الجيش الإسرائيلي ينهي بناء «الجدار الذكي» فوق حدود غزة وتحتها

جانب من الجدار العازل حول غزة بارتفاع 6 أمتار (الدفاع الإسرائيلية)
جانب من الجدار العازل حول غزة بارتفاع 6 أمتار (الدفاع الإسرائيلية)
TT

الجيش الإسرائيلي ينهي بناء «الجدار الذكي» فوق حدود غزة وتحتها

جانب من الجدار العازل حول غزة بارتفاع 6 أمتار (الدفاع الإسرائيلية)
جانب من الجدار العازل حول غزة بارتفاع 6 أمتار (الدفاع الإسرائيلية)

كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب، أمس (الأحد)، أن الجيش الإسرائيلي أتم في نهاية الأسبوع المنصرم، بهدوء وصمت، أهم مراحل بناء الجدار العائق على حدود قطاع غزة، المخصص لمحاربة الأنفاق. وهو ينتظر مصادقة المراقبة النهائية للقيادة العسكرية. ويمكن القول إنه تم إكمال بناء 99 في المائة من الحاجز تحت الأرض و98 في المائة من الجدار فوق الأرض.
وكان الجيش الإسرائيلي قد باشر بناء هذا الجدار في أعقاب اكتشاف الأنفاق الفلسطينية التي حفرتها التنظيمات المسلحة من عدة مناطق في قطاع غزة، لتخترق الحدود مع إسرائيل عشرات الأمتار، حتى مئات الأمتار. واعتبرتها إسرائيل يومها أنفاقاً هجومية، هدفها إرسال قوات كوماندوز فلسطينية عبرها لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل. وعندما كانت قوى اليمين تطالب الجيش بالرد الحازم على إطلاق الصواريخ الفلسطينية على بلدات الجنوب، كان الجيش يقول، إنه يريد أولاً أن يسد بشكل كامل ثغرة الأنفاق.
والجدار الجديد يمتد على طول 60 كيلومتراً في الحدود بين إسرائيل والقطاع، شمالاً وجنوباً، ويصل إلى البحر، ويمتد داخله عدة مئات الأمتار. ارتفاعه فوق الأرض 6 إلى 10 أمتار. ولكن الجزء الأساسي الموجه ضد الأنفاق، ممتد عميقاً في الأرض نحو 25 متراً. وهو يسمى في إسرائيل بـ«الجدار الذكي»، لكونه يحتوي على أجهزة رصد إلكترونية ومجسات تشعر بأي حركة وكاميرات وأجهزة تحسس. وقد تم صنعه بمشاركة 100 آلية هندسية ثقيلة، وعمل فيه عشرات المهندسين ومئات العمال الإسرائيليين، إضافة إلى 1400 عامل أجنبي، وصلوا الليل بالنهار، في صبّ 2.3 مليون طن من الخرسانة، في الجدار الإسمنتي، فضلاً عن 140 ألف طن من الحديد. ولكي يتمكنوا من توفير هذه الكميات الضخمة من المواد، تم بناء عدد من المصانع الخرسانية على طول مسار الجدار، على مسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات على حدود غزة.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إضافة آليات جديدة لحماية الحدود ومساندة هذا الجدار، وذلك بالاعتماد على الروبوتات في حماية الحدود، وباستخدام حوامات ورادارات وأنظمة رصد ومراقبة متقدمة، كما سيتم تزويد الروبوتات الآلية بأسلحة نارية متنوعة، وسيتم تدريب الروبوتات على مواجهة الأحداث المختلفة على الحدود عن بعد، وبدون الحاجة لانتظار وصول قوات المشاة أو الدبابات للتعامل مع الحدث. وستتم تجربة هذه الطريقة على نموذج أولي بمسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات على حدود غزة. ولهذا يسمون المنظومة برمتها: «حماية حدود ذكية وقاتلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.