ريتشاردز مدافع إنجلترا السابق: تعرضت للإساءة من مجتمعي الأسود نفسه

أكد أن الحديث عن التمييز العرقي يثير الأحزان بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء

ريتشاردز فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي عام (رويترز)
ريتشاردز فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي عام (رويترز)
TT

ريتشاردز مدافع إنجلترا السابق: تعرضت للإساءة من مجتمعي الأسود نفسه

ريتشاردز فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي عام (رويترز)
ريتشاردز فاز بلقب الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي عام (رويترز)

يقول المدافع السابق للمنتخب الإنجليزي ونادي مانشستر سيتي، ميكا ريتشاردز، وهو يتساءل عمَّ إذا كان قد أصبح نموذجاً يحتذى به للاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء: «يعتقد الجميع أنني أبلغ من العمر 45 عاماً». ويشير ريتشاردز، الذي اضطر للاعتزال المبكر بسبب الإصابات، إلى أنه ما زال يرتكب بعض الأخطاء. وما زال اللاعب السابق، البالغ من العمر 32 عاماً، يتعلم من التجارب التي يمر بها، كما وجد أن الحديث عن العنصرية يثير كثيراً من المشاعر، سواء بين أصحاب البشرة البيضاء أو السمراء.
ولا يدعي ريتشاردز أن لديه إجابات على كل الأسئلة أو حلول لكل المشكلات. وهناك لحظة مدهشة في فيلمه الوثائقي، الذي يحمل اسم «معالجة العنصرية في كرة القدم»، عندما يتحدث والده، لينكولن، عن مواجهة التمييز والعنصرية عندما كان شاباً في بريطانيا، خاصة أن ريتشاردز ووالده لم يتحدثا عن هذا الأمر من قبل. يقول ريتشاردز، وهو يتذكر اللعب مع فريق ليدز سيتي بويز: «لا أعرف ما إذا كان القدر قد نقل والدي إلى مكان لا يريد أن يكون فيه؛ حيث كانت لديه ضفائر طويلة، في الوقت الذي كان فيه الناس في ليدز سيتي بويز يمارسون العنصرية دائماً، ويغنون أغاني بوب مارلي. كنت أتعرض لاعتداءات عنصرية داخل الملعب، بينما كان والدي يتعرض للإساءات العنصرية أكثر مني وهو يجلس بالخارج».
ويتذكر ريتشاردز تعرضه لإساءات عنصرية من قبل الشرطة في حي تشابيل تاون عندما كان صبياً. لكن إذا رأيته وهو يحلل المباريات، فسوف تعرف على الفور أنه دائماً ما يحب البحث عن الأمور الإيجابية، كما أن الابتسامة لا تغادر وجهه. ومع ذلك، ليس من السهل دائماً أن تعثر على الكلمات المناسبة، وهو الأمر الذي اكتشفه ريتشاردز عندما أدت العنصرية المزعومة من الحكم الرابع، سيباستيان كولتيسكو، إلى إيقاف مباراة باريس سان جيرمان ضد إسطنبول باشاك شهير التركي في دوري أبطال أوروبا في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكان ريتشاردز يحلل المباراة لصالح محطة «سي بي إس» الأميركية، حين زُعم أن كولتيسكو أشار مرتين إلى مساعد المدير الفني لباشاك شهير، الكاميروني بيير ويبو، على أنه «الأسود»، وهو الأمر الذي أثار رد فعل غاضب من مهاجم الفريق التركي، ديمبا با. لكن ريتشاردز لم يتسرع في إدانة الحكم، بل شكك في جدية التهم المنسوبة إليه، وهو الأمر الذي لم يعجب البعض، خاصة على موقع «تويتر».
يقول ريتشاردز: «كان الأمر صعباً لأنه لم يكن لديّ سوى 30 ثانية فقط للنظر في الحادث». وفي فيلمه الوثائقي، يتحدث ريتشاردز مع آندي كول، مهاجم مانشستر يونايتد السابق، حول توجيه اللاعبين الشباب من أصحاب البشرة السمراء، قائلاً: «لا يمكنني التحدث نيابة عن الجميع. يمكنني فقط أن أتحدث عن تجاربي وخبراتي، وإذا كنت تريد أن تأخذ شيئاً من ذلك، فهذا جيد. يتعين على كل شخص أن يكتشف الحياة بنفسه. لقد تعرضت للإساءة عندما كنت أعمل مع شبكة (سي بي إس) لعدم إدانتي الحادث على الفور».
وأضاف: «لقد تعرضت للإساءة من مجتمعي الأسود نفسه، وكان ذلك صعباً للغاية. إنني أقاتل طوال حياتي من أجل المساواة العرقية، لكن يتعين عليّ أن أتحدث عن بعض الأشياء التي لا أشعر بالراحة تجاهها. يجب أن أتأكد من أنني على اطلاع جيد بالأمر قبل إدانة أي شخص، حتى أتمكن من التأثير على الجيل القادم». وقرر ريتشاردز، الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع مانشستر سيتي عام 2012 الاعتزال في عام 2019 بعد فترة مخيبة للآمال مع أستون فيلا، واتجه للعمل في تحليل المباريات، ولا يتوقف عن خوض التحديات الصعبة ومحاربة التمييز والعنصرية.
ويركز ريتشاردز في الفيلم الوثائقي على إساءة استخدام الإنترنت، ويتحدث إلى مديري وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول عن ذلك: «نظراً لوجود عدد كبير جداً من الحالات، فمن الصعب للغاية التعرف على كل حالة على حدة. ويتعين على المسؤولين عن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي أن يبذلوا جهداً أكبر لمواجهة العنصرية. إنهم بحاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث في ذلك الأمر». وأجرى ريتشاردز أيضاً مقابلة مع غاري نيفيل، الذي اعترف بأنه لم يكن يعرف كيف يتصرف عندما كان جزءاً من الطاقم الفني لمنتخب إنجلترا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016 وأخبره رحيم سترلينغ بتعرضه لإساءة عنصرية. لكن ريتشاردز حصل على تشجيع كبير من المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، الذي يبدو دائماً أنه يجد الكلمات الصحيحة في مثل هذه المواقف.
يقول ريتشاردز: «لقد تعامل غاري متأثراً للغاية بما حدث. سيقول كثير من الناس إنه من السهل قول ذلك الآن. لكن منذ سنوات، لم يكن اللاعبون أصحاب البشرة السمراء أنفسهم يعرفون ما يتعين عليهم قوله في مثل هذه المواقف، لأنه لم يكن هناك من يستجيب لكلامهم. والآن، يعمل غاري في واحدة من أكبر المنصات الإعلامية ويستغلها للحديث عن مناهضة العنصرية».
ويضيف: «انظروا إلى الأشياء التي فعلها غاريث ساوثغيت بشأن التنوع في معسكر المنتخب الإنجليزي. لقد استقال فابيو كابيلو من قيادة المنتخب الإنجليزي لأنهم جردوا جون تيري من شارة القيادة بسبب ما قام به مع أنطون فرديناند».
ويتابع: «فقدت كثيراً من الاحترام لكابيلو. وفي الوقت نفسه، لا يمكنني أن أعطي غاريث ساوثغيت حقه في هذا الصدد، خاصة أنه رجل أبيض ولا يعرف مرارة التعرض للعنصرية لأنه لم يتعرض لها من قبل. وأود أن أقول الشيء نفسه عن جوردان هندرسون، لأن الأمر يكون له معنى أكبر عندما يأتي من شخص أبيض».



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟