البرلمان المصري لتنظيم حملات في الكونغرس

بهدف إطلاع الأميركيين على التحديات التي تواجه القاهرة

TT

البرلمان المصري لتنظيم حملات في الكونغرس

بعد نحو أسبوعين من إعلان «تشكيل مجموعة داخل الكونغرس بشأن وضع حقوق الإنسان بمصر»، أعلنت «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان) «إطلاق مبادرات في الكونغرس للتحذير من جماعة (الإخوان)، والتعريف بما ارتكبته من أفعال في مصر».
وقال النائب طارق رضوان، أمس، إن «المبادرات عبارة عن حملات، وتنظيم زيارات للكونغرس الأميركي، وتوجيه دعوات لنواب الكونغرس لزيارة البرلمان المصري»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «قررنا بتحركنا هذا أن نكون مبادرين للتحاور مع أعضاء الكونغرس وجهاً لوجه، وذلك لتعريفهم بالتحديات التي تواجه مصر في ملف حقوق الإنسان، خاصة الإرهاب».
ووفق النائب رضوان فإن «المبادرات المصرية لتذكير أعضاء الكونغرس بأن العمل مع الإسلاميين السياسيين بشكل عام، و(الإخوان) بشكل خاص، سوف يضر الأمن القومي للولايات المتحدة، كما أنه يؤثر على استقرار وأمن مصر والدول العربية، التي صنفت الجماعة إرهابية».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2013. وقد عدتها «جماعة إرهابية»، بعد اتهامها بـ«تورط عناصرها في أعمال العنف، التي وقعت منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي». ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بالتحريض على العنف، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام والسجن «المشدد والمؤبد».
وسبق أن أعلنت المملكة العربية السعودية في مارس (آذار) عام 2014 جماعة «الإخوان» مع تنظيمات أخرى، مثل «القاعدة»، و«داعش»، و«جبهة النصرة»، «جهات إرهابية».
وأعلن النائبان الديمقراطيان دون باير، وتوم مالينوفسكي، مؤخراً عزمهما على «تشكيل تكتل حول حقوق الإنسان بمصر». ووفق بيان لرئيس «لجنة حقوق الإنسان» بالبرلمان المصري، مساء أول من أمس، فإن «محاولات فتح أبواب الكونغرس أمام (الإخوان)، عبر تشكيل مجموعة داخل الكونغرس، لمراقبة وضع حقوق الإنسان بمصر، والسماح بعقد جلسات إحاطة ومؤتمرات في مباني (الكابيتول هيل)، أمر يخالف ميثاق الأمم المتحدة، وتعاريفها بأنه لا يحق لأي دولة أن تتدخل بشكل مباشر، أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لدولة أخرى»، واصفاً هذه المساعي بأنها «محاولة لتمكين تيار الإسلام السياسي لإعادة لعبته المخادعة القديمة من جديد على الرأي العام وصناع القرار الأميركيين»، لافتاً إلى أن «البعض يحاول فرض قوالب معينة على مصر في ملف حقوق الإنسان»، ومشيراً إلى أنه «من الممكن أن نسترشد بالإطار العام لبعض هذه التوصيات من منطلق العلاقات. لكن عليهم أن يعرفوا حجم التحديات التي تواجه مصر، والتي قد لا يعرفون عنها كثيرا». كما طالب أعضاء الكونغرس بأن تكون هناك «قنوات مفتوحة مع أعضاء البرلمان المصري».
‏‎ولفت رئيس «لجنة حقوق الإنسان» بالبرلمان المصري إلى أن «(الإخوان) هي المظلة الأم لـ(حسم)، و(أنصار بيت المقدس «ولاية سيناء حالياً»)، التي صنفتهما الولايات المتحدة وأوروبا منظمات إرهابية دولية».
وأدرجت واشنطن حركة «حسم»، وتنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» الإرهابي على قوائم «المنظمات الإرهابية الأجنبية» في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وكثفت القاهرة من تحركاتها الحكومية والبرلمانية مؤخراً للرد على تقارير تتناول أوضاع الحريات والسجون في البلاد، ونظمت زيارات لوفود أجنبية لزيارة بعض مقار الاحتجاز.
ووفق «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري، في وقت سابق، فإن «مصر تشهد اهتماماً متنامياً وغير مسبوق بأوضاع حقوق الإنسان، وأن كل ما يرد بشأن متهمين محبوسين احتياطياً على ذمة القضاء المصري، فيه تجاهل أن ذلك جاء وفقاً لحيثيات قانونية دقيقة، وطبقاً لقانون الإجراءات المصري، لاتهام هؤلاء بارتكاب، أو المشاركة في قضايا عنف تمس الأمن القومي المصري».
وتتهم مصر «جماعة الإخوان» بإشاعة ادعاءات عن وجود انتهاكات حقوقية في البلاد. وقال النائب طارق رضوان إن «عناصر (الإخوان)، وبعض المنظمات التي لها أجندات خاصة، يروجون معلومات مغلوطة عن مصر، من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).