انقلابيو اليمن يعودون لاستهداف دور العبادة في 5 محافظات

عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يعودون لاستهداف دور العبادة في 5 محافظات

عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر أمني حوثي في صنعاء (إ.ب.أ)

واصلت الميليشيات الحوثية جرائم الاستهداف المنظمة بحق ما تبقى من دور العبادة والقائمين عليها، إذ أكدت مصادر يمنية محلية أن الجماعة قامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بارتكاب جملة من الانتهاكات بحق العشرات من المساجد بغية استكمال فرض سيطرتها الكاملة عليها وتحويلها من منابر تنويرية إلى أخرى تحرض على التطرف والعنف والقتل والطائفية.
وتحدثت مصادر محلية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن قيام مشرفين حوثيين قبل أسبوع ونصف بهدم السور التابع لجامع الفردوس بمنطقة سعوان (شرق العاصمة) وبناء محال تجارية وتأجيرها للموالين للجماعة.
وقالت المصادر إن عملية الاعتداء الحوثية على ساحة وسور المسجد تمت عقب استيلائهم بأيام بقوة السلاح عليها وعلى أراض أخرى كانت قريبة من المسجد وتتبع مواطنين في المنطقة.
وفي حين يعد جامع الفردوس ضمن أحد أكبر مساجد العاصمة صنعاء، أكدت المصادر تعرض القائمين عليه على مدى السنوات الماضية لتهديدات وتعسفات عدة من قبل مشرفين ونافذين في الجماعة.
وناشد أهالي المنطقة المنظمات الحقوقية بالعمل على وقف ما وصفوها بـ«الاعتداءات» الحوثية المتكررة بحق دور العبادة ومراكز التحفيظ والعلوم الدينية.
وتواصلا لاستهداف الميليشيات لدور العبادة وغيرها من المؤسسات الدينية الأخرى بمناطق سيطرتها، اضطر مصلون بأحد مساجد صنعاء الجمعة قبل الماضية لمغادرة المسجد قبيل بدء الخطبة بدقائق، نتيجة ما قالوا إنه فرض الجماعة بالقوة خطيبا مواليا لها، الأمر الذي دفع مالك مسجد الفتح وأهالي منطقة معياد (وسط صنعاء) إلى مغادرته وإغلاقه. وفق حديث بعض السكان المحليين.
وقال عدد من السكان لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة سعت من خلال اعتدائها على المسجد، الذي لم يمض سوى القليل على افتتاحه، إلى فرض معمم حوثي بالقوة مكان الخطيب السابق الذي تم اختياره من قبل الأهالي نظرا لوسطيته واعتداله.
وتزامن اعتداء الجماعة بحق أحد مساجد صنعاء مع ارتكاب مسلحيها جريمة مماثلة بمحافظة حجة من خلال إحراقهم لواحدة من أكبر المكتبات الدينية والفكرية التي ضمت في رفوفها مئات الكتب المتوارثة منذ عشرات السنين.
وذكرت مصادر محلية بحجة لـ«الشرق الأوسط»، أن المكتبة التي طالتها يد النهب والعبث والمصادرة والحرق كانت تحت ذريعة أنها تابعة لمواطنين من حجة ينتمون للتيار السلفي.
ووصف ناشطون في حجة الجريمة الحوثية بأنها واحدة من حالات الحرب الانتقامية التي تنتهجها الجماعة الإيرانية لطمس المراجع الدينية وإلغائها، لإحلال مؤلفات طائفية عوضا عنها تضم أفكارا مدمرة ومتطرفة.
وعلى الصعيد نفسه، وفي محافظة إب (170 كيلو جنوب صنعاء)، اختطفت الميليشيات قبل يومين خطيب مسجد بضواحي المدينة على خلفية مطالبته بصرف الرواتب.
وتحدث سكان محليون في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن مسلحي الجماعة أقدموا على اختطاف الشاب إبراهيم عقيل وهو خطيب أحد المساجد بمنطقة وراف بضواحي مدينة إب واقتادته إلى أحد سجونها.
وقالوا إن عملية الاختطاف جاءت على خلفية مطالبته بصرف رواتب الموظفين، نظراً للظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها جراء الحرب.
وكانت الجماعة، ذراع طهران في اليمن، شنت قبل أسابيع حملة واسعة وصفت بـ«الشعواء»، ضد العشرات من مراكز ومدارس تحفيظ القرآن الكريم بمناطق متفرقة من العاصمة صنعاء وريفها، بذريعة عملها بعيدا عن إشراف معممي الجماعة.
وأسفرت تلك الحملة، وفق تأكيدات مصادر مطلعة عن إيقاف 5 مدارس ومركزين لتحفيظ القرآن والحديث في العاصمة، كما أغلقت الجماعة بشكل تعسفي نحو 8 مراكز و12 مدرسة تحفيظ أخرى بنطاق ريف صنعاء.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.