وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»

والي كردفان شدد على تطبيق «قانون الطوارئ» وفرض هيبة الدولة

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
TT
20

وزير داخلية السودان يتوعد «المخربين» بـ«عقوبات رادعة»

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (أ.ف.ب)

أدان وزير الداخلية السوداني، الفريق أول عز الدين الشيخ، أمس، عمليات التخريب التي حدثت بولاية شمال كردفان، مشيداً بالجهود التي تمت من قبل حكومة الولاية.
ووجه الشيخ، بحسب ما أوردته وكالة السودان للأنباء (سونا) أمس، بـ«ضرورة اتخاذ العقوبات الرادعة لكل الذين تسببوا في الأحداث، مع تشديد الإجراءات الأمنية وفرض هيبة الدولة».
وعقد مجلس الوزراء بأمانة حكومة ولاية شمال كردفان اجتماعاً مشتركاً مع لجنة أمن الولاية والوفد الاتحادي، برئاسة وزير الداخلية، وحضور خالد مصطفى آدم، والي شمال كردفان، وأعضاء اللجنة.
ووفق الوكالة، فقد قدم والي شمال كردفان، رئيس لجنة أمن الولاية، شرحاً لمجمل الأوضاع الأمنية والخدمية، والأحداث التي شهدتها الولاية والأضرار التي نجمت عن ذلك، إلى جانب الإجراءات التي اتخذتها حكومة الولاية، ولجنة الأمن لتدارك تلك الأحداث. كما ناقش الاجتماع تقريراً عن الأحداث التي وقعت بمدن الولاية، من تخريب ونهب وسرقة، والإجراءات التي تمت.
ووصل وزير الداخلية إلى مدينة الأبيض صباح أمس على رأس وفد كبير، ضم عدداً من المسؤولين من الحكومة الاتحادية، والجهات الأمنية والعسكرية، بهدف تفقد الأماكن التي تضررت جراء الأحداث التخريبية الأخيرة، التي شهدتها مدن الولاية المختلفة.
وكان خالد مصطفى آدم، والي ولاية شمال كردفان رئيس لجنة إزالة التمكين بالولاية، قد أصدر، أول من أمس، توجيهاً باتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهة جميع عناصر ورموز المؤتمر الوطني وكوادره، وواجهات النظام البائد النشطة، مشيراً إلى أن هناك حملة اعتقالات واسعة بدأت منذ مساء يوم الأربعاء الماضي لرموز وقيادات النظام البائد، التي تم رصدها ومتابعتها بتنفيذ المخططات في جميع أنحاء الولاية، موضحاً أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات ضد كل من تثبت إدانته، أو ضلوعه في الأحداث بتقديمهم لمحاكمات فورية».
كما كشف آدم عن وجود لجنة عليا لتقصي الحقائق في الأحداث «تعمل بهمة عالية في المدن، وتهيب بكل مواطني ولاية شمال كردفان المساعدة في الإبلاغ بأي معلومات تساعد اللجنة في معرفة ما تم من نهب وسرقة للممتلكات العامة والخاصة»، مبرزاً أن هناك كميات كبيرة من البضائع المتنوعة التي تمت سرقتها إبان الأحداث. وشدد على ضرورة تطبيق قانون الطوارئ، وفرض هيبة الدولة من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً.
وكانت السلطات السودانية قد أعلنت، يوم الاثنين الماضي، فرض حظر التجول، وإغلاق المدارس في الولاية، إثر احتجاجات بمدينة الأبيض تخللتها أعمال شغب وتخريب. وجاء ذلك وسط استمرار التوتر في عدد من المدن السودانية.
وبدأت التوترات، منتصف الأسبوع الماضي، في غرب السودان، بعد مقتل مزارع على يد راعٍ، إضافة إلى خروج احتجاجات، شارك فيها مئات الطلاب للتنديد بارتفاع أسعار السلع الغذائية، وسط شح في غاز الطهي والخبز، مقابل تدني القدرة الشرائية للمواطنين نتيجة ارتفاع معدل التضخم، وانخفاض قيمة العملة الوطنية.



أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
TT
20

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي ودول المصب بالنيل مصر والسودان.

تلك الخطوة رأى رئيس الوزراء، آبي أحمد، أنها ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه، وأكد ذلك برلماني إثيوبي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، بالقول إن «أديس أبابا تحفظ أمنها، وتعزز تقدمها وازدهارها دون أن تجور على أي من دول الجوار، أو تهدد مصر والسودان».

بالمقابل، يرى خبير في منطقة القرن الأفريقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن ذلك التصنيع يحمل رسالة ردع وتخويف لدول أعداء مثل إريتريا وجماعات متمردة داخلية، مستبعداً أن تسمح أسمرة لإثيوبيا بالتقدم بهذه الصناعة؛ ما يزيد من التوترات بمنطقة القرن الأفريقي.

وافتتح آبي أحمد، شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية، وهي «شركة تصنع المركبات الجوية من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري»، حسبما نقلته «وكالة الأنباء الإثيوبية»، السبت، لافتة إلى أن «هذه الصناعة هي جزء من جهود إثيوبيا الأوسع لتحقيق الاعتماد الذاتي التكنولوجي في قطاع الأمن».

آبي أحمد قال في هذه المناسبة إن إثيوبيا طورت القدرة ليس فقط على إنتاج واستخدام الطائرات من دون طيار، ولكن أيضاً على تصديرها، مؤكداً أن قدرتنا على إنتاج طائرات من دون طيار ذات قدرات متنوعة - مصممة ومبنية من قبل محترفي شبابنا - هي علامة فارقة مهمة.

وأكد رئيس الوزراء أن الهدف من تطوير مثل هذه القدرات - جنباً إلى جنب مع التطورات في صناعة هندسة الذخيرة في هوميتشو - ليس تأجيج الصراع، بل منعه. ومن خلال الردع، نسعى إلى تأمين السلام والاستقرار في مواجهة الجهات المتحاربة.

آبي أحمد يرى أن الخطوة الإثيوبية ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه (وكالة الأنباء الإثيوبية)
آبي أحمد يرى أن الخطوة الإثيوبية ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه (وكالة الأنباء الإثيوبية)

ومعلقاً على ذلك التصنيع غير المسبوق بإثيوبيا، أكد نائب رئيس الوزراء تمسجن تيرونه، الأحد، أن أديس أبابا تنفذ خططاً لتحقيق هدفها المتمثل في الاعتماد على الذات في جميع القطاعات، متوقعاً أن تنفيذ الخطط يحقق النجاح بوتيرة غير متوقعة، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.

وحسب معلومات مدير مركز دراسات شرق أفريقيا في نيروبي، الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، فإن «المصنع يتجه لتصنيع المسيَّرات التجارية وليست العسكرية أو الهجومية في هذه المرحلة على أن تتطور إلى «درونز» عسكرية على المدى البعيد، خصوصاً أن إثيوبيا لديها مصانع للأسلحة؛ ما يجعل هذه الخطوة تطوراً لمشروعها التسليحي».

ويعتقد أن هدف آبي أحمد هو نشر «رسائل ردع وتخويف لدول الأعداء مثل إريتريا وجماعات متمردة مثل فانوا».

وبالمقابل، ينفي البرلماني الإثيوبي محمد نور أحمد، تلك الرسائل، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، إن «الهدف من هذا التصنيع ليس تهديد أحد، وتاريخ إثيوبيا بالماضي والحاضر لا تتدخل في شؤون أحد، وهي حريصة على العيش في سلام مع جيرانها»، مؤكداً أن تلك الخطوة الإثيوبية، بداية لتقدم تكنولوجي في صناعة «الدرونز»، والتنويع في تسليح البلاد.

ويرى أن تلك الخطوة تأتي استكمالاً أيضاً لجوانب التقدم والازدهار التي تمضي إليها إثيوبيا، مجدداً التأكيد على أن هدفها حفظ البلاد وتطوير إمكانياتها، ولا تعني إطلاقاً فتح حرب مع دول الجوار.

وتأتي تلك الخطوة وسط صراعات مسلحة داخلية بإثيوبيا، وأزمات خارجية لا سيما في ظل العداء التاريخي مع إريتريا، وخلافات استمرت لنحو عام مع الصومال، بسبب محاولتها الاستحواذ على ميناء بإقليم أرض الصومال الانفصالي، فضلاً عن خلافات مع مصر والسودان منذ نحو عقد بسبب رفض أديس أبابا إبرام اتفاق بشأن «سد النهضة»، الذي ترى دولتا المصب أنه يهدد أمنهما المائي، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتؤكد أنه يستهدف تنمية البلاد.

ولعبت المسيّرات دوراً لافتاً في سنوات حكم آبي أحمد، خصوصاً ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي في 2021، وأسهمت الطائرات المسيرة التي حصل عليها من الصين وتركيا وإيران، في إجبار مقاتلي تيغراي على التراجع، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مصادر إثيوبية وقتها.

ويتوقع إبراهيم أن تكون إريتريا الدولة الوحيدة في هذا الوقت التي يهمها أن توقف ذلك المشروع في ضوء العداء التاريخي بينهما ونزاعاتهما المتكررة، متوقعاً أن تندلع مواجهات بين الدولتين قبل تصنيع أديس أبابا أي طائرة «درون» عسكرية؛ ما يزيد التوترات بمنطقة القرن الأفريقي، مستبعداً أن تشهد تلك المنطقة في هذا الوقت سباق تسليح جديداً بعد المصنع الإثيوبي لأسباب بعضها اقتصادي.

ويختلف البرلماني الإثيوبي مع من يرى خطورة ذلك الإعلان على منطقة القرن الأفريقي المتأزمة، مؤكداً أن بلاده تسعى لتعاون وأخذ وعطاء وليس حرباً، لافتاً إلى أن أديس أبابا اختارت المفاوضات مع مقديشو برعاية تركية حالياً لإنهاء أزمة الميناء البحري بأرض الصومال، ولم تذهب لصراع، ولم تقم بأي أضرار لمصر والسودان من سد «النهضة» رغم ما يتم ترديده كل فترة بخلاف ذلك.