شكوك في إعلان أنقرة العثور على جثث أتراك في كردستان العراق

مع انتهاء «مخلب النسر 2» ضد «العمال الكردستاني»

خلوصي أكار وزير الدفاع التركي
خلوصي أكار وزير الدفاع التركي
TT

شكوك في إعلان أنقرة العثور على جثث أتراك في كردستان العراق

خلوصي أكار وزير الدفاع التركي
خلوصي أكار وزير الدفاع التركي

أثار إعلان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار العثور على جثث 13 مواطناً تركياً في إحدى المغارات التابعة لحزب العمال الكردستاني في جبل «كارا» بكردستان العراق لدى إعلانه انتهاء العملية العسكرية التركية «مخلب النسر - 2» التي نفذها الجيش على مدى 4 أيام الشكوك حول أسباب وجودهم هناك وعدم الإعلان عن اختطافهم من قبل.
وأعلن أكار، أمس (الأحد)، انتهاء عملية «مخلب النسر - 2» في المنطقة، مشيراً إلى مقتل 48 من عناصر العمال الكردستاني والقبض على اثنين آخرين في العملية التي كانت انطلقت في 10 فبراير (شباط) الحالي. وأشار أكار، في تصريح خلال زيارته فجر أمس مركز إدارة عملية «مخلب النسر - 2» مع عدد من القادة العسكريين، إلى مقتل 3 جنود وإصابة 3 آخرين خلال عمليات الاقتحام البري، مضيفاً: «عندما اقتحمت قواتنا مغارات المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) عثرنا على جثث 13 من مواطنينا المدنيين الذين اختطفتهم المنظمة سابقاً».
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن العملية بدأت بضربات جوية ثم نفذ جنود هبطوا في المنطقة بطائرة هليكوبتر عملية برية. وأضافت: «ضبطنا أسلحة وذخائر لإرهابيي العمال الكردستاني أعداء الإنسانية في المغارة التي قتلوا فيها بوحشية 13 مواطناً من مواطنينا شمال العراق». وأرفقت الوزارة في بيانها الذي نشرته عبر «تويتر» صوراً للأسلحة والذخائر المضبوطة في المغارة.
وقال أكار: «وفقاً لإفادة أحدهم (أحد عنصري العمال الكردستاني اللذين قبض عليهما)، فإن الإرهابي المسؤول عن المغارة أقدم على قتل المدنيين الـ13 عندما اقتربت القوات التركية من المغارة المذكورة»، مشيراً إلى أنه لم يتم الإعلان من قبل عن اختطاف المواطنين الأتراك «لأسباب أمنية».
وأثار تصريح أكار الكثير من التساؤلات والشكوك حول كيفية وصول هذا العدد من المدنيين ووجودهم في منطقة عمليات عسكرية خطيرة. وذهب بعض المحللين الأتراك إلى أنهم إما خطفوا أثناء العمليات الأمنية في جنوب شرقي البلاد ضد عناصر العمال الكردستاني، ثم نقلوا إلى شمال العراق بواسطة السلطات التركية للتغطية على مقتلهم، أو أنهم من عناصر المخابرات التركية ممن كانوا يوجدون في المنطقة ويحاربون حزب العمال الكردستاني، ولذلك صرح أكار بأنه لم يتم الإعلان عن خطفهم من قبل لأسباب أمنية، أو أن الإعلان عن مقتلهم الآن في منطقة العمليات محاولة لتشويه صورة العمال الكردستاني وتأكيد أنه منظمة إرهابية تقوم بإعدامات مدنية للمدنيين.
وطالب سياسيون ومعارضون أتراك بتقديم تفسير منطقي لوجود هؤلاء المقتولين، وكيف وصل العمال الكردستاني إليهم، وما إذا كان هو من نقلهم وأعدمهم بحسب الاتهامات التركية التي لم يعلق عليها حزب العمال الكردستاني حتى الآن، أم أنّهم كانوا مكلّفين بمهام أمنية وعسكرية ترفض السلطات الإفصاح عنها.
واعتبرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، في تحليل لها، أن هذا الإعلان قد يخدم حملة أنقرة المطالبة بإنهاء الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في سوريا، على اعتبار أنها ذراع للعمال الكردستاني، لافتة إلى أن العملية تعد الأكثر دموية التي ينفذها العمال الكردستاني، إذا ثبت أنه قام بها. وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوجه دعمه مطالبة المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في تغريدة عبر «تويتر» أمس، انتقد فيها صمت العالم على اعتداءات المسلحين الأكراد ضد المدنيين، قائلاً إن «هذا الصمت المخجل يعد شراكة في الجريمة، لكن تركيا لن تظل صامتة».
وللتخفيف من الصدمة، وتوجيه الأنظار بنوع من التعمية والتوظيف السياسي، انتقد رئيس حزب الحركة القومية، الحليف لحزب العدالة والتنمية الحاكم، دولت بهشلي: «من يحاول حماية وتبرئة الخونة الذين أطلقوا النار على الأبرياء»، قائلاً إن من يفعل ذلك «هو إرهابي شريك في الجريمة».
وتسعى تركيا لإنشاء منطقة عازلة في شمال العراق وسوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها فرعاً من حزب العمال الكردستاني في سوريا. ونفذت سلسة عمليات في شمال العراق إلى جانب العمليات العسكرية في سوريا من أجل تحقيق هذا الهدف. ونقلت وكالة «ميزوبوتاميا» عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية غالبية قوامها، السبت، أن العمليات العسكرية التركية الأخيرة في شمال العراق تقوض القتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، وتساعده على العودة إلى المنطقة، متهمة الجيش التركي بالسعي لإزالة مكاسب الأكراد والعرب وشعوب أخرى في المنطقة. وأضافت أنها تعتبر هجمات الجيش التركي على منطقة كارا شمال العراق «خطيرة». وجدّدت استمرار موقفها الحازم ضد إرهاب «داعش» و«هجمات غزو الدولة التركية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.