تمكنت قوات من الجيش من فك الحصار على إحدى السرايا العسكرية المحاصرة في منطقة الملاح بمحافظة لحج، أمس، بعد 3 أيام من حصارها من قبل مسلحين موالين للحراك الجنوبي، في حين انسحب الحراك الجنوبي من المشاورات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر مع بقية المكونات السياسية في العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر عسكرية في منطقة الملاح لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة التي تتبع إداريا مديرية ردفان، بعد محاولة عشرات المسلحين السيطرة على سرية عسكرية مرابطة في أحد المواقع بالقرب من المنطقة، وحاصروها منذ أول من أمس، مرجعا سبب ذلك إلى النزعة الطائفية، حيث يوجد العشرات من أبناء المناطق الشمالية في السرية، مما دفع بالمسلحين إلى مهاجمتها.
وأوضح المصدر العسكري في سياق تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، أن تعزيزات كبيرة وصلت أمس إلى مشارف المنطقة مقبلة من قاعدة العند، إلا أن مسلحي الحراك قاموا بمهاجمتها، مما دفعها إلى الرد وبقوة لتتمكن بعد اشتباكات عنيفة من فك الحصار عن السرية العسكرية، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وما زال الوضع متوترا في ظل مساعٍ أمنية للسيطرة الموقف.
وتشهد محافظة لحج تطورات متسارعة حيث قام مسلحون على دراجات نارية بهدم أحد المعالم الإسلامية المهمة بمدينة الحوطة، الذي مضى عليه أكثر من 800 عام، وأكد مصدر رفيع في مكتبة الثقافة بمحافظة لحج لـ«الشرق الأوسط»، بأن أكثر من 30 دراجة نارية هاجمت ضريح العالم الديني سفيان بن عبد الله، الذي يعد أحد المعالم المهمة بمحافظة لحج، وقاموا بهدمه ومساواة القبة وملحقاتها بالأرض، مؤكدا أن عددا كبيرا من الطائفة الهندية ترتاد هذا المعبد.
وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، بأن مهاجمة المعبد الإسلامي لم تكن الأولى، فقد تعرض لهجوم مقارب في عام 1994م، قائلا إن هناك حملة تُشن من قبل المتشددين لهدم تلك المعابد، حيث تعرض أحد المعابد بمحافظة عدن التي تبعد 5 كيلومترات عن محافظة لحج تقريبا لمحاولة الهدم، قبل أيام، قائلا إن الجهات الحكومية مطلعة على الحادثة، لكن الوضع السياسي لا يسمح حاليا بتعقب المهاجمين، في ظل المعاناة التي يمر بها اليمن، خاصة بعد تقديم الرئيس هادي استقالته.
ويعد عالم الدين سفيان بن عبد الله الذي دفن في الضريح عام 612هـ أحد العلماء البارزين، حيث كان ورعا ومجاهدا شجاعا، وقاتل الفرنجة في دمياط بمصر، وكان ضمن الجيش الذي دخل بيت المقدس بصحبة صلاح الدين الأيوبي، وذلك حسبما جاء في كتاب ثغر عدن وطبقة صلحاء اليمن ومعجم البلدان.
سياسيا، انسحب الحراك الجنوبي الذي شارك في الحوار الوطني في عام 2012م من المشاورات السياسية التي يجريها المبعوث الأممي جمال بنعمر، من أجل الوصول إلى حل للأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة الكفاءات التي يترأسها خالد محفوظ بحاح، وذلك بعد تمسك ميليشيات الحوثي بتشكيل مجلس رئاسي. ووصف بيان صادر عن «الحراك الجنوبي»، الحوار الذي يقوده المبعوث الأممي بـ«الحوار العبثي الذي سيقود اليمن إلى المجهول، والذي يجري تحت التهديد والحصار لقيادات الدولة الشرعية والسياسية، والذي جعل كل اليمنيين مرهونين بقوة التسلط والهيمنة»، موضحا بالقول: «لذلك نعلن أن خيارنا لا يتفق بالمطلق مع أي تشكيل لمجالس حاكمة أو ما شابه. ذلك يتجاوز ما ننشده من استمرار الشرعية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والشراكة بين الشمال والجنوب».
واشترط الحراك الجنوبي عدة شروط لعودته إلى المشاورات، منها إنهاء كل أشكال الحصار والتوتر والتهديد والعودة إلى أوضاع ما قبل 21 سبتمبر (أيلول) 2014، ونقل انعقاد مجلس النواب إلى منطقة آمنة ليتمكن من اتخاذ القرار الصائب ومشاركة جميع الكتل البرلمانية، بالإضافة إلى وضع الضمانات الكفيلة لاستعادة الشرعية، من خلال إدارة الدولة من خارج صنعاء، ونقلها إلى مدينة تعز حتى تستقر الأوضاع.
الجيش اليمني يفك حصارا عن إحدى السرايا المحاصرة من قبل مسلحين في لحج
متطرفون يهدمون معلما عمره أكثر من 800 عام
الجيش اليمني يفك حصارا عن إحدى السرايا المحاصرة من قبل مسلحين في لحج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة