مع بدء تدريبات للجيش الإسرائيلي على حدود لبنان، تحمل اسم «عاصفة البرق»، أمس الثلاثاء، هدد وزير الأمن ورئيس الحكومة البديل، بيني غانتس، «بتدفيع لبنان كله ثمناً باهظاً ودماراً هائلاً»، إذا اندلعت حرب على إسرائيل من الجبهة الشمالية.
وكان غانتس قد أرسل كلمة مسجلة تم بثها في المراسم السنوية لإحياء الذكرى الـ24 لـ«كارثة المروحيات» التي وقعت عام 1997، عندما اصطدمت في الجو طائرتان مروحيتان تنقلان جنوداً إسرائيليين إلى المنطقة المحتلة في جنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل جميع الجنود وعددهم 73 عنصراً. وقال غانتس: «إذا فُتحت جبهة في الشمال، فإن لبنان سيدفع ثمناً باهظاً، خلال تدمير الأسلحة المنتشرة في التجمعات المدنية لديه». وأضاف: «نحن لا نتردد في إلحاق الضرر بالتموضع الإيراني قرب حدودنا. وحسن نصر الله يدرك جيداً أن قراره ببناء مخابئ للذخيرة والصواريخ يعرضه ويعرض المواطنين اللبنانيين للخطر»، مضيفاً: «على الحكومة اللبنانية أن تعلم ذلك وتتحمل المسؤولية. فإسرائيل ستفعل كل ما في وسعها لمنع لبنان من أن يصبح «دولة إرهاب».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس عن بدء تدريبات لمدة يومين عند الحدود الشمالية المحاذية للأراضي اللبنانية. وقال إن هدف التدريب هو تعزيز جاهزية قوات الجيش الإسرائيلي التابعة للقيادة الشمالية على الحدود. وشهدت المنطقة تحركات نشطة للقوات والمركبات العسكرية وسمعت انفجارات وتم تركيز نقاط عدة حواجز تفتيش في الشوارع. وقال الجيش إن التمرين سينظر في كيفية تطبيق الدروس المستفادة من الأحداث العملياتية التي جرت على الحدود اللبنانية في الصيف الماضي. وإن القوات ستتدرب على عدد من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك سيناريوهات «يوم المعركة».
يذكر أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، نشرت أمس تقديرات لها حول التحديات الأمنية، فقالت إن «حزب الله غير تكتيكه المتبع منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وسوف يبادر إلى سلسلة معارك محدودة ضد إسرائيل». وأضافت أن «محاولات إيران للتموضع عسكرياً في سوريا ما زالت مستمرة، لكن طهران تعيد النظر في طبيعة الخطوة ونطاقها، ويرجع ذلك جزئياً إلى الأضرار التي لحقت بالأنشطة الإيرانية من جراء الهجمات الإسرائيلية وكذلك من الأجهزة الأمنية حول العالم التي تعمل ضد تمركزها في سوريا واليمن ولبنان والعراق». وقدّر الجيش الإسرائيلي أن «الضربة الأشد في هذا الصدد»، كانت اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، مطلع عام 2020، وهي الضربة التي غيّرت الواقع في الشرق الأوسط وألحقت ضرراً بالغاً بـ«تطلعات إيران لتشكيل محور شيعي واسع في المنطقة».
وجاء في التقديرات الإسرائيلية أن «سليماني كان الشخصية الأبرز في مشروع بسط النفوذ الإيراني خارج حدودها. وأن إيران تواجه صعوبة في إيجاد بديل مناسب، الأمر الذي يضر، من بين أمور أخرى، بجهود النظام في ترسيخ وجوده في سوريا».
وأما بالنسبة للمشروع النووي فقالت التقديرات إنه «أصبح باستطاعة إيران تطوير قنبلة نووية خلال عامين». وتابعت: «إيران لم تقم بعد بتخصيب اليورانيوم بالمستوى الذي يسمح لها بتطوير قنبلة نووية، لأن النظام الإيراني لم يتخذ بعد قراراً في هذا الشأن. ولكن، من اللحظة التي تبدأ فيها إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة، ستكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون عامين تقريباً». وأعرب الجيش الإسرائيلي عن اعتقاده بأن «إيران لم تتوقف عن انتهاك الاتفاق النووي الموقع عام 2015، غير أنها تواجه صعوبة في تطوير مكونات ضرورية لتطوير قنبلة نووية، بما في ذلك قاعدة تفجير وصاروخ إطلاق مناسب (لحمل الرؤوس النووية)».
ومن اللافت في هذه التقديرات قولها إن «أهم الأسباب التي أدت إلى تباطؤ البرنامج النووي الإيراني تتمثل باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة. فهو الشخص الذي جمع حوله كل العوامل ذات الصلة المتعلقة بمشروع إنتاج قنبلة نووية، وما زالت تواجه صعوبة في العثور على بديل له».
إسرائيل تلوّح بـ«دمار هائل» في لبنان إذا فتح جبهة الشمال
إسرائيل تلوّح بـ«دمار هائل» في لبنان إذا فتح جبهة الشمال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة