هل الأفضل وضع كمامة واحدة أم اثنتين؟ خبراء الصحة يجيبون

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تضع كمامتين (وسائل إعلام أميركية)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تضع كمامتين (وسائل إعلام أميركية)
TT

هل الأفضل وضع كمامة واحدة أم اثنتين؟ خبراء الصحة يجيبون

نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تضع كمامتين (وسائل إعلام أميركية)
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تضع كمامتين (وسائل إعلام أميركية)

عندما يتعلق الأمر بحماية نفسك من أي سلالات متحورة من فيروس «كورونا»، ربما كان وضع كمامتين أفضل من الاكتفاء بواحدة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وشوهد عدد من الساسة، من بينهم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والسيناتور ميت رومني، وهم يضعون كمامتين. كما أن كبير خبراء الأمراض المُعدية بالولايات المتحدة أنتوني فاوتشي أوصى بأن يستعين الأميركيون بكمامتين يومياً.
وفي إطار سلسلة (#إسأل_رويترز) على «تويتر»، جمعت وكالة «رويترز» مجموعة من خبراء الصحة للرد على أسئلة عن فيروس «كورونا». ومن تلك الأسئلة: ماذا يعدّونه «الأصوب» في وضع الكمامات على الوجه؟
وقال أطباء وخبراء في الصحة العامة إن أي نوع من الحماية أفضل من عدم الاكتراث المطلق.
وقال الدكتور مات بينيكر، رئيس الجمعية الأميركية لعلم الفيروسات الإكلينيكي: «نوع الكمامة الجيد هو ذلك الذي تضعه باستمرار على الأنف والفم متى كنت في مكان عام... عند هذه النقطة، علينا أن نركز على تحقيق ذلك الهدف أكثر من التركيز على وضع كمامتين».
فإن كنت أكثر ميلاً لوضع أكثر من كمامة، فهناك بعض الإرشادات التي قد تهمك:
- البيئة الخطر
قال الدكتور دوش شيفر، الأستاذ بمركز «فريد هاتشينسون» لأبحاث السرطان، إن نوع الكمامات التي تستخدمها وعددها يتوقف على المكان الذي تنوي الذهاب إليه. وأضاف: «من الضروري جداً أن تضع الكمامة على النحو المناسب وباستمرار عندما تكون في أجواء عالية المخاطر حيث يمكن أن يكون الفيروس أسرع انتشاراً».
ويوصي شيفر باستخدام كمامة من القماش عندما يتمشى المرء في أجواء مفتوحة مثلاً، والاستعانة بكمامتين أو بأنواع متميزة من الكمامات مثل (كيه.إن95) أو (إن95) أو كمامتين عند الذهاب لأماكن العمل أو متاجر البقالة أو العيادات والمستشفيات.
- الخامة
قال لورانس جوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورج تاون: «إذا وضع المرء الكمامة بالطريقة الصحيحة، فستكون كل الأنواع فعالة». غير أنه أشار إلى أن خامة الكمامة ونوعيتها يمكن أن تُحدث فارقاً أكبر من عددها. وأضاف: «وضع كمامتين أمر غير مفهوم لأننا لا نعرف نوع الخامة»، مشيراً إلى أن الكمامات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية أو الكمامات من نوع (كيه.إن95) أفضل.
واتفق الخبراء على أن الكمامة الفعالة تتكون من عدة طبقات.
وقال الدكتور رائد الدويك، رئيس معهد الأمراض التنفسية بمستشفى كليفلاند كلينيك: «إذا كانت كمامتك من عدة طبقات، فمن غير الضروري استخدام كمامتين».
- ترتيب وضع الكمامات
عند استخدام أكثر من كمامة، يوصي الدكتور تشارلز هولمز، مدير مركز الابتكار في الصحة العالمية بجامعة جورج تاون، بوضع الكمامة الأجود أولاً ثم الكمامة الأقل جودة فوقها. على سبيل المثال، ينبغي وضع الكمامة الجراحية فوق الكمامة (كيه.إن95)، أو وضع الكمامة القماشية فوق الكمامة الجراحية.
ومع هذا، كانت أهم نصيحة قدمها هولمز هو أن يغطي المرء وجهه، أياً ما كان الشكل. وقال: «أفضل كمامة هي تلك التي تضعها باستمرار على النحو المضبوط».


مقالات ذات صلة

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك فوائد الرياضة قد ترجع إلى زيادة تدفق الدم للدماغ وتحفيز المواد الكيميائية المعروفة باسم الناقلات العصبية (رويترز)

دراسة: ممارسة الرياضة لنصف ساعة تساهم في تحسين الذاكرة

يعتقد العلماء الآن أن النشاط البدني ليس مجرد فكرة جيدة لتحسين اليوم القادم؛ بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في درجات عمل الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
TT

«لعبة النهاية»... رائعة صمويل بيكيت بالعاميّة المصرية

جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)
جانب من العرض الذي كتب نصّه صمويل بيكيت (مسرح الطليعة)

استقبل مسرح «الطليعة» في مصر أحد العروض الشهيرة للكاتب الآيرلندي الراحل صمويل بيكيت (1906- 1989)، «لعبة النهاية»، الذي رغم احتفاظه بالروح الأصلية للعمل الشهير المنسوب إلى مسرح العبث، فقد شكَّل إضاءة على مشاعر الاغتراب في الواقع المعاصر. وهو عرضٌ اختتم مشاركته في مهرجان «أيام قرطاج المسرحي» ليُتاح للجمهور المصري في المسرح الكائن بمنطقة «العتبة» وسط القاهرة حتى بداية الأسبوع المقبل.

على مدار 50 دقيقة، يحضر الأبطال الـ4 على المسرح الذي يُوحي بأنه غُرفة منسيّة وموحشة، فيتوسّط البطل «هام» (محمود زكي) الخشبة جالساً على كرسيّه المتحرّك بعينين منطفئتين، في حين يساعده خادمه «كلوف» ويُمعن في طاعته والإصغاء إلى طلباته وتساؤلاته الغريبة التي يغلُب عليها الطابع الساخر والعبثيّ المُتكرّر عبر سنوات بين هذا السيّد والخادم.

يَظهر والد «هام» ووالدته داخل براميل قديمة وصدئة، ويجلسان طوال العرض بداخلها، ولا يخرجان إلا عندما يستدعيهما الابن الذي صار عجوزاً، فيسألهما أسئلة عبثية لا تخلو من تفاصيل عجيبة، ويخاطبهما كأنهما طفلين يُغريهما بالحلوى، في حين يبادلانه أحاديث تمتزج بالذكريات والجنون، ليبدو كأنهما خارج العالم المادي؛ محض أرواح مُحتضرة تُشارك «هام» هلوساته داخل تلك الغرفة.

الأب يؤدي دوره من داخل أحد البراميل (مسرح الطليعة)

في المعالجة التي يقدّمها العرض، يحتفظ المخرج المصري السيد قابيل بأسماء الأبطال الأجنبية التي كتبها صمويل بيكيت من دون منحها أسماء محلّية. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «قدَّم المسرح المصري هذه المسرحية قبل 60 عاماً تقريباً في عرض للفنان الكبير الراحل سعد أردش، لكنه كان باللغة العربية الفصحى. اليوم، عالجتُ النص وأقدّمه بالعامية المصرية. احتفظت بالأسماء الأصلية للأبطال وهوياتهم، وكذلك بروح العمل وتفاصيل الحوار فيه، خصوصاً أنّ لهذا العرض الذي ينتمي إلى مسرح العبث فلسفته التي تمسّكتُ بها ضمن قالب جديد».

يؤدّي دور الخادم «كلوف» الفنان المصري محمد صلاح الذي اعتمد جزءٌ كبير من أدائه على الإفراط بحركات سير متعرّجة في محاولاته المُتسارعة لتلبية طلبات سيّده الأعمى، إذ يبدو كأنه في مَهمّات لا نهائية، منها ترتيب البيت الخالي بشكل فانتازي. بالإضافة إلى تردّده الدائم على نافذة الغرفة التي يظّل سيّده يطلب منه وصف ما يدور خارجها، فيصف له الضوء والبحر اللذين لا يدرك إذا كانا موجودَيْن بالفعل أم محض خيال.

على مدار العرض، يظلُّ الخادم يسأل: «لماذا أطيعك في كل شيء؟»، و«متى جئتُ إلى هذا البيت لخدمتك؟»، فيكتشف أنه قضى عمره داخل جدرانه المخيفة، فيقرّر في خطوة خلاص مغادرة خدمة سيّده، فتكون لحظة فتحه باب البيت هي عينها لحظة نهاية اللعبة، حتى وإنْ ظلّ واقفاً أمامه، متوجّساً من الخروج إلى العالم الحقيقي ومواجهة المجهول. لحظة تحدّيه سيطرة سيّده «هام» سرعان ما تبدو كأنها لا تختلف عن «الفراغ» الذي أمامه، بما يعكس فلسفة صمويل بيكيت عن سخرية الحياة، حيث لا يبدو الهروب من عبثها ممكناً أبداً.

الأب والأم في أحد مَشاهد المسرحية (مسرح الطليعة)

يشير مخرج العرض السيد قابيل إلى أنّ «للقضية التي تطرحها المسرحية صيغة إنسانية عابرة للمكان والزمان، وتصلُح لتقديمها في أي وقت؛ وإنْ كُتب النصّ الأصلي لبيكيت في الخمسينات. فكثير من نصوص شكسبير، والنصوص اليونانية القديمة العائدة إلى ما قبل الميلاد، لا تزال قابلة لإعادة تقديمها، وصالحة لطرح أسئلة على جمهور اليوم. وفي هذا العرض أدخلنا بعض الإضافات على الإضاءة والموسيقى للتعبير بصورة أكبر عن دراما الأبطال، ومساعدة المتلقّي على مزيد من التفاعُل».

الفنان محمود زكي في مشهد من العرض (مسرح الطليعة)

وعكست ملابس الممثلين الرثّة حالة السواد التي تطغى على عالمهم، في حين وُظّفت الإضاءة في لحظات المُكاشفة الذاتية التي تتوسَّط سيل الحوارات الغارقة في السخرية والتكرار العدميّ والخضوع التام. فإذا كان السيّد الأعمى والمشلول يعتمد على خادمه في مواصلة لعبة عبثية يتسلّى بها في عزلته، فإنّ الخادم يظلُّ غير قادر على تصوُّر الحياة بعيداً عن قواعد تلك «اللعبة».