الجامعة الأميركية في القاهرة تُوثق «تاريخ التصميم الغرافيكي العربي»

عبر كتاب جديد يركز على أعمال 80 فناناً

الجامعة الأميركية في القاهرة تُوثق «تاريخ التصميم الغرافيكي العربي»
TT

الجامعة الأميركية في القاهرة تُوثق «تاريخ التصميم الغرافيكي العربي»

الجامعة الأميركية في القاهرة تُوثق «تاريخ التصميم الغرافيكي العربي»

على مدار تاريخي شاسع يمتد من بدايات الفن الإسلامي والخط العربي وصولاً إلى الثورة الرقمية وظهور الإنترنت، يدور عالم كتاب «تاريخ التصميم الغرافيكي العربي» الذي أطلقته أخيراً «دار النشر بالجامعة الأميركية بالقاهرة»، وهو من تأليف الدكتورة بهية شهاب أستاذ التصميم مؤسس برنامج التصميم الغرافيكي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، والدكتور هيثم نوار رئيس قسم الفن في الجامعة.
ويطرح الكتاب فكرة عدم انتشار مفهوم «التصميم الغرافيكي» بشكل واسع بين الجمهور، رغم أنه مجال متداخل مع كثير من الممارسات اليومية، مما قبل عام 1900 وصولاً إلى الثورة التي يشهدها هذا المجال اليوم بفعل تكنولوجيا التصميم. فحسب المؤلفين، فإن الكتاب يمر على أطياف واسعة من استخدامات التصميم الغرافيكي، بداية من أغلفة الكتب والمجلات والصحف، وصولاً إلى المُلصقات والإعلانات والطوابع واللافتات. كما ينظر المؤلفان أيضاً إلى تأثير السينما، والازدهار الاقتصادي، والأحداث السياسية والثقافية التي ساهمت في تشكيل فكر وأعمال مؤسسي التصميم الغرافيكي العربي.
ويتتبع الكتاب كذلك دور الخط العربي بصفته لوناً من ألوان التصميم الغرافيكي، وتقول الدكتورة بهية شهاب لـ«الشرق الأوسط» إن الكتاب غرضه الرئيسي توعية العالم العربي بماهية التصميم الغرافيكي، وأن الخط العربي يعد من بين أحد أبرز روافد التصميم. ويضيف الدكتور هيثم نوار لـ«الشرق الأوسط» في السياق ذاته أن «الكتاب يتتبع الخط بصفته جزءاً من عملية التصميم، لا سيما ممارسات الخط العربي والتوسع في استخدامه، من نسخ النصوص والمخطوطات الدينية والملكية إلى الاستخدام الأكثر جماهيرية، كما على أفيشات الأفلام وواجهات المحال التجارية عبر الخطاطين التقليدين».
وأشار المؤلفان في هذا الصدد إلى عدد من رواد التصميم باستخدام الخط العربي، منهم الخطاط المصري مسعد خضير (خضير البورسعيدي) الذي يعد أحد أبرز شيوخ الخطاطين، وله رصيد كبير في كتابة مقدمات البرامج والمسلسلات التلفزيونية، وكذلك الخطاط اللبناني الشهير كامل سليم البابا، صاحب كتاب «روح الخط العربي».
ويركز الكتاب على أعمال أكثر من 80 مصمماً عربياً متميزاً، من المغرب إلى العراق، ويضم أكثر من 600 صورة ملونة، لا سيما دور المصممين في المنطقة العربية قبل ولادة مصطلح التصميم الغرافيكي، بما في ذلك الطباعين والخطاطين. وقام الكتاب بتصنيف المصممين الرئيسيين إلى أربعة أجيال، بدءاً من الثلاثينيات فصاعداً، بالإضافة إلى جيل آخر يجد الكتاب أنه المُلهم للتصميم الغرافيكي العربي، ويضم كثيراً من المصممين الذين هم الآن في الخمسينيات من العمر.
وخلال بحثهما، زار شهاب ونوار أرشيف دول عربية مختلفة، وتواصلا مع كثير من المصممين العرب المهاجرين إلى أوروبا والولايات المتحدة. ورغم نجاحهما في ضم أعمال كثير من المصممين الرئيسيين، واجهتهما تحديات من نوع مختلف: «عانى بعض المصممين من فقدان أعمالهم الفنية أو تدمير مرسمهم في مناطق الحروب، مثل سوريا على سبيل المثال»، حسب شهاب.
وأوضح نوار: «كان من الصعب زيارة بعض الدول، مثل اليمن وسوريا والسودان. وبمساعدة الباحثين الذين يعيشون في هذه البلدان، ومن خلال التواصل الإلكتروني، تواصلنا مع كثير من الفنانين. ولكن كان يمكننا الوصول إلى نتائج أفضل إذا استطعنا زيارة هذه البلدان».
ويعد المؤلفان أن هذا الكتاب ليس إلا بداية إلهام لكتب أخرى في هذا السياق. وتقول شهاب: «الكتاب هو نقطة انطلاق للباحثين في هذا المجال في العالم العربي لاستكشاف مزيد من جوانب التصميم الغرافيكي، فنحن بحاجة إلى جيش من الباحثين لتغطية هذا التاريخ الغني».
ويضيف نوار: «أرى أن كثيراً من الباحثين مهتمون الآن بالتوثيق الإلكتروني للتصميم العربي. كما نأمل أيضاً أن تزودنا عائلات الفنانين الراحلين بأعمالهم، حيث نتطلع لإضافة مزيد إلى الكتاب».
وقد سبق أن حصلت الدكتورة اللبنانية - المصرية بهية شهاب على جائزة «اليونيسكو - الشارقة للثقافة العربية» عام 2016، لتكون أول امرأة عربية تحصل على هذه الجائزة، وذلك بـمشروع «لا وألف لا» الذي يُبرز سلسلة رسوم جدارية تتمحور حول قول كلمة «لا» بالعربية بألف طريقة، تلخص من خلالها التاريخ البصري لتخطيط الكلمة.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».