الأسرى الفلسطينيون يهاجمون منصور عباس

منصور عباس (غيتي)
منصور عباس (غيتي)
TT
20

الأسرى الفلسطينيون يهاجمون منصور عباس

منصور عباس (غيتي)
منصور عباس (غيتي)

عممت هيئات الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بيانا، أمس الجمعة، أدانت فيه تصريحات النائب منصور عباس، رئيس كتلة الحركة الإسلامية في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، التي فهم منها أنه منقاد وراء الصياغات العبرية للأسرى واعتبارهم إرهابيين.
وكان عباس يتكلم في مقابلة مع «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أول من أمس الخميس. فسألوه كيف يتعاون مع نتنياهو وهو الذي يتعاطف مع الأسرى «المخربين»، حسب تعبير مراسل القناة. فأجاب: «وضع منصور عباس في خانة الداعم للإرهاب، أو في خانة من يُعانق مخربين، كما يحاولون وسمي، كذب. هذا لم يحصل على الإطلاق. من نشر أنباء حول زيارتي إلى السجن ولقائي بمخربين ومعانقتي لهم، هذا غير صحيح على الإطلاق».
وحسب عباس فإنه لم يقصد نعت الأسرى بالمخربين إنما قصد نفي وجود لقاءات. فمصلحة السجون تمنع أعضاء الكنيست العرب من زيارة الأسرى منذ سنة 2015 بسبب محاولة أحدهم (باسل غطاس) تهريب هواتف خلوية لهم. وعباس لم يكن نائبا في تل الفترة. إلا أن التفسير لم يسعفه لدى الأسرى. وجاء في بيانهم: «إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا، منذ سبعين عاما وأكثر وشعبنا الفلسطيني لم يبخل وقدّم بسخاء أبناءه شهداء وأسرى في سبيل الانعتاق من نير الاحتلال ونيل الحرية، وما زال شلال الدم الفلسطيني وقوافل الأسرى تتوالى؛ الأسرى الذين يضحون بأجمل سنين أعمارهم في غياهب السجون. إن كل المحطات التاريخية انتهت بالذين ساوموا على الشهداء والأسرى ومواقفهم ومبادئهم إلى مزابل التاريخ، أما الذين حافظوا عليها فارتقوا إلى علياء المجد والتقدير وعلى أساس هذه المعادلة سيبقى الصراع محتدما بين نهجين: نهج النضال والتضحية والكرامة ونقيضه الذي يمثله منصور عباس، فها هو يتعرض اليوم للأسرى واصفا إياهم بـ(المخربين)، متنكرا لهذه القيمة ودورها في حياة شعبنا بكل ما تعنيه من نضال ودماء ومعاناة، وهنا نقول للسيد منصور عباس وبكل إصرار ويقين، إن هذا نهج خطير ومرفوض ومدان ولن يتغلب على أكثر من سبعين عاما متراكمة من النضال والتضحية».
وأدان رئيس نادي الأسير قدورة فارس، التصريحات التي صدرت عن عباس، وقال: «في الوقت الذي يحتدم الصراع على الرواية، ويسعى الاحتلال بكل أدواته إلى وصم نضال الشعب الفلسطيني بالإرهاب، ينخرط منصور عباس، في رواية الاحتلال، ويسخر نفسه ليكون بوقاً يردد روايته». وأثارت تصريحات النائب منصور عبّاس رئيس قائمة الحركة الإسلاميّة (الشق الجنوبي) موجة من ردود الفعل الغاضبة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعية.
وتم انتقاد عباس على تصريح آخر قال فيه إن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، وينتقده الإسرائيليون عليه اليوم، جاء قبل سنوات في إطار «مبادرة السلام الدينية» بالمشاركة مع نائب وزير التعليم الإسرائيلي السابق، الحاخام ميخائيل مالكيئور. وأضاف عبّاس أن «كل من كان يجب أن يعرف حول هذا الشأن، عرفوا به»، مشددا على أن «اللقاء جاء بهدف الدفع بقضايا تتعلق بالسلام، دون المس بأمن دولة إسرائيل». وجاء انتقاد عباس لأنه لمح بأن المخابرات الإسرائيلية كانت تعرف عن هذا اللقاء ولا مجال لانتقاده عليه.



هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
TT
20

هل أثّرت «حرب غزة» على جهود التنمية المصرية في سيناء؟

القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)
القطار يشق طريقه في سيناء ضمن جهود التنمية (وزارة النقل المصرية)

تكثف الحكومة المصرية جهود التنمية في سيناء، رغم شكواها من اضطرابات أمنية وسياسية واقتصادية تسببت فيها الحرب الدائرة في قطاع غزة، على الحدود الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة المصرية، فيما عد مسؤولون ومراقبون مشاريع التنمية في سيناء «عنصراً رئيسياً في جهود تأمينها ومواجهة أي مخططات خارجية تستهدفها».

وتضمنت جهود التنمية في سيناء على مدار السنوات الماضية «إنشاء وتطوير7 مدن جديدة ونحو 110 آلاف وحدة سكنية، ووصول نسبة تغطية المحافظة بمياه الشرب 96.5 في المائة عام 2025، مقابل 84.4 في المائة، العام الماضي، وإنشاء 5 أنفاق و7 جسور عائمة و5 آلاف كم طرقاً تربط سيناء بالوادي وتدعم التنمية الشاملة»، حسب بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء، الخميس.

واعتبر عضو مجلس النواب (البرلمان) عن محافظة شمال سيناء النائب جازي سعد، التنمية هناك «أمناً قومياً» لبلاده، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «متابعته للتطورات التنموية داخل المحافظة تؤكد أن خطة التنمية الحكومية ماضية في طريقها رغم تداعيات حرب غزة، الدائرة من عام 2023»، معتبراً أن مواصلة المشاريع التنموية بـ«الوتيرة نفسها رد عملي على مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتهجير».

واقترح ترمب في 25 يناير (كانون الثاني)، إخلاء قطاع غزة من سكانه ونقلهم إلى مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان.

واستشهد النائب بتسليم أهالي مدينة رفح القديمة - ممن تركوا مساكنهم خلال الحرب على الإرهاب قبل عدة سنوات - مساكن في مشروع مدينة «رفح الجديدة»، ما يعني إعادة توطين لمصريين في منطقة حدودية قريبة من قطاع غزة.

مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)
مدينة رفح الجديدة (صفحة محافظة شمال سيناء فيسبوك)

ووفق الموقع الرسمي «خريطة مشروعات مصر»، تبعد مدينة رفح الجديدة 2 كيلومتر عن الحدود مع قطاع غزة، وتبلغ مساحتها الكلية 535 فداناً، بعدد إجمالي للوحدات 10 آلاف و16 وحدة سكنية (625 عمارة).

محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)
محافظ شمال سيناء خلال زيارة مدينة رفح (محافظة شمال سيناء)

ونالت مدينة رفح الجديدة، التي تسلم أهالي سيناء أول دفعة من وحداتها في يناير الماضي، قسطاً من الشائعات المتعلقة بمخطط «التهجير»، حيث نشر البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمدينة على اعتبار أنها دُشنت لتضم الفلسطينيين الذين سيُهجرون من قطاع غزة.

ونفى محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، في 4 أبريل (نيسان) الماضي، ذلك قائلاً عبر «إكس» إنها «جزء من المشروعات القومية التي تهدف إلى إعادة الإعمار».

وخلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، بمناسبة احتفالات المحافظة بعيد تحرير سيناء، أكد مجاور مواصلة «معركة التنمية» في شمال سيناء، وأضاف أن خطة التنمية تقوم على توفير «شبكة طرق لجذب الاستثمارات، ومنفذ مائي، وآخر جوي»، مشيراً إلى أن عملية جذب الاستثمار عقب السنوات التي عانت فيها المحافظة من الإرهاب ليست سهلة، وتحتاج إلى جهد كبير. وشكا المحافظ من «متغيرات أمنية وسياسية تؤثر (على التنمية)»، في إشارة إلى حرب غزة.

محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)
محطة قطار بسيناء (وزارة النقل المصرية)

ولفت رئيس جمعية مجاهدي سيناء وأحد عواقل قبيلة الترابين في شمال سيناء، عبد الله جهامة، إلى خط السكة الحديد الذي افتتحت الحكومة أولى مراحله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بمدينة بئر العبد، لنقل الركاب والبضائع، بينما يتواصل العمل على مد هذا الخط في عمق سيناء.

يتفق حاتم البلك، عضو المكتب السياسي لحزب «الكرامة» بالعريش (شمال سيناء)، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» مع أن «مشاريع التنمية تسير بشكل طبيعي خلال الحرب على غزة، حيث افتتحت الحكومة في العامين الماضيين محطات لتحلية المياه، لمواجهة أزمة تعاني منها المحافظة منذ 43 عاماً».

وأنشأت الحكومة بالتعاون مع منظمات مجتمع مدني 4 محطات لتحلية مياه الشرب في مدينة الشيخ زويد في فبراير (شباط) الماضي.

من جانبه، قال المسؤول السابق في الجهاز الوطني لتنمية سيناء، عادل محسن، إن «سيناء تأثرت بالحرب على غزة تبعاً للتأثر الذي شهدته مصر ككل»، لافتاً إلى استمرار العمل في المشاريع السكنية في رفح الجديدة، والمشاريع الصناعية التي تجري في مدينة بئر العبد.

الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)
الحياة تسير بشكل طبيعي داخل مدينة رفح الجديدة (محافظة شمال سيناء - فيسبوك)

وتستكمل الحكومة تطوير ميناء العريش الذي بلغت نسبة العمل فيه 74 في المائة حتى الآن، حسب حوار صحافي لمحافظ شمال سيناء مع جريدة «الأخبار»، الأربعاء. ورغم عدم اكتماله، أشار المحافظ خلال مؤتمر صحافي في اليوم نفسه إلى أن «الميناء بدأ العمل باستقبال 24 سفينة بينها سفن ضخمة محملة بالمساعدات».

وعلى مدار الشهور الماضية، استغلت الحكومة المصرية زيارات مسؤولين دوليين إلى معبر رفح البري لمتابعة تدفق المساعدات إلى غزة، لإطلاع هذه الوفود على حقيقة التطورات التنموية في سيناء، حسب مجاور، الذي أشار إلى أن كثيراً من الوافدين يكونون «مشوشين، ولا يدركون حقيقة الأوضاع في مصر».