«الجمارك» السعودية لاستثمار مستودعات الإيداع وإعادة التصدير

التقت شركات محلية وأجنبية لعرض فرص بمجالات التجميع والتغليف

هيئة الجمارك السعودية توسع نشاط تسويق مرافقها للاستثمار المحلي والأجنبي (الشرق الأوسط)
هيئة الجمارك السعودية توسع نشاط تسويق مرافقها للاستثمار المحلي والأجنبي (الشرق الأوسط)
TT

«الجمارك» السعودية لاستثمار مستودعات الإيداع وإعادة التصدير

هيئة الجمارك السعودية توسع نشاط تسويق مرافقها للاستثمار المحلي والأجنبي (الشرق الأوسط)
هيئة الجمارك السعودية توسع نشاط تسويق مرافقها للاستثمار المحلي والأجنبي (الشرق الأوسط)

تواصل السلطات الحدودية في السعودية ممثلة بهيئة الجمارك السعودية، جهودها لتطوير إمكاناتها والاستفادة من المرافق التابعة لها، إذ عقدت مؤخراً ورشة عمل «افتراضية» - عبر الاتصال المرئي - مع عدد من ممثلي الشركات المحلية والأجنبية تهدف إلى بحث فرص الاستثمار في مناطق ومستودعات الإيداع وإعادة التصدير.
وشهد اللقاء حضور محافظ الهيئة العامة للجمارك أحمد بن عبد العزيز الحقباني، في وقت ركزت فيه ورشة العمل على التعريف بمناطق ومستودعات الإيداع واستعراض أبرز الخدمات الجمركية التي تقدمها الجمارك داخلها، إلى جانب التطرق إلى مراحل الحصول على رخصة الاستثمار في مناطق ومستودعات الإيداع.
ولفتت الهيئة إلى وجود مناطق ومستودعات إيداع بكثير من المزايا للمستثمرين أبرزها الاستفادة من خدمات مناطق ومستودعات الإيداع وإعادة التصدير دون الحاجة إلى وجود سجل تجاري داخل المملكة، وذلك للمستثمر الأجنبي، وهو ما يُمثل أحد أهم العوامل الداعمة لجذب الاستثمار، وكذلك تُجيز الإجراءات انتقال البضائع بين مناطق أو مستودعات الإيداع الجمركية في دول مجلس التعاون الخليجي دون رسوم جمركية في نقطة الانطلاق.
وذكرت «الجمارك» في بيان صدر أمس، أنها عرضت الاستفادة من فرص عدة بفضل الإجراءات المستحدثة في مناطق الإيداع، خصوصاً في مجال التجميع والتغليف وغيرها، الأمر الذي يُسهم في تمكين وتحفيز القطاع الخاص.
وتسعى الجمارك السعودية من خلال عقد الورشة إلى تحقيق مزيد من فرص التعاون مع المستثمرين من خلال التوسع في تقديم خدمات لوجيستية متكاملة للعملاء، تُسهم في تعزيز جاذبية البيئة الاستثمارية في المملكة.
وكانت هيئة الجمارك السعودية، على لسان مدير تطوير الأعمال بدر الربدي، قالت خلال لقاء بالغرفة التجارية الصناعية بالشرقية، إن لديها استراتيجية ترمي إلى تغييرات جذرية ومبادرات هادفة لتسيير التجارة السعودية، وتعزيز المركز الاقتصادي للمملكة في المؤشرات العالمية.
وبحسب الربدي، عملت «هيئة الجمارك» على برنامج الفسح الإلكتروني لواسطة النقل وخدمات الربط التقني مع باقي الجهات الحكومية، وتخفيض المستندات للاستيراد والتصدير، وبرنامج المشغّل الاقتصادي المعتمد، ومركز الاستهداف الجمركي، ومركز خدمة العملاء الذي يعمل على مدار الساعة.
وأبرمت هيئة الجمارك مؤخراً مذكرة تعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تهدف إلى توطين وظائف نشاط التخليص الجمركي وتنمية القوى العاملة الوطنية ورفع قدرتها التنافسية، وذلك في جميع المنافذ إضافةً إلى رفع مستوى الخدمة في أنشطة التخليص الجمركي وتحفيز المنشآت العاملة، لرفع كفاءة هذه المهنة وتمكين القوى العاملة المحلية للالتحاق بالقطاع.
وتأتي مذكرة التعاون في إطار مبادرة متكاملة تُقدمها الجمارك السعودية لتطوير قطاع التخليص الجمركي، إلى جانب مبادرات أخرى أطلقتها خلال عام 2020 للإسهام في تطوير القطاع، من ذلك إطلاق خدمة تقييم المخلص الجمركي بعد عمليات الفسح، ونشر دليل المخلصين الجمركيين على منصة فسح، ما يتيح للعملاء اختيار المخلص الجمركي وفق احتياجاتهم.
وتتضمن مذكرة التعاون رفع نسبة التوطين إلى 100 في المائة في المهن المستهدفة لقطاع التخليص الجمركي، وذلك باستهداف توطين 2000 وظيفة في قطاع التخليص الجمركي، إلى جانب تقديم حوافز لقطاع التخليص الجمركي لدعم منشآت التخليص الجمركي والباحثين عن عمل في هذا القطاع، ومواءمة سياسات التوطين في قطاع التخليص الجمركي وتوفير التأهيل والتدريب للمواطنين للراغبين بالعمل في القطاع.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.