عودة الاغتيالات في جنوب سوريا... ومقتل ضابط تركي شمالها

«المرصد» يعلن مقتل 7 «مرتزقة» من حمص والسويداء جنّدتهم روسيا للقتال في ليبيا

مروحية روسية فوق دورية مشتركة مع الجيش التركي شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
مروحية روسية فوق دورية مشتركة مع الجيش التركي شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

عودة الاغتيالات في جنوب سوريا... ومقتل ضابط تركي شمالها

مروحية روسية فوق دورية مشتركة مع الجيش التركي شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)
مروحية روسية فوق دورية مشتركة مع الجيش التركي شمال شرقي سوريا أمس (أ.ف.ب)

تجددت الاغتيالات في درعا، وسط ترقب جنوب سوريا، لنتائج وساطة روسية بين معارضين و«الفرقة الرابعة» التي يقودها اللواء ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد لضبط التوتر غرب درعا، في وقت قتل فيه ضابط تركي شمال البلاد. كما أفيد بمقتل 7 من «المرتزقين» السوريين الذين جنّدتهم شركة روسية للقتال في ليبيا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر محلية عن «قيام مسلحين مجهولين باستهداف حاجز الشرعية التابع لقوات النظام في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، وسط معلومات عن سقوط جرحى» بعد ما قام مسلحون باغتيال عنصر من الاستخبارات الجوية، في بلدة عتمان بريف درعا الغربي.
ووفقاً لـ«المرصد»، بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا والجنوب السوري بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار نفذتها خلايا مسلحة خلال الفترة الممتدة من يونيو (حزيران) 2019 نحو 893 هجمة واغتيالاً، فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 590. بينهم 161 مدنياً و16 طفلاً، و267 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و114 من الفصائل ممن أجروا «تسويات ومصالحات»، و23 من الميليشيات السورية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني والقوات الإيرانية، بالإضافة إلى 25 من «الفيلق الخامس» التابع لروسيا.
في غضون ذلك، قتل 7 من المرتزقة السوريين الذين جنّدتهم شركة «فاغنر» الروسية للقتال في ليبيا لـ«حماية منشآت نفطية». وقال «المرصد»: «قتل 7 بانفجار لغم بسيارة إطعام في ليبيا، والقتلى هم 6 من أبناء حمص وريفها، والأخير من العريقة بريف السويداء».
يذكر أن هذه المرة الأولى التي يقتل فيها مرتزقة جنّدتهم الشركة الأمنية الروسية «فاغنر»، التي تواصل بدورها تجنيد السوريين وإرسالهم كمرتزقة إلى ليبيا.
ونشر المرصد السوري في 29 الشهر الفائت، أن مرتزقة روسيا من حملة الجنسية السورية، لا يزالون موجودين في ليبيا، وبدلاً من عودتهم إلى سوريغ بعد التوافق الليبي - الليبي، قامت «شركة فاغنر» الروسية بتجنيد مزيد من الشبان والرجال لصالحها وإرسالهم إلى ليبيا.
كما نشر «المرصد» أن «فاغنر» الروسية تواصل تجنيد السوريين وإرسالهم كمرتزقة لحماية مصالحها الإقليمية في ليبيا؛ حيث جرى مؤخراً تجنيد شبان ورجال من محافظة السويداء ومحافظات سورية عدة وإرسالهم إلى ليبيا.
كان «المرصد» أشار إلى وجود آلاف «المرتزقة» السوريين الذين جنّدتهم تركيا للقتال إلى جانب حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.
إلى ذلك، قتل ضابط تركي، وهو مسؤول قسم الهندسة والألغام في الجيش التركي بمدينة الباب ضمن ريف حلب الشرقي، «أثناء قيامه بتفكيك عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير عند مدخل مقر لفرقة الحمزة في بناء الزراعة القديم بالمدينة»، حسب «المرصد».
يذكر أن هذا ثاني شخص من القوات التركية يقتل على الأراضي السورية خلال العام الجديد؛ حيث وثّق «المرصد» مقتل جندي من القوات التركية، متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام قليلة بعد هجوم مسلح على نقطة تركية بريف إدلب الغربي.
وأعلن رياض الخلف قائد «مجلس تل أبيض العسكري» التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن، التصدي لهجمات تركية شمال شرقي سوريا «استهدفت 170 موقعاً ضمن محيط ناحية عين عيسى، أغلبها آهلة بالسكان، ما تسبب بفقدان 6 مدنيين لحياتهم، وإصابة 16 آخرين بجروح». ويواصل الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية هجوماً عنيفاً على الناحية، بحسب الخلف. وأشار إلى أنهم أحبطوا «3 عمليات هجوم برية، وقتلوا 65 مرتزقاً، بينهم جنود أتراك وإصابة 53 آخرين».
في السياق، دفعت القوات الروسية بمزيد من التعزيزات العسكرية واللوجستية إلى قاعدتها ببلدة تل السمن المجاورة، بريف الرقة الشمالي، المجاورة لعين عيسى، ضمّت شاحنات كبيرة وسيارات عسكرية محملة بالمعدات والأسلحة الثقيلة، بهدف تعزيز وجودها في المنطقة. وكانت هذه القاعدة تعرضت لهجوم بداية العام الحالي، تبنته عناصر تنظيم «حراس الدين الجهادي» المتطرفة.
وفي مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، سيّرت القوات الروسية والجيش التركي، أمس، دورية في المنطقة الحدودية بين بلدتي القحطانية والجوادية، تزامنت مع تحليق حوامتين روسيتين في أجواء المنطقة لتأمين الدورية التي جابت القرى والمناطق المتاخمة للحدود التركية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.