انتخاب البريطاني كريم خان رئيساً للادعاء بـ «الجنائية الدولية»

كريم خان رئيساً جديداً للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية (رويترز)
كريم خان رئيساً جديداً للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية (رويترز)
TT

انتخاب البريطاني كريم خان رئيساً للادعاء بـ «الجنائية الدولية»

كريم خان رئيساً جديداً للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية (رويترز)
كريم خان رئيساً جديداً للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية (رويترز)

انتخبت الدول الأعضاء البالغ عددها 123 عضوا في المحكمة الجنائية الدولية المحامي البريطاني كريم خان رئيسا جديدا للادعاء لولاية مدتها تسع سنوات تبدأ في 16 يونيو (حزيران) ليخلف فاتو بنسودا التي ستتقاعد في يونيو (حزيران) المقبل بعد إكمال فترة ولايتها البالغة تسع سنوات. وفاز خان بالمنصب في اقتراع سري في تصويت عبر الإنترنت بعد عملية اختيار مطولة متغلبا على ثلاثة مرشحين آخرين. وأسس المجتمع الدولي المحكمة في لاهاي في عام 2002 لمحاكمة المتورطين في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم العدوان وجرائم ضد الإنسانية في أماكن قد لا يواجه فيها الجناة العدالة.
وهذه هي المرة الأولى التي لم تتمكن فيها الدول الأعضاء من الاتفاق على مرشح. وتم اختيار أربعة مرشحين من مجموعة أولية من 10 مرشحين.
وتم انتخاب خان في الجولة الثانية من التصويت بأغلبية 72 صوتا. وحصل الآيرلندي فيرجال جاينور، الذي كان مرشحا متقدما أيضا في السباق، على 54 صوتاً فقط. وكان جاينور مدعيا عاما في العديد من المحاكم الدولية. ويقود خان حاليا التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها تنظيم «داعش» في العراق نيابة عن الأمم المتحدة، وظهر عدة مرات كمحام دفاع في محاكمات المحكمة الجنائية الدولية.
وعمل خان، خلال مسيرته المهنية التي تمتد على مدار 27 عاما، بكل المحاكم الجنائية الدولية تقريبا حيث اضطلع بأدوار متعددة في الادعاء والدفاع. واحتدم التنافس السياسي على المنصب في ظل تزايد التدقيق في عمل مكتب رئيسة الادعاء.
كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد فرضت العام الماضي عقوبات على أعضاء بالمحكمة، من بينهم بنسودا، بسبب تحقيقات مكتبها في جرائم حرب محتملة في أفغانستان، بما يشمل القوات الأميركية، والولايات المتحدة ليست عضوا بالمحكمة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي إن إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ستراجع العقوبات التي فُرضت على مسؤولين في المحكمة. وقالت المحكمة في الأسبوع الماضي إنها تتمتع بالولاية القضائية لنظر قضايا جرائم الحرب التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية، وهو ما قد يفضي إلى تحقيق تعارضه بشدة إسرائيل، وهي أيضا ليست عضوا بالمحكمة. وقد يكون من بين أول قرارات خان إمكانية المضي قدما في إجراء تحقيق كامل بشأن الأراضي الفلسطينية، حيث قالت بنسودا إن هناك أساسا منطقيا لاستنتاج أن جرائم حرب ربما ارتكبت على يد القوات الإسرائيلية وجماعات فلسطينية مسلحة أيضا.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.