محكمة العدل الدولية تقبل نظر قضية أقامتها إيران ضد أميركا

ريتشارد فيسك ممثل الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا أمس (أ.ب)
ريتشارد فيسك ممثل الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا أمس (أ.ب)
TT

محكمة العدل الدولية تقبل نظر قضية أقامتها إيران ضد أميركا

ريتشارد فيسك ممثل الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا أمس (أ.ب)
ريتشارد فيسك ممثل الولايات المتحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا أمس (أ.ب)

وافقت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، أمس، على نظر قضية أقامتها إيران ضد العقوبات الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بهدف التوصل إلى اتفاق أكثر شمولا من الاتفاق النووي لتعديل سلوك إيران الإقليمي ويضبط برنامجها للصواريخ الباليستية.
واستقر رأي أغلبية هيئة المحكمة المكونة من 16 قاضيا على أن محكمة العدل الدولية مختصة بنظر النزاع. وقال رئيس محكمة العدل الدولية عبد القوي أحمد يوسف إن المحكمة «لديها الاختصاص القضائي... للنظر في الطلب المقدم من إيران».
وبعد القرار، سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى حسابه على «تويتر» المحجوب في إيران، وكتب أن بلاده حققت «انتصارا قانونيا»، مضيفا «رفضت كل الاعتراضات المبدئية للولايات المتحدة في القضية التي رفعتها إيران» التي حققت برأيه «انتصارا قانونيا» من خلال هذه الخطوة.
وقدمت طهران شكوى الولايات المتحدة إلى محكمة العدل الدولية في 2018 بدعوى انتهاك معاهدة الصداقة لعام 1955 بين البلدين والتي وقعها محمد رضا شاه بهلوي، التي أطاحت به ثورة في 1979 قبل أن تقطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، على إثر اقتحام السفارة الأميركية واحتجاز 52 أميركيا رهائن لمدة 444 يوما.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد أعاد فرض العقوبات بعد قرار سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع إيران للتوصل إلى اتفاق أشمل، وهو أمر أثار استياء الحلفاء الأوروبيين.
ووفقا للولايات المتحدة، فإن محكمة العدل الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا، ليست مخولة الحكم في القضية، وبالتالي يجب عليها التخلي عنها. كما تؤكد أيضا أن العقوبات كانت ضرورية لأن إيران تشكل «تهديدا خطيرا» للأمن الدولي.
أنشئت محكمة العدل الدولية من قبل الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية للحكم في النزاعات بين الدول الأعضاء.
وإذا أجازت المحكمة لنفسها مواصلة العمل على القضية، فإن القرار النهائي قد يستغرق أشهرا، إن لم يكن سنوات.
سمح الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015 بتقليص برنامج طهران النووي وللمراقبين الدوليين بدخول أراضيها، مقابل إنهاء سنوات من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية.
وبعد انسحاب دونالد ترمب من الاتفاق، استعانت إيران «بمعاهدة الصداقة» لعام 1955 التي سبقت الثورة الإسلامية في 1979 التي أطاحت الشاه الموالي للولايات المتحدة وقطع العلاقات معها.
وبحسب طهران، فإن الانسحاب من الاتفاق النووي يسبب «صعوبات ومعاناة» في البلاد و«يدمر حياة الملايين».
أنهت واشنطن معاهدة الصداقة رسميا نهاية عام 2018، بعدما أمرتها محكمة العدل الدولية بتخفيف العقوبات على المنتجات التي تحمل طابعا إنسانيا.
بقي الاتفاق النووي معلقاً بخيط واه بعد انسحاب الولايات المتحدة مع تمسك الدول الأخرى الموقعة عليه في 2015 به، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا.



طهران: «وعد الصادق 3» ستُنفذ عندما يكون تأثيرها كبيراً

المفاعل النووي الإيراني في بوشهر جنوب العاصمة طهران (أرشيفية - أ.ب)
المفاعل النووي الإيراني في بوشهر جنوب العاصمة طهران (أرشيفية - أ.ب)
TT

طهران: «وعد الصادق 3» ستُنفذ عندما يكون تأثيرها كبيراً

المفاعل النووي الإيراني في بوشهر جنوب العاصمة طهران (أرشيفية - أ.ب)
المفاعل النووي الإيراني في بوشهر جنوب العاصمة طهران (أرشيفية - أ.ب)

قال المستشار الأعلى للقائد العام لـ«الحرس الثوري»، حسين طائب، إن عملية «وعد الصادق 3» ستنفذ عندما يكون تأثيرها الاستراتيجي أكبر من عملية «وعد الصادق 2»، مضيفاً أن «السلاح الاستراتيجي يجب استخدامه في الوقت المناسب وبشكل مدروس».

ووفقاً لما نقلته وكالة «انتخاب»، أشار طائب خلال كلمة ألقاها في ندوة بمدينة قم، إلى المطالبات المتعلقة بتنفيذ عملية «وعد الصادق 3»، قائلاً: «في الوضع الحالي، إذا قيل إن الميدان يجب أن يتبع الرأي العام، فهذا كلام خاطئ». وأضاف، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أنه لا توجد خلافات داخل المجلس الأعلى للأمن القومي بشأن القضايا الدفاعية والأمنية، مشيراً إلى أنه «من وجهة نظر الأميركيين، لا يوجد فرق بين عمليات (وعد الصادق 1) و(2)».

وأوضح أنه عندما كانت عملية «وعد الصادق 1» على وشك التنفيذ، أرسل الأميركيون رسالة عبر وزير خارجية بريطانيا إلى وزير الخارجية الإيراني، مفادها: «لا تهاجموا إسرائيل، نحن سنضغط عليها لإنهاء الحرب مع حركة (حماس)». وتابع أن إيران ردت على طلب الولايات المتحدة بالقول: «نحن نفعل كل ما نستطيع لإنقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم. والأميركيون كانوا يحاولون تأجيل عملية (وعد الصادق 1)، لكننا أفشلنا خططهم ونفذنا العملية في الوقت المناسب».

واستطرد قائلاً: «في عملية (وعد الصادق 2) أيضاً، أرسل الأميركيون جميع الرسائل إلى إيران، ولكن عندما فقدوا الأمل قالوا: لا تستهدفوا قواعدنا، ونحن بدورنا لن نتدخل في حرب إسرائيل. لكن لمنع أن يكون الهجوم الإيراني على إسرائيل جاداً، قام الأميركيون بزيادة إمكاناتهم الدفاعية ثلاثة أضعاف».

وأكد المستشار في «الحرس الثوري» أن «التصرف في الوقت المناسب هو الأمر المهم في الحرب، ويجب على العدو ألا يزعزع ثقة الشعب بقدرة البلاد الدفاعية». كما شدد على أن «الشخص الذي وصل إلى مرحلة التوسع في الحرب ويمتلك القوة العليا، لا يمكن أن يحقق الردع من خلال الهجمات الصاروخية كـ(وعد الصادق 2) و(وعد الصادق 3)».

قادة من الجيش و«الحرس الثوري» خلال جلسة تنسيقية للمناورات في غرب إيران (تسنيم)

وأشار طائب إلى أن الغرض من التدريبات والمناورات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة هو استعراض القوة العسكرية وتعزيز الردع، قائلاً: «إسرائيل تسعى بكل جهد خلال الفترة المتبقية حتى بداية ولاية ترمب للحصول على تصريح من إدارة بايدن لمهاجمة إيران، لكن الأميركيين، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، لا يريدون بدء حرب جديدة». وتابع: «نحن لا نسعى للحرب، لكن إذا فكر أحد في مهاجمة إيران فسنعلمه درساً، عبر المناورات العسكرية واستعراض قدراتنا الصاروخية الهجومية والدفاعية، مما يرسل رسالة واضحة للعدو».

وقال طائب إن الأميركيين أصبحوا أضعف في مواجهتهم لإيران، قائلاً: «رغم خسائر إيران بفعل استشهاد قادة المقاومة وانفصال سوريا عن محور المقاومة، لا تزال صامدة، وخط المقاومة مستمر في التقدم نحو النصر».

من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء «إرنا» أن المواطنين الأجانب والمهاجرين، لم يعد مسموحاً لهم العيش أو العمل على مسافة خمسة كيلومترات من منشأة بوشهر النووية. واستشهد التقرير بشأن القيود الأمنية الجديدة بتصريحات حاكم إقليم بوشهر، ولم يقدم سوى القليل من التفاصيل الأخرى. وبسبب التوترات العسكرية المتصاعدة مع إسرائيل، يتزايد القلق بشأن اندلاع حرب مع إيران، وسط تهديد إسرائيل في الكثير من الأحيان بقصف مواقع نووية، خوفاً من احتمال أن تنتج إيران أسلحة نووية.

كما بدأ الجيش الإيراني مؤخراً تدريبات قرب منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد، في إطار مناورات واسعة النطاق من المخطّط إجراؤها على مستوى البلاد. وتشمل هذه المناورات التي أُطلق عليها اسم «اقتدار»، وحدات من «الحرس الثوري»، إلى جانب القوات البرية في الجيش الإيراني.