الاتفاق الليبي... ضمانات النجاح تقاوم «مخاوف التفخيخ»

تحديات في مواجهة السلطة المؤقتة الجديدة... والبلاد على «مفترق طرق»

الاتفاق الليبي... ضمانات النجاح تقاوم «مخاوف التفخيخ»
TT

الاتفاق الليبي... ضمانات النجاح تقاوم «مخاوف التفخيخ»

الاتفاق الليبي... ضمانات النجاح تقاوم «مخاوف التفخيخ»

في قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، وقف الشيخ محمد البرغوثي، رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلّة، وأحد المشاركين في «ملتقى الحوار السياسي الليبي»، موجهاً حديثه عبر تقنية الفيديو إلى رئيس الحكومة الجديدة عبد الحميد دبيبة، قائلاً له «الشعب الليبي لا يطلب منكم الآن مشاريع عملاقة، أو تعاقدات دولية، إنما يريد الغذاء والأمن والدواء». ولقد عكست كلمة البرغوثي البسيطة، التي أدلى بها عقب الإعلان عن السلطة التنفيذية المؤقتة، وتداولها الليبيون على نطاق واسع عبر مقطع فيديو، رغبة ملايين المواطنين في سرعة تأمين متطلبات حياتية محددة بعيداً عن الأمنيات والأحلام العريضة التي تنتهي عادة بانكسارات مؤلمة. ولكن، قبل أن تقطع السلطة الجديدة أولى خطواتها باتجاه نيل الثقة من البرلمان أبدت أطراف ليبية خشيتها من محاولة قطع الطريق عليها وعرقلتها بقصد «تفخيخ» الاتفاق الوليد. ومن ثم، العودة ثانية للاحتكام إلى آلة الحرب، وهو الخيار الذي بات يكرهه جل الليبيين.
أما مبعث هذه المخاوف فهو أن «تيار الخاسرين» في عملية الترشح، والمحسوبين على السلطة القائمة، أخذوا في التعاطي مع هذا الاتفاق، بل الترحيب المُبالغ به وكأن شيئاً لم يكن. وهو ما أثار قلق بعض المتابعين «من تحركات قد تجرى في الخفاء لوضع العثرات بطريق الحكومة، بعضها يتمثل في الاعتراض على تشكيلها، والتباطؤ في منحها الثقة من البرلمان (المنقسم)، أو يكون للميليشيات المسلحة بالعاصمة طرابلس رأي آخر».

لعل من أسباب الاندهاش التي صاحبت الإعلان عن اختيار السلطة المؤقتة الجديدة في ليبيا، أنها أتت بشخصيات لم يكن الرهان مُنعقداً عليها بشكل واضح، أو حتى تحظى بشهرة في الأوساط السياسية كمنافسيهم «الثقال» الذين أخفقوا في السباق. إذ شهدت جلسات الملتقى في جنيف «ترتيبات» و«تكتلات»، وحرص المصوّتون، بحسب أحدهم في حديث إلى «الشرق الأوسط» على اختيار «أقل الشخصيات إثارة للجدل وبُعداً عن التورّط في حرب طرابلس؛ ولذا جرى التغاضي عن الأسماء ذات الوزن الثقيل، مع مراعاتنا التوازن الجغرافي بين الأقاليم الثالثة».
لقد حل على رأس هذه السلطة الجديدة الدكتور محمد يونس المنفي، المنتخَب رئيساً للمجلس الرئاسي، مع عضوية موسى الكوني وعبد الله اللافي، بينما يترأس عبد الحميد دبيبة الحكومة. والمنفي، الذي ينتمي إلى قبيلة المنفه بمدينة طبرق (في شرق ليبيا)، حاصل على الدكتوراه من جامعة لوهافر في فرنسا، وعُيّن من قبل «المجلس الرئاسي» بقيادة فائز السراج سفيراً لبلاده في اليونان، لكنه طُرد على خلفية توقيع اتفاقية «ترسيم الحدود البحرية» بين سلطات طرابلس وتركيا نهاية 2019.
وفي أعقاب ما تردد حول أن المنفي على صلة بتنظيم «الإخوان» في ليبيا، استبعد جمال شلوف، رئيس ‏مؤسسة «سلفيوم للدراسات والأبحاث»، قائلاً ‏«بحكم معرفتي بالدكتور المنفي، فإنه لا ينتمي إلى (الإخوان)، لا فكراً ولا توجهاً، وإنما لا يؤمن بإقصائهم». وذكر شلوف، أن المنفي إبان عمله سفيراً في اليونان ساعد في علاج جرحى قوات «الجيش الوطني الليبي» هناك، وكان «يتواصل مع القوات المسلحة كما يفعل الشيء ذاته مع بقية الأطراف، وعلى علاقة طيبة بالجميع».
أما دبيبة، الذي تولى رئاسة الحكومة، فهو رجل أعمال ينحدر من أسرة ثرية في مدينة مصراتة، (غرب البلاد)، فضلاً عن أنه مقرّب من تركيا، وفسّر بعض السياسيين اختياره متغلباً على فتحي باشاغا، وزير الداخلية في «حكومة الوفاق»، بأنه دليل على قدرة رأس المال على تجاوز التناحر والاختلاف السياسي. ولكن ثمة من يرى أن قائمته التي حسمت التنافس بحصولها على 39 صوتاً من مجموع 75 صوتاً، جاءت نتاج تحالف بين المصوّتين على ترجيح كفة دبيبة مقابل التصويت للمنفي، فضلاً عن دعم نشط قدّمته كل من أنقرة وموسكو له.
هذا، وصوّت المشاركون في المباحثات، التي رعتها الأمم المتحدة في سويسرا يوم 5 فبراير (شباط) الحالي، لاختيار سلطة مؤقتة تشرف على فترة ما قبل إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، قبل أن يتخلوا عن مناصبهم للرئاسة الجديدة. وأصدر المرشحون الخاسرون في التصويت، ومن بينهم عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب بشرق ليبيا، ووزير الدفاع في «حكومة الوفاق» صلاح النمروش، بالإضافة إلى باشاغا، بيانات تأييد للحكومة الجديدة، علماً بأنه سيتحتم على هؤلاء مغادرة مناصبهم لإفساح المجال للسلطة الجديدة، فضلاً عن أن قيادة البرلمان في طبرق ستؤول إلى إقليم فزان (جنوب ليبيا) وفقاً للاتفاق السياسي، ومن هنا يُعتقد أن الخلافات ستطفو على سطح المشهد السياسي عما قريب.

- عراقيل التسليم والتسلم
الضجيج السياسي المواكب للإعلان عن السلطة الجديدة، لم يتمكن من إخفاء المخاوف المتوقعة لجهة وضع العراقيل في طريق تسليم السلطة إلى حكومة دبيبة. فبينما يرى معظم الليبيين أنهم عند مفترق طرق، فإنهم ينظرون إلى هذه الحكومة كطوق نجاة سينتشلهم من بين أمواج الفقر والعوز والارتهان للفوضى الأمنية. في المقابل، قلل السفير عاشور أبو راشد، مندوب ليبيا السابق لدى جامعة الدول العربية، من هذه المخاوف، وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط»، «هناك معرقلون لبناء الدولة وكل له دوافعه، وهذا طبيعي، إلا أن المجموعات المؤدلجة أو المسلحة (خارج السلطة) لن تؤثر على هذا المسار، فالمناخ الوطني العام بعد معاناة قاسية بات يتطلع للخروج من هذه المرحلة مدعوماً بالتوافق الدولي».
جانب من هذه العراقيل كان محور المناقشات الهاتفية التي أجراها يان كوبيش، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأممية الجديد للدعم في ليبيا، مع المنفي ودبيبة منتصف الأسبوع الماضي، وتركزت في مجملها على كيفية الانتقال السلس للسلطة من المجلس الرئاسي القديم بقيادة السراج، إلى السلطة التي أنتجها «ملتقى» جنيف. وعن هذه التحركات الدولية أبدى أبو راشد، تفاؤله «بقرب انتهاء المرحلة الانتقالية التي طالت وانعكست سلباً أمنياً واقتصادياً على بلاده»، مضيفاً «هذا التطور في اعتقادي يعود إلى التوافق الدولي لحل الأزمة سياسياً، وهو الأمر الذي لم يكن محل توافق في السابق». قبل أن يستطرد «تشكيل حكومة موحدة وتحديد موعد حتمي للانتخابات أمر بالغ الأهمية. ولم يتبق إلا ما قد ينتج من اجتماعات اللجنة الدستورية الليبية في مدينة الغردقة المصرية، بخصوص صياغة توافقية لمسودة الدستور»، مع أن مباحثات الأفرقاء هناك انتهت إلى صعوبة الاستفتاء على مشروع الدستور قبل الانتخابات.

- المصالحة أولاً
بحسب الآلية التي أعدتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي تسيّر «ملتقى الحوار السياسي»، ينتظر أن يشكل دبيّبة حكومته في موعد أقصاه 26 فبراير الحالي، لعرضها على مجلس النواب لنيل الثقة. وفي حال فشل البرلمان في ذلك، سيحال الأمر ثانية لأعضاء «الملتقى». ويعوّل كثيرون على انخراط هذه الحكومة بالعمل على المصالحة الوطنية بين الليبيين، من بينهم الشيخ محمد المُبشر، رئيس «مجلس أعيان ليبيا للمصالحة»، الذي كثّف رؤيته للاتفاق السياسي الجديدة، في «أهمية وقف الحرب وإنهائها، والعمل على تبني مشروع مصالحة وطنية بين الجميع». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أي اتفاق تنجزه الأمم المتحدة، أو أي وسيط آخر، طالما أنه سيعود بالنفع على بلادي ويجنبها الحرب، فأنا معه وأؤيده... شريطة أن يتضمن مشروعاً للمصالحة الوطنية واقعياً ومُدركاً لكل التفاصيل ويراعي جميع أطياف الليبيين». ورفض المبشر الكلام عن أي سلبيات تتعلق بعملية اختيار هذه السلطة المؤقتة، من منطلق «أن التوافق والمصالحة بين الليبيين هو الأهم لعبور هذه المرحلة، التي نبني فيها وطننا على أساس من العدل، ثم نتوجه نحو الانتخابات مع نهاية العام الحالي».

- بدائل البرلمان المنقسم
من ناحية أخرى، كثيرون من الليبيين يرون أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه السلطة الجديدة ليس في مجلسها الرئاسي أو تكليف رئيس للحكومة، بل في كيفية عمل وتفعيل هذه المؤسسات على أرض الواقع، وتعاطيها مع الميليشيات في طرابلس، فضلاً عن رد هذه المجموعات المسلحة التي ظلت ترفض كل ما يخرج عن الملتقى السياسي. وعليه، ذهب السياسي الليبي سليمان البيوضي، إلى أن «هناك من يسعى جاهداً لتدمير التوافق وبناء السلام وسرقة كل التفاؤل ببداية مرحلة جديدة». وأردف، أن «تيار الخاسرين يسعى لتفتيت الكيان الوطني وإفشال مخرجات جنيف، وإن نجحوا في مشروعهم فإن صوت المدافع سيرتفع بديلاً عن صوت السلام».
غير أن أشرف بودوارة، رئيس «اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لتفعيل دستور الاستقلال وعودة الملكية»، رأى أن نجاح أداء الحكومة والمجلس الرئاسي يتوقف على امتناع مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» عن التدخل في شؤونهما. وأضاف، أن «المجلسين تسببا في إفشال عمل الحكومات السابقة وعرقلا عملها... والقبلية والجهوية والمحاصصة والجهل لن تبني دولة؛ فالليبيون يبحثون عن الهوية الوطنية والاستقرار والأمن والحياة الكريمة والتمتع بثرواتهم... امنحوهم الثقة ودعوهم يعملون، وموعدنا معهم نهاية العام».
في أي حال، تتمثل العقبة الأهم أمام منح الحكومة الثقة في كيفية التئام البرلمان المنقسم، بين شرق ليبيا وغربها منذ الحرب على طرابلس في أبريل (نيسان) 2019. فبينما طالب فيه أكثر من 105 نواب بعقد جلسة موحدة لجميع نوابه في مدينة صبراتة (80 كيلومتراً غرب العاصمة) لمناقشة منح الثقة لحكومة دبيبة، دعا عقيلة صالح، رئيس المجلس، إلى عقد جلسة في طبرق بأقصى شرق البلاد. وهنا اعتبر النائب محمد الرعيض، في تصريح صحافي، أن «ما يفعله صالح لن يجدي نفعاً. وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها إلى جلسة ولا يتمكن من جمع الأعضاء؛ إذ سبق أن اجتمع في غدامس (بجنوب غربي البلاد) 127 نائباً، لجمع شتات المجلس المنقسم، بينما عقد صالح اجتماعا نُقِل على التلفزيون بـ14 نائباً فقط، وأنا أتحداه أن يستطيع جمع أكثر من 15 نائب هذه المرة».
وتابع الرعيض، أن «النصاب القانوني لعقد جلسة برلمانية صحيحة هو 96 عضواً، من إجمالي 188 نائباً، ولدينا 105 مستعدون للحضور، وسيصبحون 120 خلال أيام، ونحن متفائلون بمنح الثقة للحكومة». إلا أن نائبي رئيس البرلمان، فوزي النويري وحميد حومة، دعيا إلى جلسة كاملة النصاب في مدينة تختارها اللجنة العسكرية المشتركة «5+5». ويُتوقع أن يُقدم النواب - إذا اجتمعوا في صبراتة بعد اكتمال النصاب القانوني - على عزل صالح من منصبه، تمهيداً لتسليم قيادة البرلمان إلى إقليم فزّان وفقا لمخرجات «الملتقى».

- عودة السفارات وحديث السيسي
على صعيد ثانٍ، منذ الإعلان عن اختيار السلطة الليبية، جرت مياه كثيرة في النهر، تمثل بعضها في توجه بعض الدول من بينها العراق ومصر لإعادة فتح سفاراتها بالعاصمة؛ وهو ما يؤشر إلى دخول البلاد مرحلة من الاستقرار. وتحدث سامح شكري، وزير الخارجية المصري، خلال لقائه بنظيره الليبي في «حكومة الوفاق» محمد طاهر سيالة، على هامش الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية، بالقاهرة الأسبوع الماضي، عن قرب افتتاح سفارة بلاده في طرابلس «لتسهم في تفعيل آليات التعاون الثنائي، والدفع قدماً بالعلاقات بين البلدين». كذلك، كشفت وزارة الخارجية العراقية، عن إمكانية إعادة فتح سفارتها في طرابلس؛ إذ ذكرت أن «الوزير فؤاد حسين، بحث الأمر مع نظيره الليبي سيالة».
ولمزيد من الأجواء الإيجابية، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالين هاتفيين بالمنفي ودبيبة وهنأهما على توليهما رئاسة المجلس الرئاسي والحكومة الجديدين. وبعدما أكد على مواصلة مصر دعمها لصالح الليبيين على الصعيد الاقتصادي والأمني والعسكري، أعرب عن تطلعه لأن «يمثل اختيار القيادة الليبية الجديدة بداية عهد جديد تعمل فيه مؤسسات الدولة الليبية كافة بانسجام، يُعلي المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات، سعياً لإنهاء الانقسام الليبي».

- قوات إردوغان... ومجلس الأمن
في هذه الأثناء، ترى «مجموعة الأزمات الدولية» حول ليبيا، أن ما تحقق إلى الآن «مكاسب هشّة». وبخلاف تحضير البلاد للانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقسام السياسي والعسكري، لم يتحقق شيء. إذ ما لا يقل أهمية من وجهة نظر الليبيين هو سرعة إخراج «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب من بلدهم. وفي تحرك يواكب التعاطي الدولي والإقليمي مع المتغير الجديد - فضلاً عن الضغوط التي بدأت تمارسها الإدارة الأميركية الجديدة لمغادرة القوات الروسية والتركية ليبيا فوراً - تحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن أن بلاده «ستبحث سحب قواتها من ليبيا، إذا انسحبت القوات الأجنبية الأخرى أولاً». وللعلم، انتهت في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي، مهلة الـ90 يوماً، التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الموقع في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، لرحيل جميع المقاتلين الأجانب و«المرتزقة» من ليبيا. وكان قد توافد على ليبيا إبان «حرب طرابلس» مجموعات عديدة من المقاتلين الأجانب، بينهم آلاف من «المرتزقة» التابعين لمجموعة «فاغنر» العسكرية السرية الروسية، وفق تقرير للأمم المتحدة.
وأرجع سياسيون ليبيون تفكير إردوغان في سحب قواته، إلى الضغوط الدولية المتوقعة مستقبلاً، بالنظر إلى مباركة مجلس الأمن الدولي بالإجماع للسلطات الانتقالية الجديدة في ليبيا، بعدما حث على «احترام ودعم التنفيذ الكامل للاتفاق»، وسحب جميع القوات الأجنبية و«المرتزقة” من ليبيا دون مزيد من التأخير».


مقالات ذات صلة

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

حصاد الأسبوع Chinese Foreign Minister Wang Yi (C) speaks during a press conference with Senegal's Foreign Minister Yassine Fall (L) and Congo Foreign Minister Jean-Claude Gakosso (R) at the Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) in Beijing on September 5, 2024. (Photo by GREG BAKER / AFP)

أفريقيا... ساحة تنافس جديد بين الهند والصين

منذ فترة ولايته الأولى عام 2014، كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكبر مناصر للعلاقات بين الهند وأفريقيا.

براكريتي غوبتا (نيودلهي)
حصاد الأسبوع نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

نيتومبو ندايتواه... أول امرأة تترأس ناميبيا

سطرت نيتومبو ناندي ندايتواه، 72 عاماً، اسمها في التاريخ بوصفها أول امرأة تتولى رئاسة ناميبيا منذ استقلال البلاد عام 1990، بعدما حصدت 57 في المائة من الأصوات في

فتحية الدخاخني ( القاهرة)
رياضة سعودية السعودية تستمر في تشكيل خريطة مختلف الرياضات العالمية بتنظيم واستضافات غير مسبوقة (الشرق الأوسط)

السعودية ستُشكل خريطة الرياضة العالمية في 2025

شارف عام حافل بالأحداث الرياضية بما في ذلك الألعاب الأولمبية التي حظيت بإشادة واسعة وأربع بطولات قارية لكرة القدم على الانتهاء ومن المتوقع أن يكون عام 2025 أقل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
حصاد الأسبوع فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

فرنسوا بايرو: رجل المصالحة أو الفرصة الأخيرة؟

بعد 9 أيام من سقوط الحكومة الفرنسية بقيادة ميشال بارنييه في اقتراع لحجب الثقة، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو، زعيم رئيس حزب الوسط (الموديم)،

أنيسة مخالدي (باريس)
حصاد الأسبوع خافيير ميلي (أ.ب)

خافيير ميلي... شعبية «المخرّب الأكبر» لا تعرف التراجع

في المشهد الشعبوي واليميني المتطرف، المتنامي منذ سنوات، يشكّل الصعود الصاعق لخافيير ميلي إلى سدّة الرئاسة في الأرجنتين، حالة مميّزة، لا بل فريدة، من حيث الأفكار

شوقي الريّس (مدريد)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».