حزب تركي معارض يطلق حملة لـ {استعادة العدالة والديمقراطية}

رجال شرطة بملابس مدنية يعتقلون فرداً خلال الاحتجاجات الطلابية يوم الخميس (أ.ب)
رجال شرطة بملابس مدنية يعتقلون فرداً خلال الاحتجاجات الطلابية يوم الخميس (أ.ب)
TT

حزب تركي معارض يطلق حملة لـ {استعادة العدالة والديمقراطية}

رجال شرطة بملابس مدنية يعتقلون فرداً خلال الاحتجاجات الطلابية يوم الخميس (أ.ب)
رجال شرطة بملابس مدنية يعتقلون فرداً خلال الاحتجاجات الطلابية يوم الخميس (أ.ب)

أطلق حزب «الشعوب الديمقراطية» المعارض المؤيد للأكراد في تركيا حملة تحت شعار «العدالة للجميع» تهدف إلى استعادة دولة القانون والديمقراطية. بينما كشف استطلاع للرأي أن نحو نصف الأتراك يرغبون في الهجرة والعيش في دول أخرى، في مقدمتها ألمانيا.
وقالت المتحدثة باسم الحزب إبرو غوناي، في مؤتمر صحافي أمس (السبت)، إن البلاد بأكملها تئن تحت وطأة الظلم في ظل حكم حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب إردوغان، مشيرة إلى أن الأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها تعمل من خلال برامج مختلفة لتجاوز هذا الظلم، وتوسيع الساحة السياسية الديمقراطية واستعادة دولة القانون. وأضافت غوناي أن «الشعب التركي الذي يرى من الظلم أشكالاً وألواناً، بات بحاجة ماسة إلى العدالة بقدر حاجته للمأكل والمشرب... الجميع في تركيا باستثناء القصر الرئاسي، ومن حوله من دائرة المقربين والنخب، يبحثون عن العدالة في كل مكان... حتى الناخبين الذين صوتوا لـ(ـتحالف الشعب) المكون من حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحليفه الحركة القومية لديهم شعور بأنه لم يعد هناك وجود للعدالة في تركيا». وتابعت: «نمر بمرحلة مؤلمة، تعتمد على سياسات الاستقطاب، وهناك حاجة ماسة إلى توافق مجتمعي عاجل، فالعدالة أمر لا غنى عنه لحدوث ذلك التوافق... سنقوم في إطار تلك الحملة بتنظيم مسيرات شاملة بعنوان الفقر والبطالة، في جميع أنحاء البلاد، وسننظم فعالياتٍ وتجمعات للدفاع عن المرأة، وللاحتجاج على السياسات المناهضة لها، واحتجاجات نطالب فيها بـ(عدالة اللغة الأم)، لأننا نعيش في فترة شهدت اعتداءات مكثفة على اللغة الكردية». وقالت غوناي: «سنواصل دعواتنا في البرلمان وفي المدن المختلفة لإلقاء الضوء على أوضاع المعتقلين داخل السجون رغم انتهاء مدد حبسهم، وكذلك من يخوضون إضراباً خلف القضبان، وغيرهم ممن حرموا من حقوق إطلاق السراح شريطة المراقبة القضائية، وسنواصل عقد اللقاءات مع الأحزاب وغيرها من المؤسسات الدينية والفكرية لتجاوز أجواء الاستقطاب الموجودة على الساحة السياسية وسنقاوم الاضطهاد».
وأضافت أن حزب الشعوب الديمقراطية سينظم تجمعات من أجل البحث عن حقوق العمال وأصحاب المطاعم والمقاهي المتضررين من سوء الأوضاع الاقتصادية، وسيملأ الميادين من أجل توضيح الضرر الذي لحق بالبلاد بأكملها، وليس الأكراد فحسب، جراء سياسات الحرب التي يتبناها نظام إردوغان ضد الأكراد. ولفتت إلى أن الحملة ستتضمن أيضاً وقفات احتجاجية واعتصامات أمام دور القضاء في كل من أنقرة وإسطنبول، لكشف النقاب عن الظلم الذي يتعرض له الأكراد بخصوص الاحتجاجات التي وقعت في عام 2014 احتجاجاً على موقف الحكومة التركية من حصار تنظيم «داعش» الإرهابي مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا، وفعاليات أمام السجون للفت الانتباه إلى انتهاكات الحقوق التي تجري خلف القضبان. في الوقت ذاته، أظهر استطلاع جديد للرأي العام، أجرته شركة «متربول»، أن نصف الأتراك يرغبون في الهجرة والإقامة بالخارج بسبب الأزمات التي تعانيها البلاد، لا سيما الأزمة الاقتصادية. وحسب الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه أمس، ارتفعت نسبة من يرغبون في العيش أو الدراسة بالخارج إلى 47.37 في المائة. وبلغت نسبة من يرغبون في العيش بالخارج من أنصار حزبي العدالة والتنمية، الحاكم، وشريكه في «تحالف الشعب»، حزب الحركة القومية، 34 في المائة، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 57 في المائة بالنسبة لأنصار حزبي الشعب الجمهوري والجيد اللذين يشكلان معاً «تحالف الأمة»، وإلى 66 في المائة بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية، المؤيد للأكراد. وعن الدولة المفضلة للعيش أو الدراسة بالنسبة للأتراك اختار 22.6 في المائة من المشاركين بالاستطلاع، ألمانيا، و16.6 في المائة بريطانيا، و12.6 في المائة الولايات المتحدة، و3.8 في المائة روسيا، و1.3 في المائة الصين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».