روبي فاولر: أملك عقلية المدربين الجيدين... ولن أشكو من العمل خارج إنجلترا

أسطورة ليفربول بدأ مسيرته التدريبية في تايلند مروراً بأستراليا وحط الرحال في الهند

فاولر ومهمة شاقة مع إيست بنغال أحد أكبر وأقدم الأندية في آسيا (الشرق الأوسط)
فاولر ومهمة شاقة مع إيست بنغال أحد أكبر وأقدم الأندية في آسيا (الشرق الأوسط)
TT

روبي فاولر: أملك عقلية المدربين الجيدين... ولن أشكو من العمل خارج إنجلترا

فاولر ومهمة شاقة مع إيست بنغال أحد أكبر وأقدم الأندية في آسيا (الشرق الأوسط)
فاولر ومهمة شاقة مع إيست بنغال أحد أكبر وأقدم الأندية في آسيا (الشرق الأوسط)

سيظل اسم روبي فاولر كلاعب مرتبطا دائما بمسقط رأسه ليفربول، لكنه كمدير فني انتقل بالفعل من بانكوك إلى بريزبان إلى البنغال. وقد يساعد هذا الطريق، الذي لم يسلكه الكثيرون، المدير الفني البالغ من العمر 45 عاماً في تشكيل هويته كمدرب قوي بما يكفي للخروج من ظل تلك المسيرة الرائعة كلاعب. بدأت المسيرة التدريبية لفاولر في أواخر عام 2011 عندما قضى أربعة أشهر كلاعب ومدير فني في نفس الوقت مع نادي موانغتونغ التايلندي. ولم تكن هذه فترة كافية للتعرف على القدرات التدريبية لفاولر، لكنه انتقل بعد ذلك إلى نادي بريزبان رور الأسترالي في أبريل (نيسان) 2019.
بدأ فاولر يتحسس خطاه ببطء في أستراليا. وكان نادي بريزبان قد حقق الفوز في أربع مباريات فقط في الموسم السابق، ولم تتحسن نتائج الفريق في البداية، رغم التعاقد مع فاولر وعدد من اللاعبين القادمين من الدوريات الإنجليزية، حيث لم يحقق النادي سوى انتصارين فقط من أول 10 مباريات، وهو ما جعله قريبا من مراكز الهبوط من الدوري الممتاز. وانتهى عام 2019 بانتقادات قاسية لما وصف بـ«كرة فاولر».
لكن فاولر يشعر بالسعادة الآن عندما يسمع هذه العبارة، ويقول عن ذلك: «لم أتحدث عن هذه العبارة مطلقاً، لكن هذا ليس شيئا سيئاً. هذا يعني أن لدينا هوية مميزة، وإذا كان الجمهور هو من صاغ هذه العبارة فأنا سعيد بذلك، بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أم خاطئة». ويضيف: «أريد أن يكون لدي فريق يمرر الكرة ويستحوذ عليها ويبذل مجهودا كبيرا داخل المستطيل الأخضر. أنا لا أقول إنني مثل يورغن كلوب، لكن لدي نفس العقلية التي يتمتع بها جميع المديرين الفنيين الجيدين، الذين لديهم هوية واضحة. وإذا استمر الناس في ترديد عبارة كرة فاولر، فسأكون سعيدا للغاية بذلك».
وبغض النظر عن المعنى الكامن وراء هذه العبارة، تغيرت الأمور تماما مع بداية عام 2020 ونجح النادي الأسترالي تحت قيادة فاولر في تحقيق الفوز في ثماني مباريات من المباريات الـ12 التالية. ولو لم يتسبب فيروس «كورونا» في إيقاف مباريات الدوري الأسترالي الممتاز في مارس (آذار) الماضي عندما كان الفريق يحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، لكان فاولر قد حصل على جائزة أفضل مدير فني في المسابقة للشهر الثالث على التوالي. وبدلاً من ذلك، عاد فاولر إلى إنجلترا مع زيادة انتشار الوباء.
وعندما استؤنفت مباريات الدوري الأسترالي الممتاز أخيراً في يوليو (تموز)، كان بريزبان قد أنهى عقده. وقال فاولر إن إنهاء التعاقد من جانب النادي الأسترالي كان قرارا خاطئا من الناحية القانونية، وهو الأمر الذي أيده الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن بحلول ذلك الوقت كان فاولر قد انتقل إلى الهند لتولي القيادة الفنية لنادي إيست بنغال، أحد أكبر وأقدم الأندية في آسيا.
وعلق فاولر، مثل أي شخص آخر في الدوري الهندي الممتاز، في جوا، على الجانب الآخر من شبه القارة الهندية، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يقول فاولر عن ذلك: «أنا أستخدم هذا المصطلح بشكل فضفاض، لكننا في الأساس في سجن مفتوح. قد يقول الناس إنني أقيم في فندق من فئة الخمس نجوم، لكننا كنا في حالة إغلاق لمدة أربعة أو خمسة أشهر ولم نكن نترك مقر إقامتنا سوى للتدريب وخوض المباريات».
وكما حدث في أستراليا، بدأ فاولر مسيرته ببطء، حيث لم يحصل إلا على نقطة واحدة فقط من أول خمس مباريات. لكن الفريق تعافى بعد ذلك ولم يخسر سوى مرتين فقط في العشر مباريات التالية. ويخوض فاولر مهمة كبيرة مع ناد كبير (مباراة الديربي أمام موهون باغان يمكن أن تجذب أكثر من 100 ألف متفرج) انتقل للعب في الدوري الهندي الممتاز في عام 2019.
يقول فاولر عن ذلك: «لقد كان من الصعب الانتقال من اللعب في دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الهندي الممتاز مرة واحدة. لقد تخلينا عن خدمات 12 أو 13 لاعبا، لذلك فأنا أقوم ببناء فريق جديد تماما. لقد كانت البداية صعبة للغاية، لكننا حققنا بعض النتائج الرائعة مؤخراً، ونعرف تماما أنه لا يزال يتعين علينا القيام بالمزيد». ورغم أن المعايير في الهند لا تتطابق مع البطولات الأوروبية الكبرى، فإن هذا لا يجعل المهمة أسهل بالنسبة لفاولر، ولا يمكن التقليل بأي حال من الأحوال من ثقافة كرة القدم الآسيوية. لقد أثار فاولر غضب البعض وتصدر عناوين الصحف عندما شكك في جودة التدريب والتحكيم على المستوى المحلي.
يقول فاولر: «لا يزال اللاعبون في مرحلة التعود على عاداتي كمدير فني، وأنا أيضا ما زلت في مرحلة التعود على عاداتهم. يمكنني أن أساعدهم على التطور والنمو؛ وهذا هو ما أريد القيام به». ومن المفهوم أن بعض الأشياء تحتاج إلى بعض الوقت من أجل التعود عليها، ويقول فاولر عن ذلك: «في المملكة المتحدة نشأنا على تناول الكثير من المعكرونة والدجاج وأطباق البروتين، لكن هنا لا يزال الكثير من اللاعبين يرغبون في تناول أطباق الكاري».
ومن الواضح أن فاولر حريص على أن تكون لديه هوية تدريبية خاصة، ومن المؤكد أن كونه أسطورة لناد كبير مثل ليفربول يساعده على إقناع اللاعبين بأفكاره. يقول فاولر: «هذا الأمر يساعدني بدرجة ما، لكن بمجرد أن تكون في ملعب تدريب، لا أعتقد أن ذلك الأمر يهم كثيرا لأن الناس ستحكم عليك بناء على ما تقدمه أثناء التدريبات. أنا أتعامل مع الأمور بتلقائية شديدة وبفلسفتي الخاصة، ولا أريد مثلا أن أقلد مديرا فنيا مثل يورغن كلوب».
وربما نرى فاولر في يوم من الأيام وهو يواجه كلوب في الدوري الإنجليزي الممتاز. يقول أسطورة ليفربول عن ذلك: «أنا لا أجلس هنا لأشتكي من أنني لم أحصل على فرصة مناسبة للتدريب في المملكة المتحدة. أنا هنا لأقدم أفضل ما لدي، وأريد تحقيق النجاح فأنا شخص طموح للغاية. شخصيتي كمدير فني لا تختلف عن شخصيتي كلاعب، فأنا أريد دائما أن أكون أفضل من أي شخص آخر».


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».