{حوافز اقتصادية} تمهد لـ«انتخابات الرئاسة»... والسوريون مشغولون بـ«لقمة العيش»

الأسد وزوجته أسماء خلال حملة تشجير نهاية العام الماضي (إ.ب.أ)
الأسد وزوجته أسماء خلال حملة تشجير نهاية العام الماضي (إ.ب.أ)
TT

{حوافز اقتصادية} تمهد لـ«انتخابات الرئاسة»... والسوريون مشغولون بـ«لقمة العيش»

الأسد وزوجته أسماء خلال حملة تشجير نهاية العام الماضي (إ.ب.أ)
الأسد وزوجته أسماء خلال حملة تشجير نهاية العام الماضي (إ.ب.أ)

بدأت في مناطق سيطرة الحكومة السورية حملة الترويج للانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها منتصف العام الحالي. لكن تزايد تفاقم الأزمة الاقتصادية فيها، وتردي الوضع المعيشي للمواطنين، وعودة التوتر إلى العديد من المناطق، وعدم ظهور ملامح حل سياسي، جعلت من مسألة تأمين «لقمة العيش» أولوية لكثير من المواطنين.
ووفق الدستور الحالي للبلاد الذي تم إقراره في عام 2012، وغيّر طبيعة الانتخابات الرئاسية من استفتاء إلى «اقتراع متعدد المرشحين»، يفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل 60 يوماً من انتهاء ولاية الرئيس بشار الأسد منتصف يوليو (تموز) المقبل.
- ثاني «انتخابات»
وتعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة إن تم إجراؤها، الثانية من نوعها التي تجري في سوريا خلال الحرب التي تقترب من إتمام عامها العاشر، وذلك بعدما أجريت الانتخابات السابقة في 2014.
ويتضمن الدستور عدة شروط يجب توفرها في المرشح للانتخابات الرئاسية وهي: «أن يكون مؤيداً من 35 عضواً أو أكثر على الأقل من أعضاء مجلس الشعب، وأن يكون من العمر 40 عاماً على الأقل، وأن يكون سورياً بالولادة، من أولياء الأمور السوريين بالولادة، وأن يتمتع بالحقوق المدنية والسياسية وألا يدان بجريمة غير شريفة ولو رد إليه اعتباره، وألا يكون متزوجاً من زوج غير سوري، وأن يكون قد عاش في سوريا لمدة 10 سنوات قبل الانتخابات«.
كانت الانتخابات الرئاسية في 2014 أول انتخابات متعددة المرشحين منذ وصول حزب «البعث» إلى السلطة في انقلاب عام 1963. وقدم حينها 24 مرشحاً، من بينهم امرأتان ومسيحي، طلبات إلى المحكمة الدستورية العليا للرئاسة، ومن هؤلاء استوفى الرئيس بشار الأسد الأمين العام لحزب «البعث» الحاكم، وحسان عبد الله النوري من «المبادرة الوطنية للإدارة والتغيير» وماهر عبد الحفيظ حجار من حزب «الإرادة الشعبية»، جميع الشروط اللازمة للترشح، بما في ذلك دعم 35 عضواً من أعضاء مجلس الشعب، وسط اعتقاد ساد حينها بشكل واسع، بأن المرشحين النوري وحجار، هما مرشحان «رمزيان» إلى جانب الأسد.
وأعلنت المحكمة الدستورية العليا وقتذاك أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 73.42 في المائة. وأعلن رئيس مجلس الشعب في ذاك الوقت محمد جهاد اللحام نتائج البيانات الأولية، التي تضمنت فوز الأسد بـ88.7 في المائة من أصوات المقترعين، بينما حصل النوري على 500.279 صوتاً بنسبة 4.3 في المائة والحجار على 372.301 صوتاً بنسبة 3.2 في المائة. وأدى الأسد اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدتها سبع سنوات في 16 يوليو (تموز).
- حوافز
بخلاف ما جرى في الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث كانت الحملات الترويجية والدعائية لها تجري قبل شهر أو شهرين من موعد حصولها، أعلن الموقع الإلكتروني لصحيفة «الثورة» الحكومية منتصف ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، أنه «مع اقتراب موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية عام 2021»، سيتم إطلاق ما وصفه بـ«فعالية وطنية»، هي عبارة عن «أطول رسالة حب في العالم» إلى «رجل السلام الأول الرئيس الأسد»، دون أن يحدد تاريخ الانطلاق الفعلي لهذه الفعالية، وذلك في إطار دعم ترشيح الأسد الذي لم يعلن حتى الآن أنه سيرشح نفسه، كما يعلن أشخاص آخرون تشريحهم.
وتبع ذلك إصدار الأسد، مرسوماً يقضي بصرف منحة مالية قدره 50 ألف ليرة سورية، لمرة واحدة، لجميع العاملين المدنيين والعسكريين في القطاع الحكومي، بعدما أصدر مرسوماً مماثلاً في أكتوبر (تشرين الأول)، علماً بأن الأمم المتحدة، تؤكد أن «87 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر»، بسبب الحرب المستمرة منذ نحو 10 أعوام والتي دمرت اقتصاد البلاد وأنهكت المواطنين.
وبعد ذلك قام الأسد بزيارات إلى العديد من البلدات والقرى في المنطقتين الساحلية والوسطى التي أتت عليها الحرائق مؤخراً والتهمت آلاف الأشجار فيها، بينما قامت «الأمانة السورية للتنمية» التي تقودها أسماء الأخرس، زوجة الأسد، بتوزيع معونات مالية على المتضررين، والبالغة 8 مليارات ليرة سورية.
كما ذكرت وسائل إعلام محلية منتصف الشهر الحالي، أن الأسد، وجه بتسديد كافة القروض الممنوحة سابقاً لـ«الشهداء» في مختلف البنوك والمصارف العامة من صندوق «الشهداء» والجرحى. ومنذ بضعة أيام أعلنت وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، أن الأسد وجه بتسديد قروض جميع جرحى العمليات الحربية من «الجيش والقوات المسلحة والقوات الرديفة» ممن لديهم نسبة عجز من 40 حتى 100 في المائة. وأعلنت الحكومة، قبل أيام قليلة نجاح أكثر من 10 آلاف عسكري مسرّح في أكبر مسابقة مركزية للتعاقد مع المسرّحين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية، لدخول وظائف في مختلف الاختصاصات المهنية والعلمية من حملة الشهادات الجامعية والمعاهد والبكالوريا.
وينظر كثيرون في مناطق سيطرة الحكومة تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» إلى كل ما سبق على أنها «محفزات» لدفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات، واختيار الأسد، ويقول أحدهم، «لا يمكن تفسيرها إلا كذلك». وبالتزامن، بدأ حزب «البعث» الحاكم في سوريا، حملة أنشطة عامة ترويجاً للانتخابات، بين النقابات العمالية والمهنية. وقال أمين فرع الحزب في السويداء، فوزات شقير في اجتماع مع عمال القطاع العام شهدته الأسبوع الماضي المحافظة الجنوبية ذات الغالبية الدرزية، إنّ «الشعب السوري لديه استحقاق كبير خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، ونجاح الاستحقاق رد لجميل القائد الذي لم يترك شعبه في أحلك الظروف».
- عدم اكتراث
تأتي الانتخابات الرئاسية المتوقع إجراؤها ونحو نصف سكان سوريا البالغ تعدادهم في عام 2010 أكثر من 21 مليوناً بين لاجئ في دول غربية وإقليمية ونازح في داخل البلاد، وفي ظل تزايد تفاقم الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرة الحكومة، وعجز الأخيرة عن توفير أبسط مستلزمات الحياة الأساسية للمواطنين من مواد غذائية خصوصاً الخبز ووقود السيارات ومازوت التدفئة والغاز المنزلي، وذلك بسبب العقوبات الأميركية والغربية والإقليمية المفروضة على دمشق. كما تترافق مع تزايد تردي الوضع المعيشي للغالبية العظمى من الأسر في مناطق سيطرة الحكومة، إذ لا يتجاوز المرتب الحكومي الشهري لموظف الدرجة الأولى 60 ألف ليرة سورية، في حين تؤكد أبحاث ودراسات محلية، أن العائلة تحتاج إلى 600 ألف ليرة سورية شهرية، في ظل موجات الارتفاع المتواصل في عموم أسعار والغلاء الفاحش، إثر الانهيار المستمر لصرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، والذي يصل حالياً إلى نحو ثلاثة آلاف ليرة، بعدما كان ما بين 45 - 50 ليرة قبل عام 2011.
وبينما تحفل صفحات موالية في موقع «فيسبوك» حالياً، بالترويج لـ«استحقاق الانتخابات الرئاسية» والدعوة للمشاركة فيها واختيار الأسد لولاية رئاسية جديدة، يعرب بعض الموظفين الحكوميين في أحاديثهم عن تأييدهم للمشاركة بقوة في الانتخابات وانتخاب الأسد «منقذ البلاد من الإرهاب، ومحطم المؤامرات والمخططات الخارجية والذي سيقود البلاد إلى بر الأمان».
لكن كثيراً من المواطنين لا يبدون اهتماماً بهذه الانتخابات، لأن الأولوية بالنسبة لهم في ظل الواقع الراهن هو تأمين لقمة العيش، ويقول لـ«الشرق الأوسط» أحدهم: «معظم الناس لم تعد تهتم بالسياسة، لأنها تعبت جداً من الحرب والمآسي والفقر والتشرد»، ويضيف: «الوضع سيء وأهم شيء بالنسبة للناس اليوم هو الحصول على رغيف خبز وجرة غاز وكيفية تأمين مصروف العائلة بعد نفاد المرتب في الأسبوع الأول من الشهر».
- إصرار ودعم
الرفض الغربي لإجراء هذه الانتخابات وكذلك رفض المعارضة، على اعتبار أن أي انتخابات يجب أن تجري على أساس دستور جديد وفق ما ينص عليه القرار 2254. قابله تأكيد دمشق أن هذه الانتخابات ستجري في موعدها المحدد ووفق الدستور الحالي.
روسيا وفي دعم واضح لموقف دمشق بأن تكون هذه الانتخابات بموجب الدستور الحالي لعام 2012 بعيداً عن الإصلاحات المرتقبة في جنيف بموجب القرار 2254، اعتبر وزير خارجيتها سيرجي لافروف في سبتمبر (أيلول) الماضي خلال مؤتمر صحافي في دمشق، أن «مسألة إجراء انتخابات رئاسية في سوريا في العام المقبل يعود إلى صلاحيات حكومتها ولا علاقة لها بموضوع بلورة الدستور الجديد»، مشيراً إلى أن «الدستور الحالي يبقى معمولاً به ما لم يتم تبني القانون الأساسي الجديد».
وتبع ذلك في مطلع العام الحالي، تأكيد نائبه سيرغي فيرشينين على رفض موسكو ما وصفها بمحاولات الغرب لعرقلة تحقيق تقدم سياسي في سوريا، من خلال الدعوات الصادرة إلى عدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد.
وفي ظل المواقف الراهنة، يرجح مراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، عدم حصول أي إصلاح دستوري في الفترة الممتدة من الآن وحتى موعد إجراء الانتخابات، بالنظر إلى عدم تحقيق اللجنة الدستورية أي نتائج في جولاتها الخمس التي عقدتها في جنيف وعدم وجود مؤشرات على أنها قد تحقق نتائج في هذه الفترة إن عقدت جولات جديدة، وبالتالي «ستجرى الانتخابات وفق الدستور الحالي كالتي سبقتها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».