مجرة تلتهم جارتها وتستحوذ على مادتها المظلمة

مجرة {توكان 2}
مجرة {توكان 2}
TT

مجرة تلتهم جارتها وتستحوذ على مادتها المظلمة

مجرة {توكان 2}
مجرة {توكان 2}

لم يجد فريق بحثي دولي من تفسير لألغاز مجرة قزمة تسمى «توكان 2»، سوى أنّها قد تكون قد التهمت جارتها، واستحوذت على مادتها المظلمة.
والمجرة القزمة، ‏ هي مجرة صغيرة تتكون من نحو ألف إلى عدة مليارات نجم، مقارنة بنجوم مجرة درب التبانة التي يتراوح عددها بين 200 و400 مليار نجم.
وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر أسترونومي»، وجد الفريق البحثي أنّه رغم أنّ الكتلة النجمية للمجرة «توكان 2» تبلغ نحو 3 آلاف مرة كتلة الشمس، فإنّ هالة المادة المظلمة تزن 10 ملايين مرة كتلة الشمس، وهذا أكبر بثلاث إلى خمس مرات من التقديرات السابقة.
والمادة المظلمة هي كتلة غير مرئية في الكون مسؤولة عن خلق كل الجاذبية الزائدة، وجعل المجرات تدور بشكل أسرع، ويعتقد أنّها الغراء الذي يربط المجرات، ومن دونها ستتطاير المجرات متباعدة.
واستناداً إلى مواقع النجوم وحركاتها، تمكن الفريق من تحديث تقدير كتلة المادة المظلمة في «توكان 2»، ووصلت في النهاية إلى نطاق يبلغ 10 ملايين كتلة شمسية، وهذا هو أول دليل على أنّ المجرات القزمة فائقة السطوع يمكن أن تحتوي على هذا القدر من المادة المظلمة، وهذا أثار لغزاً لم يجد الفريق البحثي مبرراً لتفسيره سوى أنّ «توكان 2»، ربما تكون قد التهمت إحدى جاراتها الأصغر قليلاً والأكثر بدائية.
وتم التوصل لهذا التفسير بعد أن وجد الفريق البحثي أنّ ليس كل النجوم في المجرة لديها نفس المعدن، فكانت النجوم على مشارف المجرة أقل في المعدن بثلاث مرات من النجوم في المركز، مما يشير إلى مجموعتين نجميتين منفصلتين.
وتقول عالمة الفيزياء الفلكية آنا فريبيل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا في تقرير نشره أول من أمس موقع «ساينس أليرت»: «هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها مثل هذا الاختلاف الكيماوي بين النجوم في مجرة قديمة تقع على بعد نحو 163 ألف سنة ضوئية من الأرض، ولكن من المحتمل أن تكون الأسباب وراء ذلك أن (توكان 2) لم تكن مجرة واحدة، بل مجرتان اندمجا، حيث التهمت الكبيرة جارتها الأصغر».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.