محامون تونسيون يقاضون رئيس الحكومة على خلفية اعتداءات لفظية وجسدية

محامون تونسيون يقاضون رئيس الحكومة على خلفية اعتداءات لفظية وجسدية
TT

محامون تونسيون يقاضون رئيس الحكومة على خلفية اعتداءات لفظية وجسدية

محامون تونسيون يقاضون رئيس الحكومة على خلفية اعتداءات لفظية وجسدية

أكدت مصادر حقوقية تونسية أن الجمعية التونسية للمحامين الشبان قد قررت مقاضاة رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالإنابة، وذلك إثر تعرض مجموعة من المحامين للاعتداء بالعنف اللفظي والجسدي من قبل عناصر أمنية تونسية إثر المشاركة في الاحتجاجات الاجتماعية التي عرفها وسط العاصمة مساء أول من أمس (السبت). ودعت إلى التعجيل بإعداد رزنامة تحركات ضد «الحكومة الفاشلة وخياراتها المعادية للثورة وللتونسيين». وأعطت النيابة العامة التونسية الإذن بفتح تحقيق قضائي حول التجاوزات المحتملة الحاصلة خلال تلك الاحتجاجات التي تزامنت مع إحياء التونسيين للذكرى الثامنة لاغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد.
وفي هذا الشأن قال المحامي الهادي الحمدوني إن الشكوى القضائية تتضمن اتهاما لرئيس الحكومة بـ«الاعتداء بالعنف الشديد والتهديد»، معتبرا أن «ممارسات السلطة الحاكمة الحالية ممارسات فاشية تنم عن حالة من الارتباك والتخبط بعيدة كل البعد عن أهداف ثورة الشعب التونسي ضد الديكتاتورية والإقصاء والتهميش والتفقير» على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، اتهم عبد الناصر العويني محامي القيادي اليساري شكري بلعيد الذي اغتيل سنة 2013 دون أن يتم الكشف عن ملابسات الجريمة ومرتكبيها، الأمن التونسي بالانحياز إلى حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي. وقال العويني موجها خطابه لقوات الأمن التونسي إنه «بوليس الغنوشي، وبوليس حركة النهضة»، معتبرا أن «البوليس معاد للشعب وموظف عند راشد الغنوشي وحركة النهضة والأمن الموازي» على حد تعبيره. وأشار إلى أن الشعب الذي أطاح بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي سيطيح براشد الغنوشي وهشام المشيشي. وأشار إلى اعتداء الأمنيين على المحامي التونسي ياسين عزازة من قبل عصابات أمنية تدافع عن راشد الغنوشي، على حد قوله.
يذكر أن تصريحا لعبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى النهضة قد خلف جدلا سياسيا حادا في تونس عندما قال خلال احتدام الاحتجاجات الاجتماعية والمواجهات الليلية العنيفة مع المحتجين، إن حزب النهضة على استعداد لدعم جهود الأمنيين لـ«ضبط الشارع» من خلال تشريك ميليشيات تأتمر بأمر النهضة، واتهمته أحزاب المعارضة بمحاولة السيطرة على الشارع التونسي اعتمادا على ميليشيات الأمن الموازي.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى وجود عناصر أمنية لا ترتدي الزي النظامي ضمن قوات الأمن التي أشرفت على تأمين احتجاجات مساء السبت، وأكدت كذلك على انضمام أطراف غريبة عن الأمن الرسمي لمواجهة المحتجين، ومن بينهم بعض المحامين الذين هاجموا عناصر الأمن واتهموهم بخيانة مطالب التونسيين.
وكان عدد من المحامين التونسيين قد أعلنوا مساندتهم للاحتجاجات الاجتماعية التي جدت الشهر الماضي وتقدموا إلى المحاكم التونسية بإنابات للدفاع عن أكثر من 1500 محتج اعتقلوا في تلك الاحتجاجات.
على صعيد متصل، أعلن اتحاد الشغل (نقابة العمال) أنه أمضى اتفاقا مع الحكومة يتعلق بتفعيل نحو 50 اتفاقية مبرمة في القطاع العام ويمتد مفعولها المالي على سنتي 2021 و2022 وهو ما سيجعل نقابة العمال تتجه نحو إقرار التهدئة الاجتماعية التي قد تكون على شكل هدنة مطولة خلال المرحلة المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذا الاتفاق من شأنه أن يحيد القيادات النقابية، ويخفف من تحالفها غير المعلن مع التيارات اليسارية المعارضة، وكذلك قربها من الرئيس التونسي قيس سعيد وسعيها لفتح أبواب الحوار السياسي الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية.
وفي المقابل، دعا صلاح الدين السالمي القيادي النقابي، إلى عدم التفويت في البنوك الحكومية ومحاولة إصلاح وضعياتها وتوازناتها المالية حالة بحالة، معتبرا أن وزير المالية التونسي مطالب بمراجعة هذا الخيار الحكومي. وأضاف السالمي في تصريح إعلامي، أن اتحاد الشغل لن يقبل عمليات التفويت الدولة في مساهماتها في البنوك العمومية وبالتالي التفويت فيها للقطاع الخاص وتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.