هتافات مناهضة للصدر في النجف

TT

هتافات مناهضة للصدر في النجف

فيما نأى اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، أمس، بنفسه عن الهتافات المناهضة لزعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، في قاعة «الجواهري» بمبنى الاتحاد، توعد تحالف «سائرون» البرلماني، والمقرب من الصدر، صالح العراقي، برد «قانوني واجتماعي».
وأتت تطورات النجف خلال اليومين الأخيرين بالتزامن مع الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته عناصر يعتقد بانتمائها لتيار الصدر على ساحة المعتصمين في النجف العام الماضي، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وتحمل جماعات الحراك الاحتجاجي مقتدى الصدر مسؤولية ما حدث، وقد قاموا، الجمعة، بترديد هتافات مناهضة له، سواء في قاعة اتحاد الأدباء التي أحيوا فيها ذكرى الحادث، وطالبوا بمحاسبة الجناة، أو في المظاهرة التي خرجت وسط المدينة.
كان الصدر وصف العام الماضي، خلال مقابلة تلفزيونية، ما حدث في ساحة الاعتصام بأنه «جرة أذن» لا أكثر، غير أن أتباعه والأوساط المقربة منه ينفون تورطهم في الحادث.
بدورها، دانت الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف «بشدة»، ما عدتها «تصرفات بعض الأشخاص المنفلتين»، وقالت إنهم «تسللوا إلى قاعة الاتحاد (الجمعة) وأطلقوا هتافات غير منضبطة بحق السيد مقتدى الصدر والرموز الوطنية». وأكدت أن «ما حدث لا يمت لها بصلة ولم تتبنه ضمن أنشطتها».
بدوره، توعد ما بات يعرف بـ«وزير الصدر»، صالح محمد العراقي، أمس، برد «اجتماعي وقانوني» على أحداث مقر اتحاد أدباء النجف. وقال في تعليق إن «ما حدث في مقر أدباء النجف لا يمثلهم على الإطلاق، بل قد صدر من مجموعة (بعـثية) و(دواعش) أو أناس لا وطن لهم غير التشبه بالغرب وعشق العـدو الصهيوني، لأن مثل تلك الأفعال تفرح العدو وتثير الفتنة». ووجه أتباع التيار بعدم التظاهر أمام مقر الاتحاد للرد على الهتافات المناهضة للصدر، وأضاف: «سنتصرف بطرق اجتماعية وقانونية أخرى، وسنجعلهم عبرة للجميع، فكيل التهم جزافاً جـريمة يعاقب عليها الشرع والقانون». وأشار إلى أن «الصدر وجه مسؤوله الأمني الخاص بحماية مقر الاتحاد».
وفيما لم يصدر تعليق عن جماعات الحراك المنظمة للحفل، عد تحالف «سائرون» المدعوم من الصدر، أمس، الهتافات «تهريجاً مبتذلاً». وقال النائب عن التحالف سلمان الغريباوي في بيان، «كان تهريجاً مبتذلاً غايته وأهدافه معروفة للجميع، وإننا في الوقت الذي نعبر فيه عن استنكارنا الشديد لهكذا ممارسات هزيلة حاولت الإساءة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر، فإننا نثمن موقف اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الذي أعلنه رفضه واستهجانه لهكذا سلوك».
كان مقر الحزب الشيوعي في النجف، تعرض الجمعة، إلى هجوم بقنابل المولوتوف شنه مجهولون، على خلفية قيام الحزب بإحياء الذكرى السنوية لحادث مقتل المتظاهرين في ساحة الاعتصام في المحافظة، ولم يعلن عن الجهات المتورطة في الحادث، لكن ناشطين «غمزوا» من ناحية أتباع التيار الصدري.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.