مقاتلات عراقية تدمر مواقع لـ«داعش»

TT

مقاتلات عراقية تدمر مواقع لـ«داعش»

أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة العراقية أن مقاتلات من طراز «إف - 16» دمرت مواقع يستخدمها تنظيم «داعش» في جبال حمرين ضمن قاطع محافظة صلاح الدين شمال بغداد، فيما عاد إلى الواجهة ملف الفرنسيين المحكومين في العراق بتهمة الانتماء إلى التنظيم.
وقالت الخلية في بيان، أمس، إنه «وفقاً لمعلومات استخباراتية دقيقة وبأمر وتنسيق من قبل قيادة العمليات المشتركة قامت طائرات (إف - 16) بتنفيذ ضربات دقيقة استهدفت أوكاراً وكهفاً يستخدم من قبل عناصر (داعش) الإرهابية في سلسلة جبال حمرين ضمن قاطع عمليات صلاح الدين». وأضافت أن «القصف أسفر عن تدمير هذه الأهداف بالكامل».
وتأتي هذه العملية في سياق ملاحقة عناصر تنظيم «داعش» الذي بات ينشط مؤخرا إلى حد أنه بات يمثل تهديداً للعاصمة، خصوصاً بعد التفجير الدامي الذي وقع في ساحة الطيران في بغداد الشهر الماضي وأسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات.
كما تأتي العملية بعد يومين من قيام «سرايا السلام» التابعة لـ«التيار الصدري» بتنظيم عرض عسكري كبير في بغداد والنجف بناء على «معلومات استخباراتية» قالت إنها حصلت عليها وتفيد بتخطيط التنظيم لتفجيرات ضد العتبات الشيعية في العراق. وأكد زعيم التيار مقتدى الصدر إبلاغ الأجهزة الأمنية بهذه «المعلومات»، وأن العرض جرى بالتنسيق معها، وهو ما لم تؤكده الأجهزة.
وفي سياق مطاردة عناصر التنظيم في مناطق مختلفة من العراق، أعلن مصدر أمني في محافظة الأنبار أن «القوات الأمنية نفذت حملة استباقية واسعة النطاق استهدفت مناطق مختلفة من مدن الأنبار تمكنت خلالها من اعتقال 4 عناصر من عصابات داعش في المناطق المحررة». وأضاف أن «المعتقلين يعدون من أبرز المطلوبين بمهاجمة القوات الأمنية إبان سيطرة التنظيم الإجرامي على مساحات واسعة من مدن الأنبار». وأوضح أن «عملية الاعتقال جاءت وفق معلومات استخباراتية دقيقة مكنت القوات الأمنية من اعتقالهم قبل قيامهم بعمليات إرهابية». سياسيا، عاد ملف المحكومين الفرنسيين بالإرهاب في العراق إلى الواجهة مجدداً، إذ بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان مع السفير الفرنسي في بغداد جان نويل موضوع المحكومين الفرنسيين بمواد تتعلق بالإرهاب جراء انتمائهم إلى تنظيم «داعش».
وقال بيان صادر عن السلطة القضائية إن «الطرفين بحثا القضايا الخاصة بقضايا الإرهاب من حملة الجنسية الفرنسية». وفيما لم يورد البيان المزيد من التفاصيل بشأن ذلك فإن العراق الذي سبق له أن أعاد أطفال النساء المحكومات بالإعدام أو السجن المؤبد من المنتمين الأجانب لتنظيم «داعش»، رفض تسليم المحكومين إلى بلدانهم. كما سبق أن رفض طلباً فرنسياً بإلغاء أحكام الإعدام أو تخفيضها.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.