14 فصيلاً فلسطينياً تطلق مباحثات الانتخابات اليوم

توجه نحو إجرائها مهما كانت العقبات

وفد الفصائل الفلسطينية المغادر من معبر رفح إلى القاهرة أمس (د.ب.أ)
وفد الفصائل الفلسطينية المغادر من معبر رفح إلى القاهرة أمس (د.ب.أ)
TT

14 فصيلاً فلسطينياً تطلق مباحثات الانتخابات اليوم

وفد الفصائل الفلسطينية المغادر من معبر رفح إلى القاهرة أمس (د.ب.أ)
وفد الفصائل الفلسطينية المغادر من معبر رفح إلى القاهرة أمس (د.ب.أ)

تنطلق في القاهرة اليوم مباحثات الفصائل الفلسطينية المخصصة لإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية، بدءا من مايو (أيار) المقبل.
وقد وصلت جميع الفصائل وعددها 14، أمس، إلى القاهرة، بدعوة مصرية رسمية للتباحث في كل كبيرة وصغيرة حول الانتخابات، وصولا إلى توقيع وثيقة شرف بالالتزام بإجراء هذه الانتخابات ونتائجها.
وقال مصدر مطلع في السلطة الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»، إن وفد حركة فتح يحمل تعليمات واضحة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتذليل كل العقبات. وأضاف، أن «الوفد الذي يرأسه اللواء جبريل الرجوب، ذاهب من أجل الاتفاق على كل شيء». وتابع المصدر، أنه «تم منع التحدث إلى وسائل الإعلام من أجل إنجاح الجهود. هناك نية صادقة، بـأنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يمنع الانتخابات». وأردف، أن «القرار، هو في إجراء هذه الانتخابات حتى لو قاطعها البعض، لذلك نريد للجميع أن يشارك لأنه لا بد من تجديد الشرعيات».
والتقت الوفود المشكلة من الداخل والخارج في القاهرة، على مدار يومين، قبل انطلاق مباحثات الاثنين، التي يفترض أن تستمر ليومين أو 3 على أبعد تقدير. وشوهدت قيادات حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، تغادر عبر معبر رفح إلى القاهرة، حيث يلتقيهم هناك وفد فتح المنطلق من رام الله.
واتفق الناطقون باسم الفصائل، على أنها لن تناقش إجراء الانتخابات باعتبارها استحقاقا لا يمكن وقفه، وإنما إنجاح هذه الانتخابات.
وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم: «من الأهداف الأساسية للحوار، ضمان انتخابات عامة (تشريعي ورئاسة ومجلس وطني) نزيهة، وتوفير المناخات اللازمة لنجاحها، وتحييد أي جهة قد تعطل مسار الانتخابات أو مصادرة خيارات شعبنا الديمقراطية». وقال محمود الزق، ممثل جبهة النضال في الحوار، إن النقاش لا ينصب حول إجراء الانتخابات، وإنما بعض التفاصيل.
وسيطرح كل فصيل مخاوفة وطلباته من أجل إجراء الانتخابات والالتزام بها، ويجري التركيز، أكثر، على توافق بين حركتي فتح وحماس حول الأمرـ لأن أي خلاف سيعني أن تمنع حماس إجراء الانتخابات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه. وتوجد على طاولة النقاش، عدة قضايا ساخنة، من بينها مرجعية الانتخابات السياسية، ومحكمة الانتخابات، والملف الأمني، وملف الحريات. وهناك خلاف واضح حول المحكمة الدستورية، إذ تتمسك بها فتح وتعترض عليها حماس، التي تريد استبعاد المحكمة الدستورية من العملية وتشكيل محكمة للانتخابات، بالتوافق. وفيما لا تعترف الحركة بالمحكمة الدستورية، لا تعرف السلطة بالجهاز القضائي في قطاع غزة.
وسيناقش الأطراف ملف الأمن، وتريد حركة فتح الاطمئنان على نزاهة العملية في قطاع غزة، وتحديد أي الأجهزة الأمنية ستراقب هذه العملية؟ ومعلوم أن حماس تحكم قبضتها على الأمن في القطاع. وتبرز أيضا قضية مرجعية الانتخابات، إذ تسعى حماس إلى جانب الجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، على التوافق على مرجعية سياسية للانتخابات. ويوجد تباين بين الفصائل في هذا الأمر، لأن البعض يرى أن المرجعية السياسية هي اتفاق أوسلو ويريد تغيير ذلك.
بالإضافة إلى ما سبق، فإن ملف المجلس الوطني بحاجة إلى اتفاق، وكذلك القدس، باعتبار أن هناك إصرارا من الفصائل على مشاركة أهل القدس في الانتخابات، لكنها مسألة تتحكم فيها إسرائيل وليس الفلسطينيون. ويناقش المجتمعون أيضا ملف الحريات العامة، وتشكيل حكومة قبل أو بعد الانتخابات، والكثير من الأفكار الأخرى.
ويأمل الفلسطينيون أن يتمكن المجتمعون، فعلا، من تجاوز الخلافات، وإجراء أول انتخابات عامة منذ 16 عاما. ويفترض أن تجرى انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني الفلسطيني، بالتدرج، هذا العام، بحسب مرسوم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.