاركة 353 فريقاً و6307 لاعباً، حيث يأتي ذلك في ظل تفعيل مجتمعي للعبة الكريكيت، التي استقطبت 213 فريقاً، و4 آلاف مشارك، في حين ضمت بطولة الكريكيت المدرسية 119 فريقاً، و1990 مشاركاً من 11 مدرسة.
وتمارس لعبة الكريكيت في المملكة منذ سنين طويلة، وانتشرت هذه اللعبة بشكل ملحوظ في السبعينيات مع بدء تشكيل الاتحادات الرياضية.
وفي عام 2003 أصبحت المملكة عضواً مشاركاً في مجلس الكريكيت الآسيوي، وعضواً منتسباً في المجلس الدولي للكريكيت، وهو العام نفسه الذي تم فيه تشكيل فريق الكريكيت الوطني.
وتأسس الاتحاد السعودي للكريكيت في عام 2020، ويرأسه الأمير سعود بن مشعل آل سعود أول رئيس للاتحاد، إضافة إلى ترؤسه لمجلس إدارة الاتحاد، في حين يوجد 15 رابطة إقليمية للكريكيت تحت مظلة الاتحاد السعودي للكريكيت مع حوالي 6 آلاف و800 لاعب مسجل.
وقال الأمير سعود بن مشعل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكريكيت: «منذ إعلان رؤية المملكة 2030، خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق مستقبل مزدهر لجميع سكان المملكة».
وأضاف: «يعد تنظيم مثل هذه البرامج للوافدين، لا سيما للوافدين من الدول التي تحظى فيها رياضة الكريكت بشعبية واسعة، هدفاً رئيسياً للرياضة للجميع في إطار برنامج جودة الحياة»، مضيفاً في الوقت ذاته: «تعد مشاركة الاتحاد السعودي للكريكيت في هذه المبادرة مصدر فخر لنا».



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.