بنك إنجلترا يتوقع انكماشاً في الربع الأول من 2021

نأى عن الفائدة السلبية وترك للخزانة تقدير الحاجة إلى مزيد من التحفيز

توقع بنك إنجلترا المركزي انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام بعد تعزيز الحكومة لقيود احتواء الوباء (أ.ف.ب)
توقع بنك إنجلترا المركزي انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام بعد تعزيز الحكومة لقيود احتواء الوباء (أ.ف.ب)
TT

بنك إنجلترا يتوقع انكماشاً في الربع الأول من 2021

توقع بنك إنجلترا المركزي انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام بعد تعزيز الحكومة لقيود احتواء الوباء (أ.ف.ب)
توقع بنك إنجلترا المركزي انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام بعد تعزيز الحكومة لقيود احتواء الوباء (أ.ف.ب)

توقع بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول من العام، وذلك عقب أن عززت الحكومة من القيود المفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا. بينما أبقى على سياسته دون تغيير، تاركاً لوزارة الخزانة تقرير ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التحفيز الاقتصادي لإنعاش الاقتصاد.
وخفض البنك من توقعاته بالنسبة للنمو خلال العام الجاري من 7.25 في المائة إلى 5 في المائة. وكانت لجنة السياسة النقدية قد صوتت بالإجماع على إبقاء معدل الفائدة عند 0.1 في المائة، نائية بذلك عن خفض الفائدة للمناطق السلبية، وهو الأمر الذي حذر منه عدد من الخبراء والمسؤولين؛ رغم التنويه السابق بإمكانية اللجوء إليه حال الحاجة لذلك. وسبق للمصرف المركزي الأوروبي ومصرف اليابان أن اعتمدا هذا الإجراء لتعزيز القروض للأفراد مثل الشركات، ولتحفيز التضخم.
وبقي التضخم عند مستويات منخفضة في المملكة المتحدة منذ الاجتماع الأخير للمصرف، رغم تسارع بطيء بلغ 0.6 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)؛ أي أقل بكثير من هدف هذه المؤسسة المصرفية المتمثل بنسبة 2 في المائة، إلا أن بنك إنجلترا يتوخى حتى الآن الحذر، مكتفياً بالطلب من الشركات المعنية استشارات حول تأثير نسب الفائدة السلبية عليها بعد اجتماعه في سبتمبر (أيلول).
ويشار إلى أنه في ظل فرض إجراءات الإغلاق لثالث مرة على معظم مناطق المملكة المتحدة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، من المتوقع أن يسجل الاقتصاد انكماشاً بعد أسوأ ركود يتعرض له منذ ثلاثة قرون بالنسبة لعام 2020.
ويسجل في المملكة المتحدة أكبر عدد من الوفيات جراء وباء «كوفيد – 19» في أوروبا مع أكثر من 108 آلاف حالة، فيما تخضع البلاد لثالث إجراء إغلاق منذ يناير (كانون الثاني)، الأمر الذي من شأنه التأثير على النمو.
وفي يناير، سُجل انكماش كبير للنشاط، في مؤشر إلى أن الإغلاق الأكثر صرامة هذه المرة كان له تأثير أكبر من إغلاق نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن أقل من ذلك الذي اعتمد مطلع 2020.
ويرى مراقبون أن المصرف المركزي البريطاني يركز على نجاح حملة التلقيح مع ما يحمله من آمال بانتعاش الاقتصاد البريطاني. وقال بول دايلز المحلل لدى «كابيتال إيكونوميكس» إن «لجنة السياسة النقدية تأخذ في الاعتبار أن الاقتصاد بات أكثر صلابة في وجه تدابير الإغلاق مقارنة مع مطلع السنة الماضية» كما يظهر التراجع الأقل في إجمالي الناتج المحلي خلال الإغلاق الثاني في نوفمبر. وأضاف أنه «من جهة أخرى، تدرج لجنة السياسة النقدية للمرة الأولى اللقاحات في توقعاتها» التي لم تحمل تغيراً كثيراً.
وأعلنت الحكومة البريطانية، الأربعاء، أن أكثر من عشرة ملايين شخص تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح من أصل 67 مليوناً عدد سكان البلاد الإجمالي. وفي نوفمبر توقع بنك إنجلترا تراجعاً في إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 11 في المائة في 2020. وانتعاشاً بنسبة 7.25 في المائة في 2021 بسبب الجائحة، فضلاً عن خروج البلاد من السوق الأوروبية الموحدة.
وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها المصرف المركزي منذ أبرمت بريطانيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً تجارياً قبل أيام فقط على مغادرة لندن السوق الموحدة. وقال محللو «يو بي أس»: «يبقى الكثير من نقاط الغموض، لا سيما ما يتعلق منها بالتنسيق بين قطاعات الخدمات ومن بينها المالية».



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.