أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حرص أنقرة على مواصلة تطوير التعاون مع ليبيا في المرحلة الجديدة، بعد اختيار أعضاء السلطة التنفيذية المؤقتة من قبل ملتقى الحوار الليبي، الذي عقد في جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة.
وأجرى إردوغان أمس اتصالين هاتفيين مع كل من محمد يونس المنفي، الذي اختير لرئاسة المجلس الرئاسي الليبي، وعبد الحميد دبيبة الذي اختير رئيساً للوزراء، هنأهما فيهما باختيارهما للمنصبين.
وذكر بيان لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن إردوغان عبّر عن تمنياته بالنجاح لكل من المنفي ودبيبة في مهامهما. مشدداً على مواصلة تركيا تقديم الدعم للحفاظ على وحدة ليبيا السياسية والجغرافية، والمساهمة في إحلال الاستقرار، والسلام والأمن والرفاه لشعبها.
وكان إردوغان قد انتقد أول من أمس دعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لتركيا بسحب قواتها من ليبيا، قائلاً: «يبدو أنه لم يتعلم (ماكرون) هذا الأمر، وتعلمه يتطلب الكثير من الوقت». مضيفاً أن القوات التركية «موجودة في ليبيا تلبية لدعوة من حكومتها الشرعية، ويتعين على ماكرون توجيه دعوته إلى الأطراف الأخرى، التي ترسل مقاتلين مرتزقة إلى ليبيا»، ومؤكداً أن هناك مقاتلين في ليبيا قادمين من تشاد ومن مالي، التي اعتبرها «محتلة» من قبل فرنسا.
وتساءل إردوغان: «ماذا يفعلون (الفرنسيون) في مالي وتشاد؟»، مؤكداً ضرورة مساءلة فرنسا عما تفعله في تلك المناطق، قائلاً إن تركيا «عندما ترسل قواتها إلى مكان ما، فهي تفعل ذلك من أجل السلام، وهناك اتفاق تعاون أمني وعسكري بين البلدين»؛ في إشارة إلى مذكرتي تفاهم، التي وقعتهما تركيا مع حكومة الوفاق الوطني في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019: الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية.
ومددت تركيا بقاء قواتها في ليبيا لمدة عام ونصف العام، اعتباراً من الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، وأرسلت أعداداً من قواتها إلى ليبيا، كما أنشأت مركز قيادة مشتركا مع وزارة الدفاع بحكومة الوفاق في طرابلس، وسيطرت على قاعدتي الوطية الجوية ومصراتة البحرية، وأرسلت نحو 20 ألفاً من المرتزقة السوريين من الفصائل المسلحة الموالية لها في سوريا للقتال في صفوف «الوفاق».
في السياق ذاته، رحبت وزارة الخارجية التركية باختيار أعضاء السلطة التنفيذية المؤقتة الليبية من قِبل ملتقى الحوار برعاية الأمم المتحدة. وأكدت في بيان ترحيب أنقرة باختيار القائمة الفائزة، المكلفة بإدارة شؤون البلاد بشكل مؤقت، حتى إجراء الانتخابات المرتقبة في 24 ديسمبر (كانون الأول) القادم.
كما عبرت الخارجية التركية عن أملها في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في إطار خريطة الطريق، التي حددها ملتقى الحوار الوطني الليبي، والبدء بمهامها في أسرع وقت، واصفة «الخطوة الديمقراطية»، التي اتخذها «الأشقاء الليبيون»، بأنها «فرصة مهمة لحماية سيادة ليبيا واستقلالها، ووحدة أراضيها ووحدتها السياسية».
وقال البيان إن تركيا، التي رفضت الوسائل العسكرية لحل النزاع منذ البداية، تثق بأن المجتمع الدولي لن يسمح هذه المرة للأطراف المتربصة بإفساد هذه الفرصة التاريخية لإيجاد حل سياسي دائم. وأكد استعداد أنقرة لتوفير جميع أشكال المساعدة للشعب الليبي الصديق والشقيق، وللحكومة الجديدة حتى تنظيم الانتخابات المرتقبة أواخر العام الجاري.
إردوغان يؤكد حرص تركيا على تطوير التعاون مع ليبيا
إردوغان يؤكد حرص تركيا على تطوير التعاون مع ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة