المغرب: مجلس المستشارين يصادق على تصفية معاشات أعضاء البرلمان

TT

المغرب: مجلس المستشارين يصادق على تصفية معاشات أعضاء البرلمان

صادق مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان)، بالإجماع مساء أول من أمس، على مقترحي قانونين يتعلقان بتصفية نظام معاشات أعضاء غرفتي البرلمان (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، وذلك بعد حوالي ثلاث سنوات من الجدل حول إفلاس نظام معاشات مجلس النواب، وقرب إفلاس نظام معاشات مجلس المستشارين.
ونص مقترح قانون تصفية معاشات مجلس النواب، على تصفية رصيده البالغ قيمته 100 مليون درهم، (10 ملايين دولار) بتوزيعه على أكثر من 1000 شخص، منهم 395 عضوا حاليا في مجلس النواب، فيما البقية برلمانيون سابقون، وذلك وفق معايير حددها المقترح. أما المقترح المتعلق بتصفية معاشات مجلس المستشارين فيتعلق بتصفية رصيد مالي يصل إلى 130 مليون درهم (13 مليون دولار)، وتوزيعه على 460 برلمانيا، منهم 120 برلمانيا حاليا هم أعضاء الغرفة الثانية.
وينص المقترح على أن يصرف لفائدة المنخرطين من أعضاء مجلس المستشارين الحاليين «مجموع مبالغ اشتراكاتهم، التي سبق اقتطاعها»، ويضاف لها «عائد التوظيفات المالية» منذ بداية الولاية التشريعية الحالية، والتي سيتم توزيعها بالتناسب مع مدة الاشتراك. وبعد استيفاء هذه العملية سيتم توزيع الرصيد المتبقي على الأعضاء السابقين في المجلس الذين شرعوا في الاستفادة من المعاش، «كل حسب النسبة التي يمثلها معاشه من مجموع المعاشات، التي صرفت في آخر شهر قبل دخول هذا القانون حيز التنفيذ».
وسيتولى صندوق الإيداع والتدبير (مؤسسة عمومية)، الذي جرى التعاقد معه لتسيير نظام المعاشات لفائدة أعضاء المجلسين، مهمة تصفية النظام وفق الشروط والكيفيات المحددة في القانون.
ويقوم نظام معاشات أعضاء مجلسي البرلمان على مساهمات مالية شهرية يؤديها النواب لصندوق خاص. نصف هذه المساهمات يدفعها البرلماني في حدود 2900 درهم (290 دولارا)، فيما النصف الآخر يدفعه المجلس. ويستحق كل برلماني أمضى ولاية برلمانية كاملة مبلغ 5000 درهم شهريا مدى الحياة (500 دولار)، وإذا أمضى ولايتين، فإنه يحصل على 7000 درهم (700 دولار)، وإذا قضى ثلاث ولايات فإنه يحصل على 9000 درهم (900 دولار).
ومنذ ثلاث سنوات أفلس نظام معاشات أعضاء مجلس النواب، وتوقف عن صرف المعاشات منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017 لفائدة أكثر من 1000 عضو سابق، بسبب ارتفاع مصاريفه مقارنة مع مداخيله، وجرت محاولات لإصلاحه برفع سن التقاعد، أو ضخ أموال من موازنة الدولة لكنها ووجهت بالرفض. أما معاشات مجلس المستشارين فإنه لم يصبها بعد الإفلاس، لكنها معرضة للانهيار في 2023 ما دفع المجلس إلى التعجيل بتصفية هذا النظام أيضا قبل إفلاسه، واقتسام رصيده بين الأعضاء. لكن توزيع أموال الصندوق على البرلمانيين أثار جدلا سياسيا، حيث طالب نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي وسياسيون بالتوقف عن عملية توزيع أموال الصندوق بين النواب والمستشارين، ورد أعضاء المجلسين بأنها مجرد مساهماتهم التي اقتطعت من تعويضاتهم منذ سنوات.
وبعد مصادقة مجلس المستشارين على المقترحين، ينتظر أن تشرع لجنة المالية في مجلس النواب في مناقشتهما، والمصادقة عليهما في إطار قراءة ثانية، قبل عرضهما على جلسة عمومية في مجلس النواب، قد تكون إما في دورة استثنائية في غضون شهر مارس (آذار) المقبل، أو خلال افتتاح الدورة العادية في أبريل (نيسان) القادم، وذلك بعدما اختتمت المؤسسة التشريعية دورتها أمس في مجلس النواب وأول من أمس في مجلس المستشارين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.