«البرلمان العربي»: منطقتنا تضم 53 في المائة من لاجئي العالم

«البرلمان العربي»: منطقتنا تضم 53 في المائة من لاجئي العالم
TT

«البرلمان العربي»: منطقتنا تضم 53 في المائة من لاجئي العالم

«البرلمان العربي»: منطقتنا تضم 53 في المائة من لاجئي العالم

أكد البرلمان العربي أن «قضية الهجرة تعد من القضايا المحورية في المنطقة العربية، خصوصاً بعد ما شهدته المنطقة من ازدياد كبير في موجات الهجرة والنزوح والفرار من ويلات النزاعات، خصوصاً على مدار السنوات السبع الماضية.
وأفاد النائب على بن ناصر المحروقي، ممثل البرلمان العربي في لقاء «الاستعراض الإقليمي للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية»، الذي عقد افتراضياً بدعوة من لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الاسكوا)، و«المنظمة الدولية للهجرة»، و«شبكة الأمم المتحدة الإقليمية للهجرة»، بأن «المنطقة العربية تستضيف وحدها نحو 53 في المائة من اللاجئين من جميع أنحاء العالم و67 في المائة من إجمالي المشردين قسراً من جميع أنحاء العالم، خصوصاً مع استمرار وتيرة الأزمات في عدد من الدول العربية».
وسلّط المحروقي الضوء على «الجهود والإجراءات التي يتخذها البرلمان العربي تجاه قضية الهجرة، ورؤيته في التعامل مع هذه القضية، التي تتضمن محورين؛ هما أدوات التحرك بشأن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، ودعم المبادرات السياسية التي تصبّ في اتجاه تسوية الأزمات، التي تشهدها المنطقة العربية»، موضحاً أن المحور الآخر هو التعامل مع نتائج وآثار الهجرة والنزوح، ومنها مراجعة الإطار القانوني المنظم في إطار جامعة الدول العربية، وتشجيع البرلمانات العربية للتصديق على الاتفاقيات العربية والدولية المتعلقة بالهجرة، وتبادل الخبرات التشريعية في وضع القوانين الوطنية، المنظمة للتعامل مع الهجرة واللجوء والنزوح، وأبعادها وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية.
وشدَّد على أهمية استمرار التعاون والتنسيق مع المنظمات الأممية والدولية والإقليمية والدول والبرلمانات العربية؛ للتوصل إلى حلول آمنة وفعالة لقضية الهجرة.
كما أكدت الدكتورة عائشة المناعي، التي مثلت البرلمان العربي أيضاً في الاجتماع، أن البرلمان العربي يولي أهمية كبيرة لدعم الجهود الخاصة بالاتفاقيات الإقليمية والدولية للاجئين، والاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية والمنظمة، مشددة على أن المنطقة العربية تتحمل العبء الأكبر لهذه الظاهرة، سواء من خلال استضافة العدد الأكبر من اللاجئين والمهاجرين، أو في تحمل تكاليف توفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم.
وحذَّرت المناعي خلال مداخلتها من خطورة ما تواجهه المنطقة العربية من تحديات، مرتبطة بقضايا الهجرة، خصوصاً في ظل ما تتعرض له المنطقة من أزمات، وفي مقدمتها تفشي جائحة «كورونا».
وحثت المناعي الدول العربية على «ضرورة الإسراع في تقديم التقارير الطوعية لمتابعة تنفيذ الاتفاق العالمي للهجرة، لتوضيح حجم المعاناة والتحديات، التي تواجهها الدول العربية في هذا المجال، وللعمل على حشد الجهود العربية والدولية لتقديم الدعم اللازم والواجب لهذه الفئات، وفقاً للاتفاق العالمي».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».