قصف متبادل جنوب إدلب... و«درون» تركية فوق طريق حلب ـ اللاذقية

موسكو تتهم «النصرة» بهجمات شمال غربي سوريا

TT

قصف متبادل جنوب إدلب... و«درون» تركية فوق طريق حلب ـ اللاذقية

حلقت طائرات «درون» تابعة للجيش التركي فوق عناصره على طريق حلب - اللاذقية في شمال غربي سوريا وسط تبادل قصف بين قوات النظام وفصائل على «خطوط التماس» في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وصدت غرفة عمليات «الفتح المبين» العاملة في إدلب تسللا لقوات النظام على محور قرية العنطاوي في سهل الغاب غربي حماة، بحسب المتحدث باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي مصطفى. وقال إن «قواتنا استطاعت كشف المجموعات المتسللة، والتعامل معها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أوقع خسائر في صفوفها».
وكان «جيش النصر» العامل ضمن صفوف «الجبهة الوطنية للتحرير» نفذ هجومًا على مواقع قوات النظام في قرية الفطاطرة بسهل الغاب، أول من أمس، ردًا على مقتل 11 من عناصره بعملية تسلل لقوات النظام والروس، في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأشار مصطفى إلى مقتل 6 عناصر من قوات النظام في الهجوم بينهم ضابط، لكن النظام لم يتحدث عن هذه الهجمات.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» «حلق طيران مسير تركي في أجواء محافظة إدلب، تزامناً مع انتشار مكثف صباح أمس للقوات التركية، على طريق حلب - اللاذقية الدولي، حيث قامت القوات التركية بإغلاق الطرقات وتكثيف انتشارها في المنطقة هناك ولا سيما محيط محمبل بريف إدلب الغربي، دون معلومات مؤكدة إلى الآن حول أسباب الانتشار هذا، فيما إذا كان بغرض تمشيط المنطقة أو البحث عن متورطين باستهداف النقطة التركية في منطقة أبو الزبير في 31 الشهر الماضي».
وأشار إلى انتشار مكثف للقوات التركية انطلاقاً من معرة مصرين والفوعة شرقي وشمال شرقي إدلب، وصولاً إلى مدينة إدلب، وأفادت مصادر بأن الانتشار المكثف هذا سببه عمليات تمشيط تقوم بها القوات التركية في المنطقة هناك، من تفكيك عبوات وتفجير ألغام مزروعة.
وكان «المرصد» رصد مطلع الشهر الجاري، قيام القوات التركية بتركيب كاميرات مراقبة على طريق حلب – اللاذقية ابتداء من القسم الواقع قرب مدينة أريحا جنوبي إدلب، ووصولاً إلى ناحية بداما قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، مساء السبت، بأن مسلحي «جبهة النصرة» شنوا خلال الساعات الـ24 الماضية 23 عملية قصف في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غربي سوريا. وقال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك، في بيان، إنه تم رصد 23 هجوما من أراضي سيطرة عناصر «جبهة النصرة»، بينها 13 استهدفت مواقع داخل محافظة إدلب، و5 في حلب، و3 في حماة، و2 في اللاذقية.
وأشار سيتنيك مع ذلك إلى عدم تسجيل أي انتهاكات لنظام وقف إطلاق النار في المنطقة من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية الموالية لتركيا. كما أكد أن الشرطة العسكرية الروسية نفذت دوريات على طريقين في محافظة حلب إضافة إلى دورية للقوات الجوية.
ودعا نائب مدير مركز حميميم كل قادة «التشكيلات المسلحة غير الشرعية الناشطة في منطقة إدلب لخفض التصعيد إلى التخلي عن أي أعمال عدائية والمضي قدما نحو التسوية السلمية في الأراضي التي تحتلها».
من ناحية أخرى، نفذت الفصائل الموالية لتركيا قصفا صاروخيا استهدف قرية تل مناخ الواقعة بريف تل تمر شمال شرقي الحسكة.
وتزامن القصف مع اجتماع ضباط روس في قرية علوك الواقعة في ريف رأس العين في ريف الحسكة بالمنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».