اعتقال 3 أشقاء سوريين في ألمانيا والدنمارك للاشتباه في صلتهم بالإرهاب

يواجه المتهمون السجن عشرة أعوام حال إدانتهم

TT

اعتقال 3 أشقاء سوريين في ألمانيا والدنمارك للاشتباه في صلتهم بالإرهاب

ألقي القبض في ألمانيا والدنمارك على 3 أشقاء سوريين كانوا يخططون لشنّ هجمات إرهابية في أوروبا، وعثر معهم على كميات كبيرة من المواد الكيماوية والبودرة السوداء وهي مواد يمكن استخدامها في صنع قنابل. وكان المدعي العام في مدينة ديساو روسلو في ألمانيا قد أصدر مذكرات توقيف بحق الأشقاء الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم 33 عاماً، و36 عاماً، و40 عاماً، بحسب الوكالة الألمانية للأنباء. ووصل الأشقاء الثلاثة إلى أوروبا في العام ٢٠٠٥، أي قبل الحرب السورية وموجة اللجوء عام 2011. ويوجه الادعاء العام اتهامات للثلاثة بالتحضير لأعمال إجرامية تهدد الأمن القومي. وفيما اعتُقل أحد الأشقاء في ولاية هسن الألمانية، اعتُقل الآخران في الدنمارك، حيث عثر معهما كذلك على المواد الكيماوية. ويعتقد أن والدي الأشقاء الثلاثة يعيشان في الدنمارك.
وبدأت الشبهات تحوم حول الثلاثة بعد أن سافر أحد الأشقاء إلى بولندا واشترى 5 كيلوغرامات من بودرة الألومنيوم و5 كيلوغرامات من الكبريت لإيصالها إلى مدينة ديساو روسلو في ولاية ساكسونيا أنهالت في ألمانيا، حيث فتح التحقيق لاحقاً. ونقل موقع «دير شبيغل» أنه تم العثور على دعاية لـ«داعش» لدى تفتيش المنزل في ألمانيا، إضافة إلى علم التنظيم الإرهابي، ومواد أخرى تستخدم في صنع القنابل. ويواجه المتهمون الثلاثة السجن لعشرة أعوام في حال إدانتهم.
وتحقق السلطات الألمانية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي في إمكانية تحضير متطرفين لعملية إرهابية وشيكة في البلاد، بعد القبض على مواطن ألماني كان يقاتل في سوريا، في مطار السنغال في غرب أفريقيا، بحسب ما كشف عنه تقرير للقناة الألمانية الأولى.
وألقت السلطات في السنغال القبض على الرجل المدعو ماريوس أ. وحاول السفر بجواز فيتنامي تبين أنه مزور، ولكن تبين أن الرجل ألماني وهو مطلوب بمذكرة توقيف من الإنتربول. وما زال الرجل في أفريقيا بانتظار ترحيله إلى ألمانيا، حيث فتح المدعي العام منذ اعتقاله تحقيقاً للكشف عما كان يحضر له الرجل، وإمكانية عودته إلى ألمانيا لتنفيذ اعتداء إرهابي. وتعتقد السلطات الألمانية أن ماريوس سافر إلى سوريا عام 2013 عبر تركيا، وانضم إلى جبهة النصرة، حيث قاتل إلى جانبهم لعدة سنوات قبل أن يختفي بشكل مفاجئ، ويعود ويظهر في غرب أفريقيا. وتقدر المخابرات الألمانية عدد الألمان الذين سافروا إلى سوريا والعراق للقتال بقرابة 1070 شخصاً، معظمهم انضموا لتنظيم داعش، ولكن آخرين قاتلوا إلى جانب جماعات أخرى مقربة من «القاعدة» مثل «جبهة النصرة» و«هيئة تحرير الشام» و«حراس الدين». ومعظم هؤلاء هم ألمان من أصول تركية، بحسب تقرير القناة الأولى، أو ألمان اعتنقوا الإسلام. وقتل عدد كبير من هؤلاء في المعارك، فيما غادر آخرون إلى دول مجاورة منها تركيا. ونقلت القناة الأولى عن «السلطات المحلية» في سوريا أن عدد المقاتلين الألمان الذين ما زالوا موجودين هناك، يتراوح بين 60 و100 شخص. ومن ضمن التحقيقات التي بدأها المدعي العام الألماني في سبتمبر الماضي، شنت السلطات مداهمات، الشهر الماضي، استهدفت 14 شخصا في 5 ولايات ألمانية بينها العاصمة برلين، بعد شبهات بأنهم شكّلوا «شبكة عالمية لتمويل الإرهاب» عبر جمع مبالغ مالية من ألمانيا وإرسالها إلى المقاتلين في «هيئة تحرير الشام» عبر تركيا. وبحسب مصادر أمنية، لم تحدد التحقيقات بعد أي تهديدات ملموسة في أوروبا، ولكن السلطات الأمنية تقدر أن مجموعة «حراس الدين» قد تكون تحضر لعمليات إرهابية في أوروبا». ولا تعرف السلطات الألمانية أعداد مواطنيها الذين يمكن أن يكونوا قد انضموا إلى هذه الجماعة، ولكنها تعتقد أن عدداً من المقاتلين الألمان غادروا سوريا وهم الآن إما في تركيا أو في لبنان.
ولا تعرف السلطات كذلك سبب تحركات ماريوس الذي اعتقل في السنغال، ما إذا كان يسعى للانضمام لجماعة متطرفة جديدة في أفريقيا، أم أنه أراد العودة إلى أوروبا. يأتي هذا فيما كشفت أرقام نشرتها وكالة الأنباء الألمانية عن انخفاض أعداد التحقيقات التي فتحها المدعي العام الفيدرالي ضد متطرفين في ألمانيا. والعام الماضي، أطلق المدعي العام 381 تحقيقاً بحق متطرفين في انخفاض كبير عن الأعوام التي سبقت، حيث سجلت في العام 2017 نحو 1031 قضية، وفي العام 2018 نحو 865 قضية.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.