تحديد الجين المسؤول عن تشابه وجوه سكان أميركا اللاتينية

الجين الذي يؤثر على شكل الشفاه مصدره البشر القدامى
الجين الذي يؤثر على شكل الشفاه مصدره البشر القدامى
TT

تحديد الجين المسؤول عن تشابه وجوه سكان أميركا اللاتينية

الجين الذي يؤثر على شكل الشفاه مصدره البشر القدامى
الجين الذي يؤثر على شكل الشفاه مصدره البشر القدامى

اكتشف فريق بحثي دولي من جامعة كلية لندن البريطانية، وإيكس مرسيليا الفرنسية، الجينات التي تحدد شكل وجه الشخص بأميركا اللاتينية، بما يجعل ملامحهم متقاربة.
وعبر الدراسة التي شملت تحليل بيانات أكثر من 6 آلاف متطوع عبر أميركا اللاتينية، ونُشرت في العدد الأخير من دورية «ساينس أدفانسيس»، حدد الباحثون 32 منطقة جينية أثرت على ملامح الوجه، مثل الأنف والشفة والفك والحاجب.
ووجد الفريق البحثي على سبيل المثال، أنّ أحد الجينات، وهو الجين (TBX15)، يبدو أنّه موروث من «دينيسوفان»، وهي مجموعة منقرضة من البشر القدامى الذين عاشوا منذ عشرات الآلاف من السنين.
ويساهم هذا الجين في شكل الشفاه، وكان مرتبطاً بالبيانات الجينية الموجودة لدى أفراد دينيسوفان؛ مما يوفر دليلاً على أصل الجين.
وعاش الدينيسوفان في آسيا الوسطى، وتشير دراسات أخرى إلى أنّهم تزاوجوا مع البشر المعاصرين، حيث يحمل بعض حمضهم النووي سكان جزر المحيط الهادي والسكان الأصليون في الأميركيتين.
ومن الجينات الأخرى التي حُدّدت حسب الدراسة، جين (VPS13B)، وهو أحد الجينات المكتشفة حديثاً، وتؤثر على انحناء الأنف.
ووجد الباحثون أيضاً، أنّ هذا الجين يؤثر على بنية الأنف في الفئران؛ مما يشير إلى الأساس الجيني المشترك على نطاق واسع بين أنواع الثدييات ذات الصلة البعيدة.
ويقول بيير فو، من جامعة إيكس مرسيليا، والمؤلف المشارك بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كلية لندن أول من أمس «حسب علمنا، هذه هي المرة الأولى التي ترتبط فيها نسخة من الجين الموروث من البشر القدامى بخاصية الوجه في الإنسان الحديث، وفي هذه الحالة، كان ممكناً فقط لأننا تجاوزنا الدراسة على الأوروبيين؛ إذ لا يحمل الأوروبيون المعاصرون أي حمض نووي من أفراد دينيسوفان، لكن الأميركيين الأصليين لديهم ذلك».
ويضيف المؤلف المشارك أندريس رويز ليناريس من جامعة إيكس مرسيليا «يمكن أن يوفر بحث مثل هذا رؤى طبية حيوية أساسية، ويساعدنا على فهم كيفية تطور البشر، ويمكن أن تساعد نتائجه في دراسة الاضطرابات الوراثية التي تؤدي إلى تشوهات الوجه».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.