إسرائيل للجم تحديث «القائمة السوداء» لشركات المستوطنات

«مجلس حقوق الإنسان» سينتقد عدم توفير لقاحات للفلسطينيين

فلسطيني يحتج على بناء مستوطنات إسرائيلية قرب سلفيت بالضفة مايو الماضي (رويترز)
فلسطيني يحتج على بناء مستوطنات إسرائيلية قرب سلفيت بالضفة مايو الماضي (رويترز)
TT

إسرائيل للجم تحديث «القائمة السوداء» لشركات المستوطنات

فلسطيني يحتج على بناء مستوطنات إسرائيلية قرب سلفيت بالضفة مايو الماضي (رويترز)
فلسطيني يحتج على بناء مستوطنات إسرائيلية قرب سلفيت بالضفة مايو الماضي (رويترز)

قال تقرير إسرائيلي، إن تل أبيب، تنتظر ضربة جديدة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، هي هذه المرة من «مجلس حقوق الإنسان»، التابع للأمم المتحدة، خلال اجتماعه المرتقب بعد أسبوعين.
وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن التقارير التي تلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، تشير إلى أنه في الدورة السنوية للمجلس التي ستفتتح في غضون أسبوعين وتستمر لمدة شهر، ينتظر صدور بعض القرارات الإشكالية بالنسبة لإسرائيل، بما في ذلك تحديث «القائمة السوداء» للشركات العاملة في المستوطنات، وإقامة آلية رادعة ونظام مراقبة لهذه الشركات، وبنداً جديداً لإدانة إسرائيل، متعلق بعدم توفيرها لقاحات «كورونا» للفلسطينيين.
ويفترض أن تعقد الدورة في الفترة ما بين 22 فبراير (شباط) و19 مارس (آذار) في جنيف، وستعقد هذه المرة من دون وفود من العواصم بسبب وباء كورونا، وستلقى كلمات رؤساء الدول ووزراء الخارجية عند افتتاح الجلسة عبر الإنترنت. وأكدت يديعوت أنه تم وضع 5 قرارات مناهضة لإسرائيل على جدول أعمال المجلس، بينها 4 قرارات في إطار المادة السابعة، وهي قسم دائم يركز على انتقاد إسرائيل، ويشمل «إدانة انتهاكات حقوق الإنسان، وإدانة الاستيطان، وتقرير المصير للفلسطينيين، وإدانة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان». ومن المتوقع أن يضاف بند جديد ينتقد إسرائيل بشدة بسبب عدم تجاوبها مع قرارات سابقة.
وتشير المعلومات التي وصلت إلى إسرائيل، إلى أنه تمت إضافة فقرة إلى النص، هذا العام، تتناول انتقاداً لعدم التزام إسرائيل بتوفير لقاحات «كورونا» للفلسطينيين. وتعمل إسرائيل منذ الآن لإحباط بعض هذه القرارات المرتقبة، وأهمها محاولات تحديث «القائمة السوداء» للشركات العاملة في المستوطنات، ومنع إيجاد آلية رادعة وبند واضح يدينها، كما ستركز إسرائيل منذ الآن على حقيقة أنها نقلت لقاحات للفلسطينيين من أجل الطاقم الطبي، هناك، رغم أنها ليست ملزمة بتوفير لقاحات مضادة لـ«كورونا» للفلسطينيين، باعتبار أن هذا الأمر ضمن مسؤوليات السلطة الفلسطينية.
وطُلب من السفارات الإسرائيلية في الدول الأعضاء، أن تطلب من وزارات الخارجية لبلدانهم التصويت ضد القرارات المناهضة لإسرائيل. وقالت إسرائيل لأصدقائها إن القائمة السوداء التي يمكن للمجلس تحديثها، هي أداة تهدف إلى الإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي وتأسست من دون صلاحيات، ومن دون نظام مراقبة وبشكل غير شفاف، وأن الهدف من القائمة السوداء هو توجيه ضربة سياسية للدولة، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.
ونشرت القائمة السوداء، في فبراير (شباط) 2020. وشملت 112 شركة إسرائيلية وعالمية تعمل في المستوطنات، قبل أن يتم اعتماد هذه القائمة في يونيو (حزيران) الماضي، دون أن يتم وضعها ضمن القرارات التنفيذية.
لكن صحيفة يديعوت، تقول، أنه من المشكوك فيه، للغاية، أن تكون إسرائيل قادرة على منع تحديث القائمة أو منع إنشاء آلية تعمل ضد تلك الشركات، رغم عودة الولايات المتحدة إلى عضوية هذا المجلس بعدما انسحبت منه خلال ولاية إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في عام 2018. وتعتبر إسرائيل أن عودة الولايات المتحدة قد تكون مفيدة، لكن لا يوجد ما يؤكد على أنها قادرة على لجم القرارات المرتقبة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.