الفصائل الفلسطينية تنهي حوارها باتفاق على آليات الانتخابات

مصر تفتح معبر رفح تشجيعاً لها

إعادة افتتاح معبر رفح الفاصل بين غزة ومصر أمس (أ.ف.ب)
إعادة افتتاح معبر رفح الفاصل بين غزة ومصر أمس (أ.ف.ب)
TT

الفصائل الفلسطينية تنهي حوارها باتفاق على آليات الانتخابات

إعادة افتتاح معبر رفح الفاصل بين غزة ومصر أمس (أ.ف.ب)
إعادة افتتاح معبر رفح الفاصل بين غزة ومصر أمس (أ.ف.ب)

اتفقت الفصائل الفلسطينية في ختام اجتماعات الحوار الوطني بالقاهرة، أمس، على آليات إجراء الانتخابات العامة المزمع عقدها منتصف العام الحالي.
وأكدت الفصائل، في بيان ختامي، الالتزام بالجدول الزمني لإجراء الانتخابات في مدينة القدس والضفة الغربية وقطاع غزة دون استثناء، والتعهد باحترام نتائجها. واتفقت الفصائل على تشكيل محكمة قضايا الانتخابات، بالتوافق، من قضاة من القدس والضفة الغربية وغزة، تتولى حصراً دون غيرها من الجهات القضائية متابعة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية ونتائجها والقضايا الناشئة عنها.
واتفقت الفصائل على أن تتولى الشرطة الفلسطينية دون غيرها في الضفة الغربية وقطاع غزة، بزيها الرسمي، تأمين مقار الانتخابات، ويكون وجودها وفق القانون.
وتعتزم السلطة الفلسطينية إجراء انتخابات برلمانية في 22 مايو (أيار)، وانتخابات رئاسية في 31 يوليو (تموز)، هي الأولى منذ 15 عاماً.
وعلى مدار يومين، استضافت العاصمة المصرية جلسات الحوار الوطني الفلسطيني، بمشاركة نحو 16 فصيلاً وقوى وطنية وشخصيات مستقلة فلسطينية.
وشدد البيان، المكون من 15 بنداً، على إطلاق الحريات العامة، وإشاعة أجواء الحرية السياسية التي كفلها القانون، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين على خلفية فصائلية أو لأسباب تتعلق بحرية الرأي، وضمان حق العمل السياسي والوطني للفصائل الفلسطينية كافة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتوقف عن ملاحقة المواطنين على خلفية الانتماء السياسي أو الرأي، بما يوفر بيئة ملائمة لإجراء انتخابات نزيهة، على أن يدعو المجتمعون الرئيسَ أبو مازن إلى إصدار قرار ملزم بذلك، وتشكيل لجنة رقابة وطنية لمتابعة التنفيذ.
وأكد البيان ضمان توفير الحرية الكاملة للدعاية السياسية والنشر والطباعة، وعقد الاجتماعات السياسية والانتخابية لأي طرف سياسي، وضمان حيادية الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع التعهد بتوفير فرص متكافئة في أجهزة الإعلام الرسمية من دون تمييز لجميع القوائم الانتخابية.
هذا، وقد توجهت الفصائل الفلسطينية المشاركة كافة بالشكر والتقدير لمصر على دعمها الدائم للشعب الفلسطيني، وعلى الجهود التي بذلتها في رعاية الحوار الوطني في مراحله كافة.
وتزامناً مع رعايتها جلسات «الحوار الوطني الفلسطيني»، أعادت السلطات المصرية، أمس، فتح معبر «رفح» الحدودي مع قطاع غزة «لأجل غير مسمى» للمرة الأولى منذ سنوات، في خطوة وُصفت بـ«بادرة حسن نية لتشجيع الحوار بين الفصائل الفلسطينية».
وقال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، في تصريح صحافي، إن مصر «قررت إعادة فتح معبر رفح حتى إشعار آخر»، مضيفاً: «إنها بادرة إيجابية، والفضل يعود إلى مصر». وأوضح العوض أن إعادة فتح المعبر الوحيد أمام العالم الخارجي «مؤشر إيجابي جاء نتيجة الحوار الوطني المستمر، وخطوة تشجع الأطراف على المضي قدماً نحو إنهاء الانقسام الداخلي».
وكانت مصر تفتح معبر رفح لبضعة أيام فحسب بين وقت وآخر، للسماح بمرور المسافرين العالقين. وقال مصدران مصريان عند معبر رفح لـ«رويترز» إنه تم فتح المعبر في وقت مبكر أمس، وإن حافلة تقل فلسطينيين وصلت إلى مصر، بينما قالت السفارة الفلسطينية في القاهرة إن اتخاذ مصر قرار فتح المعبر كان نتيجة «مباحثات واتصالات ثنائية حثيثة بين القيادتين المصرية والفلسطينية لتسهيل سفر وعودة المواطنين الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة».
ووصل وفد من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية (الثلاثاء) إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «إيريز» شمال القطاع، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتستمر زيارة الوفد 5 أيام، يطلع خلالها على استعدادات المكتب الإقليمي للجنة في غزة لأولى مراحل العملية الانتخابية المتمثلة في تسجيل الناخبين.
وقال المدير التنفيذي للجنة الانتخابات، هشام كحيل، في مؤتمر صحافي، إن «أرقام التسجيل للانتخابات أظهرت تلهف المواطنين لإجرائها، بعد 15 عاماً من غياب المسار الديمقراطي في فلسطين». وسجلت لجنة الانتخابات مليونين و365 ألف ناخب فلسطيني، بحسب ما أعلنه كحيل الذي توقع ازدياد العدد مع نهاية عملية تسجيل الناخبين، الثلاثاء المقبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.