«حماس»: شكل مشاركتنا في الانتخابات مرهون بحوارات القاهرة

الحية تحدث عن خلاف مع «فتح» حول المحكمة الدستورية

غزة تحت الإغلاق بسبب «كورونا» كما بدت أمس (أ.ف.ب)
غزة تحت الإغلاق بسبب «كورونا» كما بدت أمس (أ.ف.ب)
TT

«حماس»: شكل مشاركتنا في الانتخابات مرهون بحوارات القاهرة

غزة تحت الإغلاق بسبب «كورونا» كما بدت أمس (أ.ف.ب)
غزة تحت الإغلاق بسبب «كورونا» كما بدت أمس (أ.ف.ب)

قال عضو المكتب السياسي ونائب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، خليل الحية، إن حركته لم تتخذ قراراً بعد بشأن شكل مشاركتها من الانتخابات العامة المقررة في الأراضي الفلسطينية في مايو (أيار) المقبل، مؤكداً وجود خيارات متعددة حول شكل هذه المشاركة.
وشدد الحية على أن حركته ستتخذ القرار بعد حوارات القاهرة المرتقبة الأسبوع المقبل بين الفصائل الفلسطينية. وقال خلال لقائه في غزة عدداً من الصحافيين، إنه يوجد خلاف فعلي حول المحكمة الدستورية، مؤكداً أن «حماس» معترضة على إجراءات الرئيس محمود عباس الأخيرة المتعلقة بالقضاء. وأضاف: «نريد الذهاب للانتخابات ونحن مطمئنون حيال العملية القانونية والقضائية. لا بد أن نذهب ونتوافق على تشكيل محكمة الانتخابات، وهو الأهم الآن».
ودعا الحية إلى إعادة تشكيل المحكمة الدستورية «بروح أخوية». وأعاد للأذهان الخلاف القانوني حول المحكمة منذ نشأتها، وأنه جعلها مثار جدل؛ «إذ شُكلت في ظروف غير مناسبة. وبالنسبة لنا يجب كبح جماحها لكيلا تتدخل في الانتخابات، فمن الصعب أن يذهب شعبنا للانتخابات والمحكمة الدستورية تتدخل فيها».
وإضافة إلى القضاء، قال الحية إنه يجب الاتفاق على قاعدة أساسية لتدشين الانتخابات، كما أنه «آن الأوان لرفع العقوبات عن قطاع غزة»؛ فالفصائل ستتوجه الأسبوع المقبل إلى حوار القاهرة، وهو محطة مهمة، سيتم خلالها بحث قضايا عدة، ولا بد من الاتفاق على القاعدة السياسية التي ستنطلق منها الحوارات في القاهرة لتدشين الانتخابات، وتحديد التوافق الوطني، مشدداً على ضرورة أن تكون الأرض مهيأة، بما يفتح الباب واسعاً لتشكيل القوائم ودخول الفصائل الانتخابات، لافتاً إلى أن «إنهاء الانقسام حتى يكون كاملاً، يحتاج إلى التوافق على أرضية معقولة في البرنامج السياسي المشترك، ولا بد من الانطلاق من قاعدة سياسية في تعريف (العدو) وكيف نتعامل معه».
وشدد القيادي في «حماس» على ضرورة إجراء الانتخابات بحرية، محذراً من تدخل إسرائيل فيها... «ليس مسموحاً، ولا يحق للاحتلال أن يعبث ويتدخل في الانتخابات. مسؤوليتنا الوطنية، جميعاً، أن نقف في وجه الاحتلال. نحن نريد أن يشعر المواطن الفلسطيني بكامل الحرية في التصويت والدعاية الانتخابية وتشكيل القوائم».
وأكد الحية أنه لا تنازل عن إجراء الانتخابات في القدس، مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً وطنياً لا تنازل فيه عن إجراء الانتخابات هناك. ودعا إلى إطلاق الحريات في الضفة لتكون الانتخابات سلسة، «ونحن جاهزون لتنفيذ كل ما يلزم في موضوع الحريات». وجدد تأكيده على أن «حماس» ذاهبة إلى القاهرة بصدر منشرح وعقول منفتحة.
وتطرق الحية إلى انتخابات المجلس الوطني. وقال إنه حين الوصول إليها نهاية أغسطس (آب) المقبل، يجب الاتفاق على مكان عقد الانتخابات في الخارج. وأعاد التأكيد على أن منظمة التحرير هي البيت الجامع للفلسطينيين، ولذلك فإن حركته «لا تريد للحكومة في الضفة وغزة والقدس أن تطغى على منظمة التحرير، ولا نريد للسلطة أن تطغى بأموالها وآلياتها على منظمة التحرير».
ويكتسب حوار القاهرة الذي سينطلق في 8 فبراير (شباط) الحالي، ومن المقرر أن تشارك فيه الفصائل الفلسطينية كافة، أهمية استثنائية، لأنه يختبر إمكانية الاتفاق فعلاً على عقد الانتخابات في موعدها خلال شهر مايو المقبل، وفق المرسوم الذي أصدره الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيطرح كل فصيل مخاوفه وطلباته حول الانتخابات والالتزام بها، ويجري التركيز أكثر على توافق بين حركتي «فتح» و«حماس»؛ لأن الخلاف سيعني أن تمنع «حماس» إجراء الانتخابات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه. وتوجد على الطاولة قضايا ساخنة عدة؛ من بينها مرجعية الانتخابات السياسية، ومحكمة الانتخابات، والملف الأمني، وملف الحريات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.