القاهرة وبغداد للتعاون في رفع كفاءة الأجهزة الحكومية

وفد عراقي يختتم زيارة إلى مصر

TT

القاهرة وبغداد للتعاون في رفع كفاءة الأجهزة الحكومية

وسط مساع متنامية لتعزيز العلاقات بين البلدين إلى جانب الأردن، أعلن مسؤولون حكوميون في مصر والعراق، أمس، عن اعتزامهما «التعاون في رفع كفاءة الأجهزة الحكومية». واختتم وفد عراقي حكومي يضم مسؤولين من وزارتي «المالية، والتخطيط» زيارة إلى القاهرة، أمس، بلقاء رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في مصر، الدكتور صالح الشيخ، بهدف «تبادل الخبرات بين الجانبين والتعرف على خطة الإصلاح الإداري المصرية».
وفيما نوه الشيخ بـ«العلاقات القوية والأخوية بين الشعبين الشقيقين أصحاب الحضارات العريقة» أثنى الشيخ على «الإصلاحات التي تشهدها الدولة العراقية على مختلف الأصعدة».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، بغداد، والتقى نظيره العراقي مصطفى الكاظمي، بحضور وزراء بارزين من البلدين، واختتمت اللجنة المصرية - العراقية أعمالها بالتوقيع على 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الشيخ «خطة الإصلاح الإداري التي تهدف إلى خلق جهاز إداري كفء وفعال ومحوكم يحسن من إدارة موارد الدولة ويعلي من رضا المواطن، موضحا عناصر الخطة الخمسة، وهي الإصلاح التشريعي، والتطوير المؤسسي، وبناء وتنمية القدرات، إلى جانب بناء وتكامل قواعد البيانات والمعلومات وتحسين الخدمات العامة.
كما استعرض رئيس الجهاز المصري، «عددا من المشروعات منها المشروع القومي لتحديث الملف الوظيفي وأهدافه، ومركز تقييم القدرات والمسابقات، ومشروع الإنسان الآلي الذكي للرد على الاستفسارات المتعلقة بقانون الخدمة المدنية».
بدوره، قال الدكتور ماهر حمد، رئيس الوفد العراقي، إن الزيارة «تأتي في إطار تمكين وتوطيد العلاقات بين البلدين وتحقيق المزيد من التعاون الإيجابي على المستوى العام والشعبي». كما أعرب عن تطلعه إلى «تبادل الخبرات بين الجانبين والاطلاع على تجربة الإصلاح الإداري في مصر والقوانين المنظمة لعمل الجهاز الإداري، بالإضافة إلى جهود التدريب ورفع كفاءة الموظف الحكومي سواء كان تدريبا يعزز قدرة الموظف في مساره الوظيفي أو تدريب المرشحين للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة في مصر»، ومشيراً إلى اهتمام بلاده بـ«التعرف على آليات تحديث الملف الوظيفي إلكترونيا ومنظومة تقييم القدرات والمسابقات بالإضافة إلى البحوث والدراسات المتعلقة بالجهاز الحكومي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.