السلطة الليبية الجديدة تجتمع افتراضياً لمناقشة تشكيل الحكومة

أبو الغيط وسيالة يبحثان مسار التسوية تزامناً مع اللقاء الثالث للمسار الدستوري بالغردقة

أبو الغيط خلال استقباله محمد الطاهر سيالة في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
أبو الغيط خلال استقباله محمد الطاهر سيالة في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
TT

السلطة الليبية الجديدة تجتمع افتراضياً لمناقشة تشكيل الحكومة

أبو الغيط خلال استقباله محمد الطاهر سيالة في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)
أبو الغيط خلال استقباله محمد الطاهر سيالة في القاهرة أمس (الشرق الأوسط)

في حين استؤنفت أمس أعمال اللجنة الدستورية الليبية في منتجع الغردقة المصري، عقدت «ترويكا» السلطة التنفيذية الجديدة أول اجتماع لها افتراضياً لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة، في وقت هاجم فيه «الجيش الوطني» تركيا مجدداً.
وبدأت الاجتماعات الثالثة للمسار الدستوري الليبي التي ستدوم 3 أيام بالغردقة بحضور وفدي مجلسي النواب والدولة، ورعاية الأمم المتحدة، ومشاركة رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، بهدف التباحث حول كيفية إجراء الاستفتاء على الدستور الليبي.
وأكد رئيس اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، خلال الاجتماع، أهمية استثمار الأجواء الإيجابية التي تعيشها الأزمة الليبية حالياً بعد اختيار سلطة تنفيذية جديدة ومخرجات اللجنة العسكرية «5+5».
ومن جانبه، لفت السلوفاكي يان كوبيتش، في أول ظهور رسمي له منذ توليه رئاسة بعثة الأمم المتحدة خلفاً لستيفاني ويليامز، إلى أهمية هذا الاجتماع، كونه يمس المواطن الليبي بشكل مباشر، عبر اتفاق الليبيين على شكل الاستفتاء الذين يرغبون به. كما عبر عن شكره للحكومة المصرية لدعمها للحلول السياسية، واستضافتها للمسار الدستوري.
وجاء الاجتماع بعد ساعات من عقد «ترويكا» السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا أول اجتماع افتراضي لها منذ انتخابها، بهدف التشاور حول تشكيل الحكومة في الوقت المحدد لها، تمهيداً لعرض برنامجها، وتقديمها لنيل الثقة من مجلس النواب في الموعد الذي حدده الاتفاق السياسي في جنيف.
وشدد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الجديد، الذي ترأس اجتماعه الأول، بحضور نائبيه عبد الله حسين اللافي وموسى الكوني، بالإضافة إلى رئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة، على أهمية توسيع دائرة التشاور مع أعضاء مجلس النواب وملتقى الحوار الوطني الليبي.
وبخصوص ردود الأفعال الدولية على اختيار الإدارة الانتقالية في ليبيا، أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مساء أول من أمس، المنفي ودبيبة هاتفياً استعداد روسيا للعمل البناء مع الإدارة الانتقالية في ليبيا بهدف تجاوز سريع للأزمة، فيما أكدت ألمانيا، على لسان سفيرها لدى ليبيا أوليفر أوفتشا، فيما وصفه بأول مكالمة ودية مع دبيبة، دعمها الكامل للسلطة التنفيذية المؤقتة، لافتاً إلى اتفاقهما على الإعداد للانتخابات والمصالحة، وتقديم الخدمات كأولويات، بناءً على خريطة طريق ملتقى الحوار.
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان البعثة الأممية، في بيان لها مساء أول من أمس، عن اتفاق الأطراف الليبية على ميزانية وطنية موحدة لشهرين، والعمل على معالجة الأزمة المصرفية، لإتاحة المجال للسلطة التنفيذية المشكلة حديثاً لاتخاذ قرار بشأن الميزانية الكاملة لعام 2021. وأعربت عن أملها في أن تكون ليبيا قادرة على الاقتراب أكثر من تحقيق إدارة عادلة لمواردها النفطية، لما فيه مصلحة الشعب الليبي أجمعه.
ومن جهة أخرى، واصل «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، تحذيراته العلنية من تهديد تركيا لوقف إطلاق النار في ليبيا، وانتقدها مجدداً على لسان المتحدث الرسمي باسمه، اللواء أحمد المسماري، متهماً إياها بتجاهل كل التطورات الجديدة.
وقال المسماري، في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إن «الوجود العسكري لتركيا التي لا تعير أي اهتمام للاتفاقيات بين الأطراف الليبية أو رغبات المجتمع الدولي يهدد أي اتفاق»، لافتاً إلى رصد كثافة في حركة الطائرات المسيرة التركية فوق مدينتي مصراتة وطرابلس وميناء الخمس خلال اليومين الماضيين، مؤكداً أن تركيا «تسعى لإيجاد قواعد سياسية لشرعنة وجودها العسكري في ليبيا».
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال أمس إن تركيا ستبحث سحب قواتها من ليبيا اذا انسحبت القوات الاجنبية الاخرى أولا.
وفي المقابل، نفى العميد الهادي دراه، المتحدث باسم «غرفة تحرير سرت الجفرة» التابعة لقوات حكومة «الوفاق»، إزالة السواتر الترابية من الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي مصراتة وسرت، وأكد أمس أن الوضع باق على ما هو عليه، لافتاً إلى أن فرق الهندسة العسكرية ستبدأ في إزالة الألغام من خطوط التماس متى توفرت المعدات اللازمة، وأنهم على أتم الاستعداد.
وتتناقض هذه التصريحات مع ما نقلته وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق»، عن مختار النقاصة عضو وفدها إلى اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، من أن الاستعدادات جارية من الطرفين للشروع في نزع الألغام ومخلفات الحرب، وتأكيده وصول أغلب المعدات اللازمة لبدء عمليات الإزالة.
وعلى صعيد متصل، استقبل أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد الطاهر سيالة وزير الخارجية بحكومة «الوفاق» الليبية، حيث بحثا مجمل الأوضاع على الساحة العربية، وآخر التطورات على مسار تسوية الأزمة الليبية.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، أمس، إن أبو الغيط وسيالة تداولا حول النقاشات التي شهدها الاجتماع الذي عقده مجلس الجامعة أول من أمس على مستوى وزراء الخارجية، والنتائج التي أفضت إليها، واتفقا على الحاجة إلى تكثيف العمل العربي المشترك في إطار الجامعة لتسوية الأزمات ومعالجة التحديات التي تواجه المنطقة العربية.
ولم تعين الجامعة العربية مبعوثاً لها في ليبيا منذ وفاة مندوبها السابق السفير صلاح الدين الجمالي، في 13 من سبتمبر (أيلول) عام 2019، الذي سعى للتواصل مع أطراف النزاع في ليبيا عبر زيارات ولقاءات كثيرة.
وأشار المصدر المسؤول إلى أن لقاء أبو الغيط وسيالة بحث الرؤى حول مجمل التطورات التي شهدتها مسارات تسوية الأزمة الليبية، خاصة مع نجاح ملتقى الحوار السياسي الليبي في اختيار رئيس وعضوي المجلس الرئاسي، ورئيس الحكومة الجديدة، كما اتفقا على أهمية تكثيف العمل العربي والدولي «لمساندة السلطة التنفيذية الجديدة، ومرافقة الأشقاء في ليبيا نحو إتمام بقية الاستحقاقات السياسية والأمنية والدستورية التي تقود إلى إجراء الانتخابات الوطنية نهاية العام الحالي».



البيت الأبيض: «لم نصل بعد» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن

TT

البيت الأبيض: «لم نصل بعد» إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن

فتاة فلسطينية تُطعم شقيقتها الصغيرة خبزاً مغموساً بالماء في أحد مخيمات دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)
فتاة فلسطينية تُطعم شقيقتها الصغيرة خبزاً مغموساً بالماء في أحد مخيمات دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، الأحد، إن البيت الأبيض يعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن في غزة، لكنه «لم يصل إلى ذلك بعدُ».

وأضاف سوليفان، وفقاً لنص نشرته شبكة «إن بي سي»: «نبذل جهوداً حثيثة لمحاولة تحقيق ذلك. إننا منخرطون بشكل كبير مع الفاعلين الرئيسيين في المنطقة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتابع: «هناك عمل يُبذل حتى اليوم. ستكون هناك محادثات ومشاورات أخرى، ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، لكننا لم نصل إلى ذلك بعدُ».

وعلى شبكة «إن بي سي»، رحب سوليفان أيضاً باتفاق الهدنة بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني الذي بدأ سريانه الأربعاء، ورأى أنه «تقدم هائل بالنسبة إلى الشرق الأوسط»، مضيفاً: «علينا أن نحميه والتأكد من احترامه بشكل تام».

وأضاف أن «هدفنا هو الصمود خلال هذه الأيام الأولى الدقيقة بالنسبة إلى وقف النار، حين يكون الأكثر هشاشة».

ودعا أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الأحد، إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار» في غزة، وذلك خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية الخامسة والأربعين في العاصمة الكويتية.

من جهته، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الأحد، بأن هناك «مؤشرات» إلى إحراز تقدم يمكن أن يُفضي إلى اتفاق.

وقال ساعر، خلال مؤتمر صحافي: «ما يمكنني قوله إن هناك مؤشرات إلى إمكان رؤية درجة أكبر من الليونة من جانب (حماس) بسبب الظروف، وبينها اتفاق لبنان». وأكد أن لدى الحكومة الإسرائيلية «نية للتقدم في هذا الموضوع».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه شن ضربات جوية عدة على مواقع لـ«حزب الله» في لبنان.

والأربعاء، صرح الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين، قائلاً: «نعتقد بقوة أن اتفاق لبنان يفتح الآن» الباب نحو وقف لإطلاق النار في غزة.

وأسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1207 أشخاص، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة تخطت 44 ألف قتيل.