غرانيت تشاكا: الهجوم على عائلتي تجاوز كل الحدود... وترك جرحاً غائراً

لاعب آرسنال يتحدث عن تجربته المريرة مع جماهير فريقه... ومسيرته في الملاعب التي كادت تنتهي

TT

غرانيت تشاكا: الهجوم على عائلتي تجاوز كل الحدود... وترك جرحاً غائراً

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان آرسنال قد خسر ثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعبه، وكان في حاجة ماسة إلى تحقيق نتيجة إيجابية أمام بيرنلي. وظل التعادل يسيطر على نتيجة اللقاء حتى الدقيقة 56، التي دخل فيها تشاكا في مشاجرة مع لاعب بيرنلي دوايت مكنيل، ليفقد السيطرة على أعصابه تماماً، قبل أن يتدخل لاعب آخر من بيرنلي وهو أشلي ويستوود، الذي دفع تشاكا وأسقطه أرضاً. ونهض تشاكا من على الأرض وأمسك ويستوود من حلقه. وعندئذ، سقط لاعب بيرنلي على الأرض، وقرر حكم المباراة منح بطاقة حمراء لتشاكا.
وبالتالي، زادت الصعوبات على نادي آرسنال، الذي كان يعاني بالفعل، كأن المصائب لا تأتي فرادى. وعلاوة على ذلك، كان مهاجم آرسنال، بيير إيمريك أوباميانغ، صائماً عن التهديف منذ فترة طويلة، لكنه حتى عندما عاد لهز الشباك جاء ذلك عن طريق هدف عكسي في مرمى فريقه، لتنتهي المباراة بخسارة «المدفعجية» بهدف دون رد. لكن الانتقادات انهالت على تشاكا في وسائل التواصل الاجتماعي، التي حملته نتيجة المباراة وحولته إلى كبش فداء، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك.
لقد حدث أمر مماثل في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، عندما وجهت جماهير النادى اللندني صافرات الاستهجان ضد تشاكا أثناء استبداله خلال مباراة كريستال بالاس. وجاء رد فعل تشاكا صادماً، بعدما تحدى جماهير المدفعجية بوضع يده على أذنه أثناء خروجه، فى إشارة إلى تجاهله تلك الصيحات والصافرات، قبل أن يخلع قميصه ويتجه مباشرة لغرفة خلع الملابس. لقد بدا الأمر في ذلك الوقت كأن مسيرته مع آرسنال قد انتهت، حيث تم استبعاده من قائمة الفريق لمدة شهر وتجريده من شارة القيادة.
وخلال فترة إيقافه لمدة ثلاث مبارايات، وهي الفترة التي استمرت فيها معاناة آرسنال، كان لدى اللاعب السويسري الفرصة للتوقف مع نفسه ودراسة الأسباب التي أدت إلى تدهور علاقته بالجمهور إلى هذا الحد. وعندما عاد لقائمة الفريق في مباراة الديربي أمام تشيلسي على ملعب «الإمارات» في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، كان آرسنال قد حصل على خمس نقاط فقط من 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، ليحتل المركز الخامس عشر في جدول الترتيب.
ويمكن القول إن مباراة تشيلسي كانت بداية المعركة لاستعادة المدفعجية لتوازنهم. وقدم تشاكا مستويات ممتازة في هذه المباراة وسجل هدفاً من ركلة حرة مباشرة وقاد الفريق للفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وقبل مباراة آرسنال أمام أستون فيلا في الجولة 23، التي خسرها بهدف دون رد، كان الفريق قد خسر أيضاً أمام وولفرهامبتون واندررز بهدفين مقابل هدف وحيد في المرحلة التي سبقتها، وهي النتائج التي تعكس وضع الفريق تحت قيادة المدير الفني الإسباني الشاب ميكيل أرتيتا، فرغم أن الفريق قد تطور بشكل واضح من الناحية الجماعية فإنه ينحرف في بعض الأحيان نتيجة بعض الأخطاء الفردية الساذجة، التي تمثلت في الآونة الأخيرة في البطاقات الحمراء التي حصل عليها ديفيد لويز وبيرند لينو، والتي كلفت الفريق كثيراً.
وتُظهر الصورة الأوسع أن آرسنال - بدءاً من يوم السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) قد حقق خمسة انتصارات وتعادل مباراتين في آخر ثماني مباريات له بالدوري، ولم يكن من قبيل المبالغة أن نقول إن تشاكا يقدم في الوقت الحالي أفضل مستويات له على الإطلاق مع آرسنال منذ انضمامه للفريق قبل خمس سنوات، وهو الأمر الذي يشعر به تشاكا نفسه. لكن هناك شك فيما إذا كان اللاعب السويسري يحصل على التقدير الذي يستحقه في الوقت الحالي، في ظل إصرار البعض على توجيه الانتقادات له بغض النظر عما يقدمه داخل المستطيل الأخضر.
لكن الحقيقة أن كل الأرقام والإحصائيات تظهر أنه يقدم مستويات رائعة في الآونة الأخيرة، ومن الواضح للجميع أنه يتفوق على المنافسين في الصراعات الثنائية ويلعب بكل قوة وشراسة ويدافع بشكل رائع في المواقف الفردية ويمرر كرات بينية بكل دقة وذكاء، علاوة على أنه قد أعطى التوازن المطلوب لخط وسط الفريق، وكون ثنائياً قوياً مع النجم الغاني توماس بارتي. يقول تشاكا: «أردت أن أرى الجوانب الإيجابية في الموقف السلبي الذي حدث أثناء مباراة بيرنلي، واستغلال ذلك من أجل التقدم للأمام. إنني أحاول دائماً العثور على الإيجابيات في كل ما أفعله في كرة القدم. لقد قلت لنفسي إنه لا يمكنني تغيير ما حدث لأنه أصبح أمراً واقعاً بالفعل، لكن هذا خطئي ويجب أن أتعلم منه. وكان من المهم أن يعلم الناس أن الفريق ما زال بإمكانه أن يعتمد علي، وأنني سأعود بعد هذا الموقف أكثر قوة، وهذا ما حدث بالفعل. وفي الوقت الحالي، أنا جيد للغاية من الناحيتين البدنية والذهنية».
في الحقيقة، من الصعب للغاية أن يتخلى آرسنال عن خدمات تشاكا، لأنه مهم للغاية للفريق، خصوصاً على المستوى الذهني. ويشير اللاعب السويسري إلى أنه يستمد قوته الذهنية من والديه، خصوصاً والده، رجب، الذي قضى ثلاث سنوات ونصف السنة سجيناً سياسياً في يوغوسلافيا منذ عام 1986 بتهمة المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة المركزية الشيوعية في بلغراد. وباعتباره شخصاً فخوراً بانتمائه لكوسوفا، كان والد تشاكا يريد أن يدافع عن الحقوق الديمقراطية لشعبه. وبعد إطلاق سراحه من السجن، سعى إلى بداية جديدة وانتقل مع زوجته، إيلي، إلى سويسرا، حيث ولد تشاكا في عام 1992.
يقول تشاكا: «لقد بدأنا في سويسرا بأقل من الصفر، فلم يكن لدينا أي شيء ولم نكن نعرف أحداً هناك. من الصعب على الناس اليوم فهم تأثير شيء من هذا القبيل؛ أن تكون في الأساس لاجئاً سياسياً وأنت صغير. لقد أسهم ذلك بالتأكيد في أن أصبح شخصية قوية، فأنا لا أهرب أبداً من أي شيء تتعين علي مواجهته».
وربما يتعين على المتصيدين للأخطاء في وسائل التواصل الاجتماعي أن يعرفوا ذلك الأمر جيداً. ويتحدث تشاكا بكل هدوء وهو يناقش هذه القضية التي تؤثر في كثير من اللاعبين البارزين، ويوضح أنه من حق أي شخص أن «ينتقد الأداء الرياضي» للاعب، وهذا أمر مشروع تماماً في اللعبة، لكن هناك حدوداً يجب عدم تجاوزها. ويؤكد تشاكا أن المتصيدين للأخطاء قد تجاوزوا هذه الخطوط بحقه كثيراً. وكانت ابنته قد بلغت من العمر ثلاثة أسابيع فقط في الوقت الذي أقيمت فيه مباراة كريستال بالاس، لكن رغم ذلك تم الزج باسمها في رسائل تحتوي على انتقادات لاذعة لتشاكا، والأمر نفسه أيضاً ينطبق على زوجته، ليونيتا، الحامل في شهرها السابع بطفلها الثاني - ابنة أخرى.
يقول تشاكا عن ذلك: «يجب أن تكون هناك حدود للنقد. على سبيل المثال، لا ينبغي أن تكون هناك إشارات إلى أي فرد من أفراد عائلة أي لاعب، ولا ينبغي أن يكون هناك هجوم على اللاعب كشخص، وبالتأكيد لا يجب التطرق إلى أي طفل صغير من أبناء اللاعبين. يجب أن تقتصر الانتقادات على أداء اللاعب داخل الملعب ولا تتعدى ذلك على الإطلاق. لقد تركت هذه التجربة جرحاً غائراً». ويضيف: «لقد واجهت مشكلة كبيرة أثناء مباراة كريستال بالاس، كما واجهت مشكلة أيضاً في مباراة بيرنلي، وكان شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019 هو أصعب وقت بالنسبة لي كلاعب كرة قدم. لكن الهجوم على زوجتي والتعليقات بحق ابنتي وأصدقائي قد تجاوزت كل الحدود. تتمثل إحدى المشاكل في أننا لا نعرف من يكتب مثل هذه الأشياء، فهذه هي طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي».
ويتابع: «أنا أقول دائماً إن الانتقادات لا يجب أن تتطرق لأشياء أخرى بعيدة عن أداء اللاعب داخل الملعب، كما لا ينبغي التطرق بأي حال من الأحوال إلى عائلة اللاعب أو أصدقائه. لقد حدث هذا مؤخراً مع مهاجم مانشستر يونايتد أنتوني مارسيال وزوجته، اللذين تلقيا بعض الرسائل العدائية. يتعين علينا أن نسأل أنفسنا عن السبب وراء حدوث ذلك». ويصف تشاكا اللاعبين الذين تحولوا إلى نقاد بأنهم يمتلكون القدرة على إثارة وسائل التواصل الاجتماعي، ويشعر بأن انتقاداتهم يمكن أن تتطرق للأمور الشخصية وتكون أكثر عدوانية وشراسة من الانتقادات التي يتعرض لها اللاعبون في سويسرا وألمانيا، اللتين لعب بهما سابقاً. وبعد البطاقة الحمراء التي حصل عليها تشاكا في مباراة بيرنلي، كشف باتريس إيفرا على قناة «سكاي سبورتس» أن أسطورة آرسنال تييري هنري قد أغلق التلفزيون ذات مرة ورفض مشاهدة إحدى مباريات آرسنال عندما رأى تشاكا يرتدي شارة قيادة الفريق.
يقول تشاكا عن ذلك: «كانت هناك تعليقات أدلى بها لاعبون سابقون مثل إيفرا وهنري، وفي بعض الأحيان تركز هذه التعليقات على أداء لاعب معين، لكن مثل هذه التعليقات تثير موجة من الانتقادات ضد هذا اللاعب على وسائل التواصل الاجتماعي. وأعتقد أن بعض النقاد هم من يثيرون هذه الانتقادات ضد اللاعبين، في مشهد لا يمكن أن تراه في سويسرا أو ألمانيا، فلا يمكن أن يحدث هذا الأمر هناك على الإطلاق. يبدو أن هذه ظاهرة فريدة من نوعها بالنسبة للمملكة المتحدة».
ولا يريد تشاكا الخوض في الجدل حول ما حدث في مباراة كريستال بالاس، على الرغم من أنه يعرف أن «هذا الأمر سيبقى ملازماً لي دائماً، فهو جزء من تاريخي كلاعب». ويكفي أن نقول إن ما حدث «لم يكن جيداً ويصعب وصفه». ويضيف تشاكا: «إنه شيء لا أتمنى أبداً أن يحدث لأي لاعب، ولا أتمنى أن يشعر أي شخص بالشعور الذي انتباني في تلك اللحظة». لكن تشاكا يتحدث بالتفصيل عن سلسلة الأحداث التي أعقبت ذلك، والتي جعلته قريباً من الانتقال لنادي هيرتا برلين الألماني في فترة الانتقالات الشتوية من العام الماضي، قبل أن ينجح المدير الفني الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي تولى قيادة الفريق خلفاً لأوناي إيمري قبل فترة أعياد الميلاد عام 2019، في مساعدته على الخروج من هذه الأزمة.
يقول تشاكا: «لقد تلقيت ضربة قوية للغاية تركت أثراً كبيراً في نفسي. لقد تواصل معي مسؤولو نادي هيرتا برلين من أجل الانضمام إليهم، وناقشت الأمر مع مسؤولي آرسنال، ولم يكن هناك سوى قليل من التفاصيل لإكمال هذه الصفقة. لكن ميكيل أرتيتا وصل إلى النادي وتحدث معي، وأراد أن يسمع مني تفاصيل ما حدث». ويضيف: «يجب أن أقول إنها كانت المرة الأولى التي أقابله فيها، فلم أكن أعرفه من قبل سواءً كشخص أو كمدير فني. لكننا تحدثنا معاً وجهاً لوجه، وكان الحوار منفتحاً وإيجابياً للغاية، كما استمر هذا الحوار لفترة طويلة. لقد نظر بعمق في داخلي وتعرف على طريقة تفكيري، وأقنعني بأنه يتعين علينا المضي قدماً معاً وأن نستمر معاً في مشروع آرسنال. وأنا سعيد لأنني اتخذت قرار البقاء في آرسنال».
وعندما تولى أرتيتا قيادة آرسنال قادماً من مانشستر سيتي أعلن على الملأ أن تشاكا من بين الخيارات التي سيعتمد عليها في خط وسط الفريق، وهو الأمر الذي كان رائعاً بالنسبة للاعب السويسري. وقد أعرب تشاكا عن إعجابه بـ«اللمسات الصغيرة» للمدير الفني الإسباني الشاب في هذا الصدد، وطريقة تواصله مع اللاعبين. يقول تشاكا: «ميكيل مدير فني جيد بشكل لا يصدق، ويهتم بأدق التفاصيل في عمله. إننا نجري محادثات فردية قبل كل مباراة ونضع خطة لما هو متوقع من تلك المباراة، لدرجة أنه يوزع خطة المباراة على كل لاعب على حدة. إننا نستعد دائماً بشكل جيد لمواجهة منافسينا».
ويضيف: «إنه يقوم بعمل رائع مع كل لاعب من لاعبي الفريق. وبعد نهاية المباراة، يكون هناك تحليل مفصل للغاية لما تم إنجازه، ولما قام به كل لاعب خلال المباراة. كما نهتم بالنواحي الهجومية بشكل كبير، وندرس جيداً أين يجب أن يتمركز كل لاعب داخل الملعب، وهذه التفاصيل تكون مهمة للغاية بالنسبة لنا. وعندما نفقد الكرة أيضاً، فإننا نعرف جيداً ما سنفعله لأننا ندرس قبل المباراة كيف يتحرك لاعبو الفريق المنافس». ويعتقد تشاكا أن آرسنال يسير في الطريق الصحيحة، على الرغم من التراجع الكبير في نتائج الفريق قبل فترة أعياد الميلاد. ويؤكد اللاعب السويسري أن أرتيتا يبني الفريق بشكل جيد للغاية، مشيراً إلى أنه يجب القضاء على الأخطاء الفردية.
يقول تشاكا: «لقد خضنا عدداً من المباريات دون أن نحقق أي انتصار، لكننا لم نفقد ثقتنا بأنفسنا خلال تلك الفترة الصعبة. وحتى الأخطاء التي نرتكبها، مثل الحصول على البطاقات الحمراء - بما في ذلك البطاقة الحمراء التي حصلت عليها - هي خطأ كل واحد منا وليس خطأ لاعب واحد فقط. إننا نلعب بشكل جيد كمجموعة متماسكة، ويمكننا القيام بشيء جيد، حتى خلال هذا الموسم. وفي الآونة الأخيرة أصبحنا نلعب كوحدة واحدة، وأصبحت الأندية الكبرى تتعامل معنا بكثير من الاحترام. وبالتالي، أعتقد أننا قادرون على الوصول إلى المجد».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».