«الحوار الليبي» في جنيف يقترع لـ{السلطة التنفيذية» اليوم

إحراز تقدم لفتح «الطريق الساحلي» يسبق اجتماع اللجنة العسكرية

جانب من جلسات «ملتقى الحوار الليبي» المنعقد في جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
جانب من جلسات «ملتقى الحوار الليبي» المنعقد في جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

«الحوار الليبي» في جنيف يقترع لـ{السلطة التنفيذية» اليوم

جانب من جلسات «ملتقى الحوار الليبي» المنعقد في جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
جانب من جلسات «ملتقى الحوار الليبي» المنعقد في جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قال المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، إن ملتقى الحوار السياسي الليبي سيلتئم اليوم (الجمعة) في جنيف «من أجل التصويت على القوائم، التي تستوفي شروط التزكية المنصوص عليها في آلية اختيار السلطة التنفيذية في ليبيا».
وأضاف المتحدث في بيان صحافي نشرته البعثة أمس: «لقد أدلى أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي بأصواتهم للمرشحين إلى مناصب المجلس الرئاسي في الثاني من فبراير (شباط) الجاري. لكن لم يحصل أي مرشح على عتبة 70 في المائة الضرورية للفوز داخل المجمع الانتخابي للإقليم، الذي ينتمي إليه. ولذلك انتقلت العملية الآن إلى المرحلة الثانية من آلية الاختيار، المتفق عليها من أجل التصويت على القوائم، التي يتألف كل منها من ثلاثة مرشحين للمجلس الرئاسي، ومرشح لرئاسة الوزراء».
ونفت الولايات المتحدة على لسان سفيرها، ريتشارد نورلاند، تلميحات بمحاولتها فرض نتيجة معينة على ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، تزامنا مع انضمام ستيفاني ويليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة بالإنابة، إلى قائمة المطالبين بضرورة استقالة المرشحين للفوز بالمناصب في السلطة التنفيذية الجديدة من مناصبهم الحالية.
وقالت ويليامز في ختام جلسات استماع الملتقى للمرشحين لرئاسة وعضوية المجلس الرئاسي، مساء أول من أمس، إنها طلبت منهم التوقيع على تعهد بالالتزام بخارطة الطريق، وموعد الانتخابات القادم، والقبول بنتائج التصويت على نظام القوائم الانتخابية، مشيرة إلى أنها طلبت أيضا من المرشحين لرئاسة الحكومة، التوقيع أيضا على تعهد بالالتزام بالتوزيع الجغرافي، وإشراك المرأة في تشكيلة الحكومة.
وبدأ أعضاء الملتقى منذ مساء أول من أمس في تشكيل القوائم النهائية لممثلي السلطة التنفيذية، تمهيدا لتسليمها كما كان مقررا بحلول الساعة العاشرة ليلا بتوقيت جنيف مساء أمس، قبل عرضها للتصويت اليوم. وتشترط البعثة الأممية حصول كل قائمة من بين الأربع قوائم المنتظرة على تأييد 17 من بين أعضاء الملتقى الـ75، علما بأن كل قائمة ستضم أربعة مرشحين، هم رئيس للمجلس الرئاسي ونائبان، بالإضافة إلى رئيس للحكومة.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي «خالد المشري» انسحابه من سباق الترشح للمجلس الرئاسي الليبي الجديد، حسبما أفادت قناة «ليبيا بانوراما» مساء أمس.
ولجأت البعثة الأممية إلى خيار تشكيل قوائم لمرشحي المجلس الرئاسي، بعد عدم حصد أي منهم النسبة المطلوبة من التصويت، وفق آلية المجمعات الانتخابية للأقاليم الثلاثة، طرابلس (غرب)، وبرقة (شرق)، وفزان (جنوب). وخلال الشهر الماضي، اعتمد أعضاء الملتقى آلية اختيار ممثلي السلطة التنفيذية عبر تشكيل قوائم، في حال عدم حسم التصويت عبر مجمعات الأقاليم، حيث يتم تشكيل قوائم من الأقاليم مكونة من أربعة أشخاص، على أن تحصل على 17 تزكية (8 من الغرب و6 الشرق و3 الجنوب) لتصبح القائمة جاهزة للتصويت عليها في القاعة.
وتفوز القائمة التي تحصد 60 في المائة من أصوات القاعة في الجولة الأولى، وإن لم تحصل أي من القوائم على تلك النسبة، تتنافس في جولة ثانية القائمتان الحاصلتان على أعلى نسبة، وتفوز الحاصلة على 50+1.
في سياق ذلك، نفى السفير الأميركي لدى ليبيا تلميحات بمحاولة بلاده فرض نتيجة معينة على ملتقى الحوار، واعتبره في بيان مقتضب أمس «بمثابة تفكير قديم وإهانة للشعب الليبي الذي استثمر آماله في هذه العملية».
وكان نورلاند قد نقل عن صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة «الوفاق» وأحد أبرز المرشحين للمجلس الرئاسي الجديد، في اتصال جمعهما مع الملحق العسكري الأميركي، أنه تم إحراز تقدم في إعادة فتح الطريق الساحلي، الذي دعت إليه اللجنة العسكرية المشتركة، المعروفة باسم «5+5»، والتي تضم ممثلي قوات «الوفاق» و«الجيش الوطني».
وقالت السفارة الأميركية في بيان لها، مساء أول من أمس، إنه تم أيضا إحراز تقدم مماثل فيما يخص تجنب إغلاق الصادرات من بعض الموانئ النفطية، نتيجة للقضايا المتعلقة برواتب حرس المنشآت النفطية، مشيرة إلى أن نورلاند هنأ النمروش وجميع الليبيين على التقدم المحرز في ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، نحو تسمية سلطة تنفيذية مؤقتة جديدة خلال الأيام المقبلة.
من جهته، قال النمروش إن السفير الأميركي عبر عن أمله في نجاح الجهود، التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من خلال الحوار الجاري حاليا في جنيف.
في غضون ذلك، استأنفت أمس لجنة «5+5» أعمالها باجتماع في مدينة سرت لبحث الأسباب، التي حالت دون إخراج «المرتزقة» والمسلحين الأجانب من ليبيا، بعد انقضاء مهلة 90 يوما، التي تم الاتفاق عليها في مدينة جنيف السويسرية خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ووصلت وفود البعثة الأممية وحكومة «الوفاق»، وأعضاء اللجنة إلى مطار ميناء السدرة، حيث استقبلهم ممثلون عن «الجيش الوطني»، فيما رافقت عناصر من «اللواء 106 مجحفل» التابع لـ«الجيش الوطني» الوفود إلى مدينة سرت. ورحبت البعثة الأممية بانعقاد الجولة السابعة من محادثات اللجنة في مقرها بمدينة سرت، لمواصلة التخطيط لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة في بيان لها أمس إلى أنها ستتمحور حول الإسراع في فتح الطريق الساحلي، بغية تمكين المرور الآمن للمواطنين، والبضائع والمساعدات الإنسانية، بناءً على التقدم المحرز في الجولات السابقة من المحادثات.
ولفتت البعثة إلى مشاركة خبراء لإزالة الألغام من كلا الجانبين. بالإضافة إلى خبراء من البعثة في الاجتماع، لتقديم الدعم الفني، ومناقشة سبل المضي في عملية إزالة الألغام ومخلفات الحرب بالمناطق، الواقعة تحت سيطرة كل طرف. موضحة أن اللجنة ستستكمل مناقشاتها معها بشأن المتطلبات اللازمة لإرسال مراقبي الأمم المتحدة لدعم آلية مراقبة وقف إطلاق النار، والتحقق منها.
في شأن قريب، قال فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق» الوطني، إنه ناقش في طرابلس أمس مع رايزيدون زينينجا، الأمين العام المساعد ومنسق البعثة الأممية لدى ليبيا، الذي عين مؤخراً، تطورات الأوضاع ومسارات حل الأزمة الليبية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».