إثيوبيا تؤكد لمصر حرصها على حل خلافات «سد النهضة»

TT

إثيوبيا تؤكد لمصر حرصها على حل خلافات «سد النهضة»

أكدت إثيوبيا حرصها على الخلافات مع مصر بشأن «سد النهضة»، من خلال المفاوضات، التي تشهد حالة من الجمود في الوقت الراهن، بعد تعثر الوصول إلى اتفاق.
والتقى السفير الإثيوبي بالقاهرة ماركوس تيكلي، أمس، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية شريف عيسى. وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، فإن السفير ماركوس، أكد خلال مناقشتهما «موقف إثيوبيا الراسخ بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي الكبير وحرصها على حل الخلافات المتبقية بين الأطراف من خلال المفاوضات».
وتتناقض تصريحات المسؤول الإثيوبي، مع إعلان حكومته عزمها على البدء في المرحلة الثانية من ملء خزان السد منتصف العام الحالي، دون النظر إلى التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان.
ولم تنشر وزارة الخارجية المصرية، بيانا رسميا عن إجراء المقابلة، فيما رفض المتحدث باسمها التعليق لـ«الشرق الأوسط».
وبحسب السفارة الإثيوبية بالقاهرة، فإن مساعد الوزير المصري شريف عيسى، أكد في المقابل، «التزام بلاده بحل الخلافات عبر المفاوضات». كما ناقش الاجتماع جوانب أخرى للعلاقات الثنائية حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول تنفيذ المبادرات الهادفة إلى تعزيز العلاقة التاريخية بين إثيوبيا ومصر.
وتشيّد أديس أبابا السد على الرافد الرئيسي لنهر النيل، منذ عام 2011، وبلغت نسبة بناء السد 78.3 في المائة، حسب وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية.
وتوقفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، والتي تجري برعاية الاتحاد الأفريقي، بعدما فشلت الشهر الماضي، في الوصول إلى توافق، بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
وتسعى القاهرة للتوصل لاتفاق ينظم عمليتي ملء وتشغيل السد بما يحقق التنمية الإثيوبية المنشودة ودون أضرار جسيمة على دولتي المصب. بينما ترفض إثيوبيا إضفاء طابع قانوني على أي اتفاق يتم التوصل إليه، يلزمها بإجراءات محددة لتخفيف حدة الجفاف.
ووفق الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، فإن مصر تطالب أن يتضمن الاتفاق ثلاث آليات، هي: آلية للتنسيق ومتابعة التنفيذ وتسجيل أي مخالفات، وآلية لحل أي خلاف في تفسير ما تم الاتفاق عليه وكيفية تنفيذه، وآلية لضمان تنفيذ القانون الدولي في أي مشاريع مستقبلية.
والأسبوع الماضي شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «حتمية بلورة اتفاق قانوني مُلزم بشأن سد النهضة»، ورفض «أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل».
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، حرصه على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان خلال الفترة المقبلة، وتكثيف التنسيق والعمل المشترك لتحقيق المزيد من التميز في إطار علاقات التعاون الاستراتيجي البناء التي تجمع بين البلدين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الوزير المصري، مساء أول من أمس، مع مريم الصادق المهدي وزيرة خارجية جمهورية السودان، عقب أدائها اليمين الدستورية. وقدم شكري للوزيرة السودانية التهاني بمناسبة توليها مهام منصبها معرباً عن خالص التمنيات بالتوفيق.
ووفق بيان للخارجية فإن شكري وجه الدعوة لوزيرة الخارجية السودانية لزيارة القاهرة في أقرب فرصة سانحة. ونقل عنها البيان «تقديرها البالغ لمصر وتطلعها إلى العمل المشترك نحو تحقيق المزيد من التطوير في العلاقات الثنائية والمضي بها قدماً في إطار أواصر الأخوة التاريخية التي تجمع بين شعبي وادي النيل، مؤكدة الأولوية التي يشكلها تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال الفترة المقبلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.