شدد أئمة مصريون وسودانيون على ضرورة «(نبذ العصبية) والتطرف». وأشاروا خلال ورشة عمل حول الخطاب الدعوي في جنوب دارفور إلى أن «الخطاب الدعوي يتسم بالوسطية، فلا تطرف، ولا غلو، ولا إفراط». في حين أكد موسى مهدي إسحاق، والي ولاية جنوب دارفور السودانية، أمس، أن «مصر كانت وما زالت مصدراً لنشر العلوم في كل الدول الإسلامية»، معرباً عن «ترحيبه بالقافلة الدعوية المصرية - السودانية، وعن مدى التأثير الذي أحدثته»، لافتاً إلى «استعداد الولاية لتحمل نفقات إرسال مجموعة من أئمة وواعظات جنوب دارفور للتدريب في أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات بمصر».
وأطلقت «الأوقاف المصرية» أكاديمية دولية لتدريب الأئمة من داخل مصر وخارجها، في يناير (كانون الثاني) عام 2019. وقالت «الأوقاف» حينها عن الأكاديمية إنها «ترجمة لما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تكوين رجل الدين المثقف المستنير». وواصلت القافلة الدعوية المصرية - السودانية فعالياتها في السودان، أمس، ضمن التعاون بين وزارتي «الأوقاف» في البلدين؛ حيث ركزت القافلة على «الجوانب الإيمانية والأخلاقية والقيم الإنسانية، وقيم الولاء والانتماء للأوطان». وخلال ورشة عمل مشتركة بين أئمة الأوقاف المصرية والسودانية بمقر أمانة حكومة جنوب دارفور، أكد الشيخ عبد العاطي عباس، أمين عام الأوقاف الاتحادية، أن «العلم يحتاج إلى همة وعزيمة، والدعوة تحتاج إلى اليسر». فيما قال الشيخ إسحاق بحر، مدير الشؤون الدينية بجنوب دارفور، إن «مهمتنا في الشؤون الدعوية هي الإصلاح، ومن أهداف القافلة الاستفادة من خبرات وزارة الأوقاف المصرية في تدريب وتأهيل ورفع قدرات الدعاة وتقديم الدعوة بوسطية وفكر مستنير». وبحسب مصدر في «الأوقاف المصرية» فإن «أئمة وواعظات البلدين بيّنوا مدى سماحة الإسلام في قبول الآخر، ونشر التعايش، والحوار، فضلاً عن جهود مواجهة (الأفكار المتشددة)».
من جهته، قال الدكتور أشرف فهمي، منسق القافلة الدعوية من مصر، إن «الأساليب الدعوية ترتكز على الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن»، مبيناً أن «الحكمة تقتضي مراعاة ظروف وأحوال الناس ومقتضيات الزمان والمكان»، داعياً الأئمة إلى «عدم التوقف عن القراءة والاطلاع ومواكبة الوسائل التكنولوجية الحديثة».
ووفق الشيخ نور الدين قناوي، مدير مراكز الثقافة الإسلامية بالأوقاف المصرية، فإن «الخطاب الدعوي يتسم بعدة خصائص، منها الوسطية، فلا تطرف ولا غلو ولا إفراط ولا تفريط»، مضيفاً أنه «خطاب يتسم باليسر والتسهيل، ومواكبة العصر، ما يحقق عالمية الرسالة الإسلامية ومناسبتها لكل زمان ومكان»، مشيراً إلى «ضرورة إعمال العقل في فهم النصوص الشرعية في القرآن والسنة بما يحقق المقاصد والغايات الشرعية».
إلى ذلك، واصلت القافلة الدعوية فعالياتها أمس، في ولاية شمال كردفان، وعقدت الملتقى الدعوي للأئمة والدعاة السودانيين بكلية القرآن الكريم بمدينة الأبيض. وأكدت الدكتورة أسماء الشنقيطي، رئيسة اللجنة الإعلامية للمجلس الأعلى للدعوة، أن «الداعية يستمد منهجه من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بفهم صحيح، وتتنوع الأساليب الدعوية، فمنها الأساليب التي تحرك العاطفة، والشعور، والوجدان، والأساليب التي تدعو إلى التفكر، والتدبر، والاعتبار، والأساليب التي تعتمد على التجارب الإنسانية». بينما استعرضت الواعظة عبير أنور، من واعظات الأوقاف المصرية، مبادرة «الواعظات والراهبات المصريات... معاً في خدمة الوطن» وأهمية تحقيق السلام الاجتماعي وأثره في استقرار الأوطان، لافتة أن «تلك التجربة نالت احتراماً مصرياً وإقليمياً ودولياً، كونها تصبّ في صالح تحقيق أسس المواطنة المتكافئة وتحقيق السلام الإنساني».
أئمة مصريون وسودانيون يشددون على «نبذ العصبية» والتطرف
خلال ورشة عمل حول الخطاب الدعوي في جنوب دارفور
أئمة مصريون وسودانيون يشددون على «نبذ العصبية» والتطرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة